تحدثت تقارير إعلامية تركية، عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى العاصمة المصرية "أنقرة"، غدا، وهي أول زيارة رسمية يقوم بها الرئيس المصري إلى تركيا، منذ توليه الحكم عام 2014. وتأتي زيارة السيسي إلى تركيا، في سياق الأزمات المتتالية التي تشهدها المنطقة، من حيث حرب غزة، والأزمة الليبية، والسورية، والصراع المسلح في السودان، فضلا عن التوتر في منطقة القرن الأفريقي. أولا: حرب غزة تعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من الموضوعات الرئيسية في أجندة المحادثات بين مصر وتركيا، حيث تشترك الدولتان في رفض السياسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ورفض التهجير القسري، وتصفية القضية الفلسطينية. تتفق القاهرةوأنقرة على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتحقيق التهدئة بالضفة الغربية، وإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار، وصولا إلى إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. إن الرؤية المشتركة للقاهرة وأنقرة بشأن ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية يُمكن أن تُشكل عامل إسناد قوي للتحركات المصرية في الملف الفلسطيني داخل دوائر صنع السياسة الغربية انطلاقا من عضوية أنقرة في حلف الناتو، وامتلاكها علاقات استراتيجية مع الولاياتالمتحدة، فضلا عن امتلاكها قنوات اتصال مفتوحة مع كافة الفصائل الفلسطينية. كذلك، فإن التهديدات الأمنية الواسعة الناجمة عن اتساع الصراع وتحوله لمواجهة إقليمية شاملة، ومرور عالقات البلدين بإسرائيل بانعطافة دقيقة، يدفعهما للتنسيق الإقليمي وإدارة التهديدات المشتركة. ثانيا: الأزمة الليبية يشكل الوجود العسكري التركي في غرب ليبيا أكبر العقبات أمام التقارب المصري- التركي، فإن دوافع أنقرة الحقيقية للتواجد العسكري في ليبيا تتعلق بشكل أساسي بالدور المصري هناك، بل تتعلق الدوافع التركية بتوسيع اليونان وقبرص نفوذهما في شرق المتوسط، ما دفع تركيا إلى خطوة إبرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينها وبين ليبيا عام 2019. وترى القاهرة في الوجود العسكري التركي في ليبيا تهديدا مباشرا لأمنها القومي، لا سيما بعد تعاون تركيا خلال العقد الماضي مع التيارات الجهادية والإسلامية هناك، وفي سوريا. ومن ناحية، ترى أنقرة أنه يمكن فرض حل إقليمي على الساحة الليبية بحيث يمكن ترتيب تفاهمات إقليمية بين تركيا ومصر على نتائج الانتخابات المقبلة في ليبيا وتقاسم النفوذ بعد ذلك بينهما في الحكومة الليبية الجديدة الموحدة. ومن ناحية أخرى، فإن مصر ترفض هذا الطرح وتُصر على إجراء انتخابات ليبية نزيهة، وأن يقرر الشعب الليبي بإرادته الحرة مَن يحكمه، وتَعتبر خروج القوات الأجنبية ضرورة لسيادة ليبيا. اقرأ أيضا: زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأولى إلى تركيا، الأهمية والأهداف وعلى الرغم من الاختلافات بين الجانبين إلا أنه يُمكنهما التوصل لتفاهمات أمنية وعسكرية وسياسية بعدما باتا أكثر تقبلا لمصالح بعضهما في ظل انفتاحهما على كافة الأطراف الليبية. إذ يمكن الوصول إلى مستوى تنسيقي يراعي المخاوف المصرية من استمرار الانقسامات، والاضطرابات السياسية وانتشار المرتزقة الذين تعتبرهم القاهرة تهديدا أمنيا، ويراعي في الوقت نفسه المصالح الاقتصادية والسياسية التركية. فلاشك أن وجود تفاهمات مصرية تركية بشأن ليبيا، باعتبارهما فاعلين متداخلين ومتقاطعين في الملف الليبي، ستنعكس إيجابيا على الأزمة الليبية فيما يتعلق