في عالم بلا منطق ولا عقلانية، يبدو الجنون وكأنه نشازٌ في سمفونية النظام، لكن أليس من الممكن أن يكون هذا النشاز هو اللحن الحقيقي الذي يكشف عن أعمق معاني الحياة؟ أو ربما هو مجرد صوت مزعج، مثل طفل يصرخ في حفلة هادئة؟ فلسفة المجانين ليست مجرد شطحات فكرية أو انفعالات عابرة، بل هي نافذةٌ على عالمٍ موازٍ.. عالم يرى فيه المجنون ما لا يراه العاقل أو يتخيله أو حتى يختلقه لأن الحياة مملة بما يكفي. المجنون في الأدب والفلسفة هو الشخصية التي تكسر القواعد، لا لأنها لا تفهمها، بل لأنها تدرك سخافتها وتجد متعةً في تحطيمها. من هاملت شكسبير، الذي كان يتحدث مع جماجم، إلى زوربا كازانتزاكيس، الذي قرر أن يعيش الحياة كأنها حفلة دائمة، نجد أن المجنون هو الأكثر وعيًا. يصرخ بالحقيقة في وجه عالم يرتدي أقنعة الزيف، ثم يضحك لأنه يعرف أن أحدًا لن يأخذ كلامه على محمل الجد. الجنون هو تمردٌ على القوالب الجاهزة، وعلى التصنيفات الصارمة لما هو صواب وما هو خطأ. إنه رفضٌ للعيش وفق إملاءات الآخرين، وبحثٌ عن هويةٍ خالصة غير ملوثة برغبات المجتمع. المجنون لا يخاف من أن يكون مختلفًا، لأنه ببساطة لا يهتم. الفرق بين المجنون والعاقل العاقل يقف في طابور طويل ينتظر دوره في الحياة، بينما المجنون يقفز فوق الطابور ويبدأ في الرقص. كثيرٌ من الفلاسفة اقتربوا من الجنون، ليس لأنهم فقدوا عقولهم، بل لأنهم تجرأوا على التفكير خارج حدود المألوف. نيتشه على سبيل المثال لم يكن مجرد فيلسوف، بل كان صدى لصوت الجنون الفلسفي الذي يسأل: لماذا؟ حين يكتفي الآخرون بالإجابات الجاهزة مثل: لأن هذا ما قاله المعلم في الصف الثالث. ربما كان سقراط أيضًا من هؤلاء الذين اكتشفوا أن الحياة بلا تساؤل لا تستحق العيش، لكنه لم يخبرنا أن كثرة التساؤل قد تجعلك تشرب كأس السُم.
لماذا نحتاج فلسفة المجانين؟ لأنها تذكّرنا بأن العقل ليس السجن الوحيد الممكن، وأن الحرية تبدأ حين نتوقف عن الخوف من أن نبدو مجانين. فلسفة المجانين هي دعوة لرؤية العالم بعيون بريئة، أو عيون شخص لم ينم منذ ثلاثة أيام. لا تخشى التساؤل ولا تخجل من الشك. إنها طريقة لطرح الأسئلة الكبيرة مثل: ماذا يعني أن تكون إنسانًا؟ أو لماذا لا توجد نكهة كوسا في الآيس كريم؟
كيف تصبح قاتلا متسلسلا بلا معلم؟ أنا وأنت وساعات الرمل
في النهاية، ربما يكون الجنون هو الحقيقة التي نخشى مواجهتها، والحكمة التي نخاف الاعتراف بها، وربما كان المجنون هو العاقل الوحيد في عالمٍ فقد توازنه دون أن يدرك ذلك. أو ربما هو فقط شخص نسي أين وضع مفاتيح سيارته، وقرر أن يسمي هذا الفعل: بحثًا عن الذات. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا