شهدت الفترة الأخيرة اتجاه بعض من شباب المبدعين إلى الجمعيات والكيانات الخاصة لإنتاج أعمالهم، تاركين بيوت الثقافة الحكومية سألت "فيتو" الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة للثقافة ليوضح أسباب نفور الشباب عن بيوت الثقافة التابعة للهيئة وإليكم نص الحوار * كيف تساعد الهيئة العامة لقصور الثقافة شباب المبدعين فى تقديم أعمالهم؟ الهيئة تصدر سلسلتين إبداعيتين سنويًا، حيث تنشر كل سلسة اثنى عشر كتابًا على مدار العام ويكتب فيها الشباب المبدعون، والأدباء سواء من القاهرة أو الأقاليم، هذا بالإضافة إلى ما يصدره المجلس الأعلى للثقافة من سلسلة "الكتاب الأول" وسلسلتى الهيئة العامة للكتاب وأيضًا سلسة اتحاد الكتاب * ولماذا يتجه بعض شباب المبدعين إلى الجمعيات والكيانات الخاصة لإنتاج أعمالهم الأدبية؟ المشكلة هنا تتحدد فى أن حجم المبدعين كبير ولا يتناسب مع قدرة الهيئة المالية على الإصدار، بالإضافة إلى أن بعض الكتاب الكبار يصرون على أن تتحمل الدولة والممثلة فى قطاعات وزارة الثقافة على إصدار أعمالهم الأدبية، فهناك كُتاب لهم أكثر من 22 مؤلفًا منهم على الأقل - 20 عملًا تحملت إصدارها الهيئات الثقافية و يجب إفساح المجال للشباب الجدد الذين يفتقدون القدرة على النشر، ولكن رغم هذه الصعوبات فقد أقامت هيئة قصور الثقافة مشروعًا آخر موازيًا للنشر ليحل المشكلة وهو"النشر الإقليمى" حيث يصدر كل فرع من الفروع الثقافية فى ال27 محافظة أربعة أعمال ثقافية لأربعة مبدعين خلال العام، وتحدد الفروع أسماء العناوين والكتاب وتتولى أيضًا مسئولية الطبع، وأيضًا بدأت الفروع الثقافية منذ العام الماضى فى إصدار أربع مجلات ثقافية مخصصة لشباب المبدعين فى الأقاليم خلال السنة * وكيف تفتح هيئة قصور الثقافة قنوات جديدة أمام شباب المبدعين للظهور؟ أصدر الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة قرار بتشكيل لجنة عليا للنشر تشارك فيها الهيئة العامة لقصور الثقافة، والهيئة المصرية العامة للكتاب، والمركز القومى للترجمة، بالإضافة إلى المجلس الأعلى للثقافة، حيث جاءت أولى توصيات اللجنة بأن يكون هناك تنسيق بين هيئات وزارة الثقافة بحيث لا يصدر للكاتب إلا كتابًا واحدًا من إحدى القطاعات الثقافية خلال العام، وذلك لإتساع دائرة النشر حتى يستفيد منها شباب المبدعين وتخرج أعمالهم للنور * وهل يعنى ذلك تحديد عدد الإصدارات الصادرة عن الهيئات الثقافية؟ بالطبع لا..نحن نرغب فى ثراء الإبداع الفكرى والثقافى بشتى ألوانه من نصوص شعرية وأدبية ودراسات فكرية، ولكن الإمكانيات المتاحة الآن لا تكفى، أن يصدر للكاتب الواحد أكثر من ذلك، وخصوصًا وأنا أفتح المجال أمام الشباب * وما الخدمات التى تقدمها الهيئة لمبدعى الأقاليم؟ هيئة قصور الثقافة هى أكبر قطاع مهتم بالنشاط الثقافى والفنى فى الأقاليم والقرى والنجوع، فنحن نقوم بعمل ندوات ومحاضرات أسبوعيًا فى كل ألوان المعرفة، وندعم الفرق المسرحية والعروض الفنية فى الأقاليم، بالإضافة إلى أن هؤلاء الشباب لهم نصيب فى النشر المركزى حيث أصدرنا بعد الثورة سلسة "إبداعات الثورة"وتضم أى كتابات عن ثورة 25 يناير سواء إبداع شعرى أو قصصى أو روائى، وتم إصدار أكثر من 60 عنوانًا معظمها للشباب * البعض يتهم الأعمال الأدبية التى خرجت بعد الثورة بأنها دون المستوى..فما رأيك؟ غير منطقى أن يتم الحكم على معظم الأعمال الأدبية بالإسفاف والابتذال، فمن يرى عملًا دون المستوى عليه أن ينقده بشكل علمى ويحدد الجوانب التى استند عليها، فالنقد هو تقييم النصوص الأدبية، وأى عمل صادر عن الهيئة يتم تقييمه أولًا قبل الإصدار * وأين ترى الثقافة على أجندة الحكومة الحالية؟ للأسف ما زالت النظرة للثقافة والمثقفين نظرة هامشية، فهى لا توجد على برامج الأحزاب أو خطط الحكومة الحالية، والدليل على ذلك لم يمثل المثقفون فى الجمعية التأسيسية ولم يذكرهم الدستور بالقدر الذى يتناسب مع أهميتها المجتمعية * وأخيرًا..ماذا يقرأ سعد عبد الرحمن هذه الأيام؟ ضحك كثيرًا ثم قال: " أعيد قراءة كتاب "عقائد المفكرين فى القرن العشرين" لعباس محمود العقاد مع ابنتي