صفحة لاذعة جدا بطعم الحياة الت ى يحياها حرافيش وفقراء هذا الوطن, ..من خلالها نستقبل رسائل المهمشين كى نعرضها على ولاة الأمر.. انتهت أيام العيد بحلوها ومرها.. لم يتبق منها سوى هؤلاء القابعين بميدانى رابعة والنهضة يرسمون على ملامح الوطن علامات العبث بمقدرات الوطن.. ينقشون على أقمشة الخيام لعنة ستصب عليهم وعلى قادتهم طوال تاريخهم القادم.. هذا إن كان سيذكرهم التاريخ.. فالتاريخ دائما ما يتجاهل النقاط السوداء التي تشين صفحات الأمم.. ونحن فقراء وحرافيش هذا الوطن.. مثلنا في هذا مثل التاريخ.. لا نغفر لمن أراد العبث بمقومات حياتنا لحسابه الشخصي! أكتب هذه الكلمات بعد أن قرأت تلك الرسالة التي وصلتني ضمن رسائل كثيرة خلال أسبوع العيد، والتي سأعرضها عليكم في السطور القادمة، دون حذف أو إضافة، وإليكم نص الرسالة: عزيزى الحرفوش الكبير.. كل عام أانت بخير.. عيد سعيد عليك وعلى جميع أهل المحروسة.. كبارهم وصغارهم.. نسائهم ورجالهم.. فقرائهم وأغنيائهم.. ولا تؤاخذني إن سألتك: هل شعرت بفرحة العيد أم جلست مثلنا تتابع تنغيصات الإخوان الإرهابيين على شعب مصر في عيده الذي ينتظره من العام للعام؟! أنا يا سيدي أشعر بلسان حالك يرد على سؤالي بسؤال، وكأنك تقول لي: وما لنا نحن الحرافيش بالأعياد، فكل أيامنا سواء.. لكني أعود وأخبرك بأن العيد في الأصل جاء للفقراء ولإسعادهم.. في العيد يسعد الغني الفقير.. والكبير يسعد الصغير.. والحاكم يسعد المحكوم.. فلكل الحرافيش ولأجلهم كان العيد.. إلا أننى سأقول لك تفسيرا للسؤال الذي لاح للسان حالك.. وهو ما يمر به وطننا من أزمات ومشادات وصراعات بين الطامحين واللاهثين خلف السلطة تحت شعار «نحن من يعرف مصلحة الوطن».. في حين أن مصلحة الوطن لا يعرفها سوى من عاشوا وتعايشوا مع أبناء الوطن! أنا سأقول لك كيف عاش الإخوان الإرهابيون وأتباعهم من السلفيين في هذا الوطن.. هم عاشوا طيلة ثمانين عاما يدبرون ويمكرون للوصول لحكم هذا الوطن..لا لشيء سوى لتحقيق هدفهم الذي يحفظونه عن ظهر قلب ولا يفهمونه.. وهو الانطلاق من مصر المحروسة لحكم باقي دول العالم وإذابتها فيما يسمى بالخلافة الإسلامية.. فاقتصر عيشهم مع الشعب على زجاجات الزيت وأكياس السكر التي يقومون بتوزيعها من الانتخابات للانتخابات.. ظنا منهم أن إطعام الفم يخزى العين.. هذه ثقافتهم.. وهذه فكرتهم عن شعب مصر.. علاقتهم بشعب مصر أنهم يرونه إما سجانا لهم وإما سجينا مثلهم.. فلا يعرفون أن السواد الأعظم من شعب مصر أحرار.. ولذلك كانت صدمتهم في 25 يناير عندما خرج الشعب بدونهم وجرجرهم خلفه ليثوروا على السجان في فرصة ذهبية لم يصدقوها.. فأرادوا القفز على السجين والسجان معا.. ولما تيسر لهم ذلك لم يستطيعوا التعايش مع الشعب وأرادوه سجينا.. صدقني أنا أعلم أنهم لم يكونوا يقصدون سجننا.. لكني أعلم أنهم لا يفهمون لكنهم يحفظون. أراك تضحك من قولى «يحفظون ولا يفهمون».. لكن انظر ياسيدي لحالهم الآن وستعرف أنهم يحفظون ولا يفهمون.. فهل لفاهم أن يعطل حياة الناس حتى في أعيادهم.. هل لفاهم أن يعتصم ويصر على اعتصامه حتى يتحقق له المستحيل؟ وهل لمن يفهم أن يشترط إعادة رئيس مثل مرسي للحكم نظير فض اعتصامه؟.. بالطبع هم لا يفهمون.. لأنهم لو فهموا لعلموا أن مرسي مرفوض حتى من أشقائه.. مرفوض حتى منهم أنفسهم.. لدرجة أن أحدهم عندما تسأله: أنت عايز مرسي يرجع ليه؟.. يقول لك: الشرعية.. طب يعني أنت عايز مرسي ولا عايز الشرعية.. هنا لن يستطيع الإجابة.. لأنه ببساطة كما ذكرت لك يحفظ ولا يفهم.. ونظرا لسوء حفظه الذي يضاف إلى عدم فهمه، فهو أراد أن ينغص على الشعب فرحته بقدوم العيد.. وبالفعل لم نشعر بالعيد.. لكن ليس لأننا كما يظنون وقعنا في فخ تنغيصهم لنا.. لكن لأننا وعلى فقرنا هذا نشعر أن عيدا لن يسعدنا إلا إذا رأينا شعب مصر يدا واحدة.. لا تفرقهم المقاعد الرئاسية ولا المناصب السلطوية.. أكاد أجزم لك يا سيدي أننى لست وحدي الغاضب من الإخوان الإرهابيين في أيام العيد.. فكل الشعب يكاد يصب غضبه عليهم ولا يمنعهم سوى تفويض لقيادة الجيش كي يقوموا بهذه المهمة.. حتى الحيوانات في حديقتها غاضبة من هؤلاء القابعين بميدان النهضة ليحرموهم من زيارة بنى البشر لهم في أيام العيد.. الأسود والقرود والغزلان في كل عيد يدعون ربهم بأن لا يقطعها عادة.. وفي كل عام يأتي إليهم الناس من أنحاء مصر والوطن العربي للتلاحم معهم لعبا ولهوا ومحاكاة.. إلا أن الإخوان جاءوا ليقطعوا عن الشعب عادته باعتصامهم هذا! أنا فقط يا سيدي أريدهم أن يفهموا أننا نستطيع العيش بدونهم.. ويمكن أن يكونوا بيننا.. وهذه بالنسبة لهم فرصة العمر لو كانوا يفهمون.. وأريد أن يفهموا أنهم لن يستطيعوا العبث بنا وتحقيق ما يحفظون.. فهيهات لشعب مثلنا أن تحكمه أفكار الانغلاق بعد أن فتحت له أبواب الحرية!