حينما نجد هذه المشاهد البشعة للجنود الفقراء الشهداء بعد اغتيالهم فإننا نكاد نمقت أنفسنا وتضيق علينا الدنيا بما رحبت لكن الأشد سخافة هو أن نجد تحليلات سقيمة لا تدل إلا على مرض وهوس جنوني عند أفراد طاشت عقولهم حينما يقدمون أوهامًا ليدللوا بها أنه قد تم إعدام الجنود على يد الجيش لأنهم رفضوا تنفيذ الأوامر ويسوقون سخافات لا أدري كيف يقتنعون بها ومنها ادعاء أنهم ماتوا وأيديهم مربوطة، وكيف عرف الإرهابيون أنهم جنود وقد كانوا يرتدون زيًّا مدنيًّا. وأود أن أقول لهؤلاء، لعنة الله على الهوى الذي أفسد عقولكم إذا كنتم تملكون عقولًا. أولًا: الجنود لم يكونوا في وحداتهم، بل كانوا في طريقهم إلى الوحدات الخاصة بهم بعد إجازة، ولا يعقل أن تنتظرهم القوات في طريقهم لقتلهم. ثانيًا: لو كانوا معارضين لتصرف القوات لرفضوا العودة إلى الوحدة من الأساس. ثالثًا: الجنود تابعون للأمن المركزي وليس الجيش فلا شأن لكم بالسيسي. رابعًا: أهاليهم يصرخون ويصرحون بأن الجنود كانوا في طريقهم لتسليم مهماتهم واستلام شهادات نهاية الخدمة فلماذا الانشقاق وقد انتهى الأمر. خامسًا: قضية ربط الجنود من عدمه فلم أجد معظمهم مربوط اليد، وحتى لو ربطت اليد فلا يستدل بذلك على أنهم لم يقتلوا على يد إرهابيين بل ذلك يؤيد الجريمة. سادسًا: لو تم ضربهم من خارج السيارة لما تمت التفرقة بين السائقين والركاب بل أحرى أن يقتل السائق حتى لا يكون دليلا على القتلة. سابعًا: أين السيارات التي كانت تقلهم، ليست موجودة والسائقون ليسوا موجودين، وهذا يعطي شكا أنه تم التربص لهم واقتيادهم عمدًا، ويؤيد ذلك الخبر بأنهم كانوا يبيتون في موقف السيارات انتظارًا لانتهاء حظر التجوال (كما صرح أهالي الشهداء). ثامنًا: ما ذكرناه في النقطة السابقة يوضح كيف تم التعرف عليهم وهم بالثياب المدنية. تاسعًا: تصريح الداخلية بأنه تم استهدافهم بآر بي جي ثم تغير التصريح فهذا أمر لا غرابة فيه خصوصا أنه تم إصدار تصريح مبدئي عند بداية معرفة الخبر قبل التحقق الكامل منه ثم ذكر الخبر الصحيح. عاشرًا: أنتم تدافعون عن من؟ عن تاريخ أسود من الدماء والجهل والتطرف والخروج عن دين الله؟ لكل شخص تاريخه الذي يبين ملامح فكره وأسلوب تصرفاته. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.