سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«شباب الإخوان.. زهور بلا رائحة».. «ربيع»: صغار الجماعة منقسمون إلى عدة فئات.. «اللاوندي»: لن نقبل بهم في الحياة السياسية لحرقهم مصر.. «الحفناوي»: نرحب بإعادة دمجهم شريطة التخلي عن تشددهم
في وقت تحولت فيه مصر إلى خرابة على يد جماعة مسلحة متطرفة إرهابية تطلق على نفسها "جماعة الإخوان المسلمين"، تباينت آراء الخبراء السياسيين حول موقف شباب الجماعة وحول كيفية استغلالهم في الفترة المقبلة، فالبعض رفض تواجدهم في الحياة السياسية بشكل عام بعد مشاركتهم في حرق وتدمير وخراب منشآت الدولة. فيما طالب البعض الآخر، بإعادة هيكلة هؤلاء الشباب حتي لا يتحولوا إلى دمية في يد الجماعات الإرهابية والمتطرفة كما وافق على دمجهم بالعمل السياسي، بينما رأت مجموعة ثالثة أن شباب الجماعة ينقسمون إلى عدة فئات كل فئة لها وجهة نظر سياسية مختلفة .. جزء منها يرفض العنف والآخر يؤيده. وفي هذا الإطار، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع أستاذ العلوم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، اليوم السبت، إنه لا يمكن الحكم بشكل قاطع على جميع شباب جماعة الإخوان في إطار توجه واحد، حيث إن شباب الجماعة منقسمون إلى عدة فئات. وأضاف: "هناك فئة مغرر بها وتسير خلف القادة كالقطيع دون تفكير، وفئة أخرى رفضت العنف الذي كانت تمارسه الجماعة في الفترة السابقة"، موضحا أن الجماعة أنشأت حركات منها "إخوان بلاعنف" التي أكدت رفضها لعنف التيار القطبي بالجماعة وهناك جزء آخر منهم لا يعلم أي اتجاه يأخذ مع أم ضد. وأشار "ربيع" إلى أنه بناءً على هذه التصنيفات يتحول جزء منهم إلى التدمير، وجزء آخر منهم سيتحول إلى متطرف يسعى لتطبيق الشريعة على هويته، وجزء ثالث يسعى إلى الاندماج في أحزاب سياسية أخرى كحزب النور والوطن وغيرهما، وشق آخر منهم ينطوي على نفسه ويترك الحياة السياسية بشكل نهائي، كما أن هناك جزءا منهم يسعى إلى بناء وهيكلة الجماعة وفقا لسياسة جديدة ورؤية سياسية مختلفة عما كانت في السابق". وكشف "ربيع" أن موقف شباب الجماعة حتى الآن من الأحداث يمكن أن يكون ملبدا بالغيوم غير واضح المعالم نتيجة لحالة الارتباك السياسي ولكن الأيام ستكشف عنه في الفترة المقبلة. بدورها، رحبت الدكتورة كريمة الحفناوي، الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، اليوم السبت، بإعادة دمج العقلاء من شباب جماعة الإخوان في الحياة السياسية بشرط التراجع عن الأفكار المتشددة والإرهابية ضد المجتمع. وطالبت "كريمة"، في تصريح ل "فيتو"، بعدم تكرار السيناريو السابق الذي اعتمد وبشكل كلي على الخلط بين الدين والسياسة، وقالت: "انتهى وقت الجماعات الدعوية الإرهابية كما انتهت معها الأحزاب الدينية، لذا على شباب جماعة الإخوان الآن أن يتخذوا قرارا يحددون فيه موقفهم من العمل السياسي في مصر". وأضافت: أن الإعلام والأزهر والقيادات السياسية والأنظمة التربوية والتعليم لها دور مهم في إعداد وإعادة صياغة تفكير هؤلاء الشباب من جديد وبناءً على تعاليم السياسة والدين بشكل صحيح. في حين، ذكر الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية والسياسية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: "أن المرحلة المقبلة صعبة بكل المقاييس على شباب جماعة الإخوان خاصة بعد اعتزام مجلس الوزراء صدور قرار يتضمن انضمام الجماعة إلى المنظمات الإرهابية ومنعهم من مزاولة الحياة السياسية". وأوضح أن المجتمع أصبح غير قابل لفكرة وجود جماعة الإخوان الإرهابية أو حتى الأحزاب الدينية على الساحة السياسية. وأضاف اللاوندي أن الجميع كان في السابق يرفض فكرة الإقصاء السياسي ولكن بعدما اتَّشَحَتْ مصر بالسواد على شهداء لا ذنب لهم وبعدما سالت أنهار الدماء بالشوارع على يد جماعة إرهابية لا تعرف سوى العنف والقتل والخراب والدمار بات لنا الآن أن نرفع شعار الإقصاء للجماعة بأحزابها وبشبابها على الرغم من جهل بعضهم بالأحداث من حولهم. وأشار إلى أن اندماج شباب الإخوان في أحزاب أخرى مثل النور وغيره سيعطيهم فرصة أخرى لخلط الدين بالسياسة وهي الفكرة التي عانينا منها كثيرا مع الجماعة في الفترة الماضية. وأكد اللاوندي أن مصير شباب الجماعة في الفترة المقبلة سيختصر في الانزواء عن الجميع أو الإرهاب والقتل والتخريب، لذا بات مصيرهم محكوما عليه بالفشل في الفترة المقبلة بعد ما شاركوا في جمعة حرق مصر.