مر رمضان كالريح.. ربح فيه من ربح.. وخسر من خسر.. ولا يبقى إلا أن نراجع أنفسنا ونسأل: هل عاملنا هذا الشهر الكريم بما يليق به وبالإسلام. هل سأل الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان أنفسهم: هل أدوا ما عليهم من واجبات الحكم ومسئولياته ومقتضياته.. وهل استشعروا جسامة الأمانة التي حملها الشعب لهم وأعطوهم فرصة ثمينة لإدارة البلاد.. هل أخلصوا للدولة والشعب.. أم كان إخلاصهم للجماعة والتنظيم الدولي..؟! هل ذَكّر أحدهم نفسه بأنه راع ومسئول عن رعيته.. هل صارحوا أنفسهم بأنهم - شأنهم شأن كل من يتصدى للعمل العام في أنحاء الدنيا كافة- جاءوا ليخدموا الناس ويقضوا لهم حوائجهم ويحلوا لهم أزماتهم. هل قرر أحدهم أن يرى -بأم عينيه- مدى رضاء الناس عنهم وعما قدموه. هل سألوا أنفسهم: هل راعوا ضمائرهم وأوفوا بما عاهدوا الشعب عليه.. وهل بروا بقسمهم أم خشوا به، وخانوا أماناتهم. ألا يشعرون بأنهم في كفة صغيرة وبقية الشعب المصري في كفة كبيرة الآن!! هل احتلالهم للميادين وخاصة في رابعة العدوية والنهضة وقطع الطرق وإفساد حياة البشر وتهديدهم في كل مكان واستخدام الأطفال والنساء كدروع بشرية وكلها جرائم بشعة هل هي من الإسلام في شيء. وماذا عن معاناة المصريين والدماء التي تسيل في ربوع مصر وخاصة في سيناء بمقتل المجندين الأبرياء. فكل يوم تزداد كراهية الشعب لقادة الإخوان عما يفعلونه ويرتكبونه من جرائم قتل وتعذيب في حق أبرياء. لقد تحولت اعتصاماتهم إلى بؤر إجرامية مسلحة لمجاربة الشعب والجيش والعمل على نشر الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى والاستقواء بالخارج.. فكيف نحكم بمصر آمنة مستقرة.. وهناك من يلعب بالنار وينازع الدولة على السلطة بعد أن فقدها شرعيا وشعبيا وثوريا في 30 يونيو و3 و26 يوليو.. بل يسعى بالتآمر مع الخارج أن يكون بديلا لها بالقوة!! لقد خسروا ويخسرون الكثير وعليهم أن يراجعوا أنفسهم قبل فوات الآوان وما زالت هناك فرصة ليلتحموا في العملية السياسية وخارطة الطريق الجديدة التي قررها الشعب المصري.. وإلا انعزلوا إلى الأبد. «ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين» ولا يبقى إلا أن ندعو لمصر بأن ينجيها الله من الفتن وما يحاك لها بالداخل والخارج من شرور ومؤامرات.