تثير الزيارة المرتقبة التي من المقرر أن يقوم بها وكيل الأمين العام للشئون السياسية جيفري فيلتمان إلى مصر الأسبوع القادم، العديد من ردود الأفعال حول شخصية فيلتمان والمهمة التي يقوم بها في مصر حيث يعتبره البعض أنه مجرد منفذ للسياسة الأمريكية في مصر خاصة أن زيارته إلى تونس لم يكتب لها النجاح.. فمن هو فيلتمان؟ وكيف تكون مهمته في مصر؟ التفاصيل في التالى.... قالت الأممالمتحدة بالأمس إنها ترسل فيلتمان إلى مصر الأسبوع المقبل، للاجتماع مع عدد من المسئولين من بينهم ممثلون لجماعة الإخوان المسلمين، وسط استمرار أعمال العنف في أعقاب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي الشهر الماضي. ومن المفترض أن يقدم فيلتمان تقريرًا للأمين العام للأمم المتحدة "بشأن الأزمة المصرية"، ومن المقرر أن يأخذ الأمين العام بمشورة فيلتمان حين يرفع له تقريره عن الزيارة ليقرر الخطوات التالية بخصوص الوضع في مصر. جيفري فيلتمان هو دبلوماسي أمريكي سابق في الشرق الأوسط البعض أسماه بالقافز على خيارات الشعوب، وصفه الكاتب السوري ناصر السهلي بأنه ليس مجرد اسم، ولا مجرد أكاديمي أمريكي من مواليد جرينفيل بولاية أوهايو الأمريكية.. فقد كان متطوعا في خدمة قوات الاحتلال في العراق في 2003، وسفير واشنطن في بيروت بين الأعوام 2004 و2008. وجيفري فيلتمان هو الذي رفع بوجهه، الشباب التونسي في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، يافطة" Feltman Go home"، ودشن شباب الثورة التونسية حسابا على الفيس بوك بعنوان:" Jeffrey Feltman you are NOT welcome in Tunisia"- جيفري فيلتمان أنت غير مُرحب بك في تونس.. حاول فيلتمان تنفيذ سياسة انتدابية في لبنان عندما كان سفيرًا لبيروت، تقوم على أساس أنه «القنصل» الحاكم للبنان في الأعوام التي شغل فيها ذلك المنصب وما تلاها أيضًا في زياراته المكوكية. وبعد انفضاح الموقف الأمريكي- الفرنسي فيما خص ثورة تونس حُمل فيلتمان مهمة أخرى في الدول العربية، عمل من خلالها كمندوب "سامي" لبلاده يستدعي ويتجول ويتدخل مصرحًا ومخططًا. ومنذ الشهر الأول لعام 2011 وجد فيلتمان مقيمًا ومتجولًا بين عواصم عربية متعددة، جاء إلى تونس بعد هروب ابن على، عله يستطيع لملمة الوضع من خلال بقايا النظام المخلوع وحرف الثورة عن أهدافها، فتصدي له شباب الثورة بوعي واضح، رغم تعويل بقايا النظام على دور ما لواشنطن لوقف الأمواج العالية لتلك الثورة، فتظن واشنطن أن بضعة ملايين من الدولارات «كمساعدة» وسُكوتها عن الأموال المنهوبة من الشعب بالمليارات في العقارات والبنوك الغربيةوالأمريكية والعربية، تسكت الشعوب عن وقف التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي للدول. جيفري فيلتمان ليس بعيدًا عما يدور في كواليس القصور العربية، فالرجل ساهم في كل ما سبق في عمليات فرز وتصنيف وخلق اصطفافات في العالم العربي للتأسيس لما كان يُطلق عليه معسكر الاعتدال واستهداف المقاومة ودول الممانعة. وقصة شيطنة الفكر المقاوم لإسرائيل كان فيلتمان جزءًا منها من خلال التدخل في الشئون الداخلية لدول ذات سيادة، خاصة أن اليمين الأمريكي يعمل على فرضية خلق شرق أوسط جديد تحت نيران العدوانية الإسرائيلية وترويض الأنظمة المعتدلة، وكان لبنان المثل الأكثر وضوحًا فيما كان يفعله جيفري فيلتمان في "عوكر" مع مجموعة التبعية للسفارة الممتدة أفقيًا وعموديًا. فيلتمان يقوم بعمل خطوات استباقية في عدد من الدول التي تشهد ثورات، والمرشحة لها، فهو واحد من مجموعة عمل أمريكية (أمنية وسياسية) تشمل سفراء حاليين وسابقين في المنطقة ومبعوثين شبه مقيمين في المنطقة العربية، ومن المهم الانتباه إلى مجموعة من الدبلوماسيين والأمنيين الذين لم يتغيروا منذ أن كانوا في الدائرة المحيطة ببوش، وإن انتقل بعضهم لمواقع خلفية، إلا أنهم يخوضون ما يمكنهم للتأثير في إعادة وضع السياسة الخارجية الأمريكية بما يسمح لها الإبقاء على الخطوط في شبكة المصالح الكبرى، نفطية وغير نفطية ترتبط بالحليف الإسرائيلي. وجيفري فيلتمان ومجموعة مبعوثي واشنطن يحاولون بكل ما بوسعهم تخريب الثورات العربية في الأنظمة التي يتضح أنها تدور في فلك سياساتها، وتقوم تلك المجموعة بحملة دعائية ودبلوماسية استخباراتية تهول بقراءات مزيفة ما يمكن أن يجري في لبنان عبر تحالف جيفري السابق، وإعادة نفخ الحياة فيه لمصلحة إبقاء المحكمة الدولية والتهديد