تساءل أحد الكتاب (هل أعلن السيسي الثورة على أمريكا)، أم أن النزاع الحالي بين مصر وأمريكا هو مجرد مسرحية أو فوتوشوب؟!. من حيث الأصل، فلا الشعب المصري ولا الجيش المصري أعلن الثورة على أمريكا حتى يكون لهذا السؤال موضع أو مكان، فالشعب أعلن الثورة على تنظيم إرهابي حكم مصر بدعم أمريكي اسمه جماعة الإخوان، والخلاف الراهن مع أمريكا والاتحاد الأوربي نجم عن محاولتهم منح جماعات الإرهاب مكانة متميزة وضمانات سياسية وقانونية بالمخالفة لكل الدساتير والمواثيق العالمية. السؤال الغبي الذي طرحه هذا الكاتب الأغبي، يتجاهل حقيقة خروج عشرات الملايين من المصريين يومي 30 يونيو و26 يوليو في مظاهرات تنادي بسقوط حكم الإخوان، أي حكم الإرهاب ويتبنى وجهة النظر القائلة بأن بدء الحدث كان يوم 3 يوليو يوم الخلع العظيم وليس قبل هذا. أما الحجة الدامغة التي أبداها هذا المتخلف عقليا لإثبات أن الأمر كله مجرد فوتوشوب أمريكي، فيستند إلى الدعم السعودي لإسقاط مرسي وأن هذا لا يمكن أن يحدث دون ضوء أخضر أمريكي، ولأن التراشق اللفظي بين مصر وأمريكا لم يتطور بعد لاشتباك فعلي. فلنعلن الحرب إذن على أمريكا كي يصدق إخواننا في العروبة أننا شعب من الأحرار الخصومة السعودية الإخوانية ليست وليدة عام أو عامين مضيا، بل هي خصومة معلنة منذ عشرة أعوام وقد برزت هذه الخصومة أثناء الانتخابات الرئاسية رغم أن أمريكا كانت تقف بالروح والدم والمال وراء الإخوان.... دعك إذن من الموقف السعودي كدليل إدانة ضد النظام الجديد في مصر. يقول الغبي: أمريكا قررت الانقلاب على الإخوان لأن دورهم قد انتهى في سوريا ولأنها تبحث عن تسوية في المنطقة! مزحة أكثر غباءً مما سبقها!!. لنفترض أن أمريكا قررت التخلي عن عملائها الإخوان والقاعدة في مصر لأنها تبحث عن تسوية، فما عسانا نصنع نحن؟! هل نخرج في مظاهرات (تمرد) على الغدر الأمريكي بهؤلاء الحلفاء الأغبياء، نحمل أكفاننا قائلين: خليكوا قاعدين على قلوبنا خليكوا قاعدين: بندور على اللي يقتلنا خليكوا قاعدين! أما الدليل الأقوى على هذا المنطق المعتوه، فهو أن تنظيم القاعدة خرج عن بكرة أبيه ليضرب قلب مصر في ميدانى رمسيس والتحرير وليس السفارة الأمريكية ولا السعودية! هل قررت أمريكا فجأة التخلي عن الإرهابيين القاعديين في المنطقة وهزيمة نفسها بنفسها؟! علينا أن نصدقكم ونكذب تفجير الضاحية الجنوبية في بيروت فضلا عن اقتحام هذه القطعان لميدان رمسيس! وبعد أن كان العالم مسرحا كبيرا إذا به يصبح الآن معمل فوتوشوب كبيراً.