على عكس الجميع أكد الشيخ محمد أبو سمرة -الأمين العام لجماعة الجهاد - خلال حواره ل «فيتو» أن جماعة الإخوان المسلمين كسبت الجولة الحالية داخليا وخارجيا نتيجة فض الاعتصامات بالقوة، مؤكدا أن التيار الجهادى كان من المعارضين للاعتصامات في الميادين، وأن التيار الإسلامي بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة لن يقبلوا بأى مفاوضات بعد الدم الذي سال، مطالبا بالعودة جميعا للمربع واحد، باحترام الشرعية، نافيا وجود أي انقسامات في صفوف الجماعة، لكنه يعترف بأن فشل الجماعة في تحقيق العدالة الاجتماعية هو الذي قاد البلاد إلى الوضع الحالي، وإلي التفاصيل.... البعض يرى أن مستقبل الإخوان أصبح غامضا بعد فض اعتصامي النهضة ورابعة.. هل تتفق مع هذا الطرح ؟ أرى – عكس ما يتوقع الجميع - أن الإخوان كسبوا المعركة داخليا وخارجيا،لأن العالم كله أدان ما حدث في فض الاعتصامات واعتبرها مجزرة بكل المقاييس، وما كان يجب استخدام العنف، والإخوان أثبتوا أنهم نجحوا في التعامل مع الموقف وقد كشفوا أن ما يجرى هو انقلاب على الشرعية بامتياز، اضطر فيه من قاموا بذلك لإنهاء الاعتصام بشكل ترتب عليه سقوط ضحايا، وهنا نعترف بأننا ارتكبنا خطأ جسيما، لأننا لم نضع ضمن السيناريوهات المتوقعة حالة التعامل معنا بالعنف، فضلا عن أننا لم نتوقع تدخل الجيش الذي استعانت به الشرطة لإنهاء الاعتصامات. هل هذا يعنى توقع لجوء الإخوان للعنف في المرحلة القادمة ؟ -نحن كتيار جهادى كنا نعترض على الاعتصامات، ولكننا نزلنا احتراما لرأى الأغلبية في التحالف الوطنى لدعم الشرعية، ومازالنا نرى أن الاعتصام خطأ جسيم، لأنه استمر لفترة طويلة دون أن يؤدى إلى نتيجة، ولكن عندما بدأ المعتصمون بالخروج في مظاهرات فقد أثار ذلك غضب الجيش والشرطة، فتم اتخاذ قرار فض الاعتصام، ولكن المظاهرات مستمرة في كل أنحاء مصر. هل يمكن أن يقبل الإخوان بالأمر الواقع ويعودوا للاندماج في الحياة السياسية من جديد ؟ -أعتقد أن هذا أمر صعب بعد الدم الذي سال، ولكن يمكن تحقيق ذلك من خلال المفاوضات التي لا نقبل عنها بديلا، بدليل أن شيخ الأزهر قال إن قرار فض الاعتصامات لم يعلم به إلا من وسائل الإعلام، وهذا يكشف أن مصالح الليبرالية والعلمانية تتركز في إزاحة التيار الإسلامي من المشهد السياسي وتوريط الجيش في المواجهة، وهذا كله لا يخدم إلا مصالح إسرائيل وأمريكا، خاصة ونحن فزنا في ست جولات هي الرئاسة والشورى والشعب والدستور والاستفتاء وغيرها، وبالتالى لابد أن نحترم الشرعية لكى يحترمنا العالم. لكن البعض يتوقع حدوث انشقاقات في صفوف الجماعة خلال المرحلة المقبلة ؟ -هذا الكلام غير صحيح، لأن شباب الجماعة عاب على الجماعة ضعفها في مواجهة هذا الأمر، وتركها حتى استفحلت وأدت إلى فض الاعتصام، وهذا جعل عددا من شباب الإخوان يصف القيادة الحالية بالضعف، وإن كانوا قد خرجوا من النهضة ورابعة فإنهم ذهبوا إلى ألف مسكن ومصطفى محمود، وبالتالى لايوجد انشقاق في صفوف الجماعة، بل إنهم كسبوا تعاطف كثيرين معهم. هل فشل الإخوان يمكن أن يؤثر على مستقبل تيار الإسلام السياسي في مصر ؟ -الإخوان فشلوا لأنهم تخلوا عن وعودهم للناس، وهو تطبيق آليات الإسلام، وهو العدالة الاجتماعية، من خلال محاولة استرضاء الكل وإقصاء الجميع ومحاولات الأخونة، وبالتالى الإخوان «دهنوا الهوا دوكو»، وهناك ثلاثة مسئولون عما وصلت إليه هذه الأوضاع: الأجهزة الأمنية، ثم الفلول، إلى جانب الإخوان المسلمين. ما فرص الإخوان في أي انتخابات مستقبلية ؟ -هناك اتفاق بين عناصر «التحالف الوطنى من أجل الشرعية» على كل الخطوات المقبلة، ومن بينها عدم الاعتراف بأى شىء غير الشرعية الدستورية، ونحن في ثورة تطالب بانتهاء «جبهة الإنقاذ» لأنهم عادوا لتأييد الإجرام ضد الإسلاميين.