بتقليل حدة الاستقطاب السياسي، ودفع العملية السياسية قدما نحو وضع خارطة طريق إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وفي حال تجاوزت مصر وتركيا خلافتهما في ليبيا، وساعدا على توحيد الحكومة هناك، فإن مجال التعاون الاقتصادي بينهما في ليبيا سيكون واعدا. ثالثا: الأزمة السورية لم تصل الأمور بين أنقرةوالقاهرة في المشهد السوري إلى درجة المواجهة كما حدث بين تركيا والعديد من الدول هناك. وسعت القاهرة لإخراج النظام السوري، من عزلته وإعادة دمجه في الدائرة العربية، ودعوة تركيا لسحب قواتها من الأراضي السورية. عملت أنقرة بالمقابل على إبراز أسباب تواجدها العسكري في شمالي سوريا، وتحميل النظام في دمشق مسئولية إيصال الأمور إلى ما هي عليه اليوم. قد مكنت التحولات الجديدة في العلاقات التركية المصرية كلا البلدين من تسجيل اختراق سياسي باتجاه تحريك الجمود في المشهد السوري، فشبكة علاقات القاهرةوأنقرة بأكثر من اتجاه ورغبة البعض بالخروج من أعباء المشهد السوري قد يمكنهما من لعب هذا الدور. رابعا: الصراع المسلح في السودان سعت تركيا إلى استعادة حضورها في منطقة البحر الأحمر والذي بلغ مداه في عام 2017، خلال عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، حينما وقع أنقرة والخرطوم العديد من اتفاقيات التعاون. ورغم الفتور الذي أصاب العلاقات بعد "البشير"، كانت هناك مساع متواصلة استكمالا للاهتمام التركي بالسودان. ويعد التعاون العسكري التركي أحد ركائز حضورها في أفريقيا، حيث كانت تركيا ضمن الدول التي توجه إليها رئيس مجلس السيادة "عبد الفتاح البرهان" في سبتمبر 2023، والتي صاحبها توقعات بدعم تركي للجيش السوداني بالطائرات المسيرة. وبناء على ما تقدم، هناك مساحات يمكن رسمها لتقريب الرؤى بين مصر وتركيا حول الموقف من الصراع السوداني، سواء فيما يتعلق بضرورة وقف هذا الصراع، أو ملف إعادة الإعمار ما بعد الصراع، أو فيما يتعلق بالبعد الإغاثي، وكذلك فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، لما تملكه تركيا وإثيوبيا من علاقات متنامية. وعلى الرغم من وقوف تركيا على نفس الخط من الموقف المصري الداعم للمؤسسة العسكرية في الصراع السوداني، فإن هذا التوافق يتعين أن يشمل ألا يدعم الموقف التركي استمرار الصراع بتقديم الدعم العسكري، أو مزيدا من الاستقطاب الإقليمي على الساحة السودانية. خامسا: القرن الإفريقي تتوافق تركيا ومصر على رفض الاتفاق الأخير بين إثيوبيا وأرض الصومال، وقامت تركيا بدور الوساطة بين الصومال وإثيوبيا وهو ما رحبت به مصر. أرسلت مصر طائرتين عسكريتين من طراز C-130، إلى مطار مقديشو، محملتين بأسلحة وذخيرة. وبالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى أن "قطعا بحرية عسكرية تركية، وصلت إلى السواحل المصرية مطلع الأسبوع الحالي، تمهيدا إلى توجهها نحو السواحل الصومالية برفقة قطع بحرية مصرية مقاتلة خلال أيام قليلة". ويأتي هذا في إطار التنسيق العسكري بين القاهرةوأنقرة التي تضطلع بمهام عسكرية واسعة في الصومال، وتعد الخطوة أول تنسيق عسكري بين مصر وتركيا منذ استعادة العلاقات بين البلدين. كما لعبت أنقرة مؤخرا دور الوسيط بين مصر وإثيوبيا، حيث نقلت رسائل متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا ضمن محاولات إيجاد حل لأزمة سد النهضة. الرئيس السيسي يزور تركيا غدا السيسي يستقبل وزير خارجية تركيا ويشيد بنتائج زيارة أردوغان لمصر في فبراير الماضي ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.