بالفتنة الطائفية سيفًا مسلطًا على الدول العربية. وتراهن واشنطن عبر مجموعة جيفري فيلتمان أن تثبت مدى الوعي الذي يتسم به الشعب في تونس ومصر وليبيا، ومن قبل في لبنان، وغيرها من الدول التي يغضب قادتها المنهارون مما يسمونه سياسة «التخلي عنا» في مشهد غريب عجيب عن شرعية يستمدها هؤلاء من واشنطن وليس من شعوبها. وفيلتمان أداة تطبيق سياسات البيت الأبيض في مجلس الأمن، وعين "جيفري فيلتمان" الدبلوماسي الأمريكي المخضرم في شهر يونيو 2012 مستشارًا سياسيًا ل"بان كي مون" الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة وحّل مكان مواطنه "لينباسكوئه" التي شغلت هذا المنصب لمدة 5سنوات. جيفري فيلتمان يهودي الأصل تجمعه علاقات وطيدة مع المحافل الصهيونية واللوبي في منظمة أوبك وله تجربة سياسية ودبلوماسية تمتد على 26 عاما كانت كلها تندرج في التعاطي مع شئون وقضايا الشرق الأوسط وأوربا الشرقية. شغل فيلتمان خلال حياته المهنية عدة مناصب بدأها كسفير في لبنان وممثل أمريكا في محافظة أربيل في العراق وشغل منصب القنصل الأمريكي في الأراضي المحتلة وكذلك كان دبلوماسيًا في تونس والمجر وهايتي، يجيد فيلتمان اللغة العربية والفرنسية والمجرية بشكل جيد ويشاع أنه يجيد اللغة الفارسية أيضًا. ويرى سياسيون أن فيلتمان هو الدبلوماسي الفعال للسياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة، وصلت أصولية فيلتمان المستقاة من السياسات الأمريكية والصهيونية حدًا تطوع فيه للذهاب إلى العراق في عام 2003 في أوج الاشتباكات الدائرة بين جيش الاحتلال الأمريكي والقوات الشعبية العراقية وعمل في مكتب الحاكم الأمريكي المؤقت في مدينة أربيل الواقعة في شمال العراق. تحولت مدينة أربيل ومنطقة كردستان العراق بمساعيه وجهوده إلى أهم مكان لتجمع الجواسيس في المنطقة وأصبحت مكانًا لتواجد جهاز الاستخبارات الأمريكية cia والموساد كما ركز مساعيه في إطار التقسيم المحتمل لهذه المنطقة تحت عنوان إقليم يخضع لحكم ذاتي في كردستان العراق. وكان لفيلتمان خلال مهمته في لبنان دور مهم في تطبيق السياسة الاستعمارية الأمريكية في هذا البلد وكان سفيرًا لأمريكا خلال حرب ال33 يوما وقد لعب دورًا مؤثرًا في الدفع قدمًا لتطبيق السياسات الأمريكية وسياسات الكيان الصهيوني في مفاوضات جرت وراء الكواليس خاصة مع التيار المعارض لمحور المقاومة. وفيلتمان مسئول عن تقديم الدعم المادي لفبركة الأكاذيب والتضليل الإعلامي على المحطات الفضائية، وصل تدخل فيلتمان في الشئون الداخلية اللبنانية حدًا لقبه اللبنانيون ب "الغراب" اعتقادًا منهم أنه في أي مكان يحّل فيه يجلب معه الدمار والخراب، وحتى بعد تعيينه في منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكية جعل من لبنان ساحة لممارسة نشاطاته. فيلتمان كان أداة لنقل الإملاءات السياسية لبان كي مون، ويعتبر فيلتمان أبرز السياسيين الأمريكيين الذين زاروا طهران بعد الثورة الإسلامية، وبالرغم من موافقته على السياسات الاستعمارية التي تنتهجها أمريكا خلال مدة عمله كسفير في لبنان وكذلك شغله لمنصب مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، وعبر سيناريو تم الإعداد له استقال من هذا المنصب بشكل مفاجئ ليعينه بعدها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون معاونًا له في الشئون السياسية. تعيين فيلتمان بصفته مستشارا سياسيا لبان كي مون وكان قبله أمريكي آخر شغل هذا المنصب يعتبر مؤشرا على أن أمريكا تسعى في استراتيجيتها الجديدة لنقل المؤامرة العالمية بما تمثله من حجم كبير وقوة إلى منطقة الشرق الأوسط عن طريق فيلتمان المزود بمخطط واضح من قبل البيت الأبيض بالإضافة إلى مهمة مراقبة بان كي مون الذي يريد أن يملي عليه السياسات الأمريكية. على هذا يمكن القول إن بانكي مون يعد ديكورا ليس إلا في تنفيذ السياسات الأمريكية المغطاة بطبقة من الجلد المهترئ لمنظمة الأممالمتحدة كما أن قناة الاتصال لنقل سياسات البيت الأبيض إليه ليس إلا جيفري فيلتمان. بعبارة أخرى تعيين فيلتمان كمستشار سياسي لبانكي مون سيكون صمام أمان بالنسبة للحكومة الأمريكية لأنها ستتمكن من زج بان كي مون بشكل أكبر في خضم سياساتها المتعبة كما يبقى تحت أنظارها بشكل دائم.. لهذا السبب يحضر فيلتمان كل اللقاءات المهمة التي يجريها بان كي مون كاللقاءات التي عقدت في طهران على هامش مؤتمر حركة عدم الانحياز.