أصدر المجلس العدلي اللبناني اليوم الثلاثاء حكمه في جريمتي التفجير اللتين وقعتا في مدينة طرابلس بشمال لبنان عام 2008 واللتين قتل فيهما عدد من الأشخاص. وقضى المجلس وهو بمثابة محكمة أمن دولة وحكمه لا يقبل الاستئناف، بإعدام خمسة متهمين فارين من وجه العدالة وبالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر سنة على تسعة متهمين، وبالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات على سبعة متهمين، وبالحبس لمدة سنتين على ثلاثة متهمين. وجرم المجلس سبعة قاصرين وأحالهم على محكمة الأحداث في بيروت لتحديد الجزاء الملائم في حق كل منهم، وأعلن براءة ثلاثة أشخاص للشك وعدم كفاية الأدلة وأطلق سراحهم. كما ألزم المجلس المحكوم عليهم بأن يدفعوا بالتضامن فيما بينهم مبالغ مجموعها مليار وسبعمائة واثنان وأربعون مليونا وخمسمائة ألف ليرة لبنانية تعويضا للمتضررين من التفجير من المدنيين والعسكريين المتخذين لصفة الإدعاء الشخصي في الملف. يذكر أن المحاكمة في هذه القضية استغرقت 14 جلسة، تم خلالها استيفاء الإجراءات لجهة المناقشة العلنية لوقائع القضية واستعراض الأدلة واستجواب المتهمين وتمكينهم من إبداء دفاعهم والاستماع إلى مرافعات موكليهم المحامين. وأشار المجلس في حكمه إلى أنه بنتيجة مجمل المحاكمة ومضمون إفادات المتهمين تبين له أن ثلاث شبكات أصولية متطرفة قد نشأت بين مخيم عين الحلوة قرب صيدا ومخيم البداوي وببنين في عكار وطرابلس وأنها مترابطة ومتداخلة مع بعضها البعض يجمعها الولاء لتنظيم (فتح الإسلام) وتمتد علاقاتها إلى تنظيم القاعدة. وأوضح أن تلك الشبكات تجاهر بالفكر السلفي التكفيري وتسعى إلى خلق أرضية أمنية داخل لبنان عبر القيام بأعمال إرهابية من تفجيرات وقتل وسلب ونهب وتزوير بهدف إضعاف الدولة اللبنانية وزعزعة الثقة فيها وفي مؤسساتها وفي طليعتها الجيش اللبناني وضرب نظام الحكم اللبناني والأوضاع الاجتماعية والتقاليد اللبنانية تمهيدا لإقامة إمارة إسلامية في شمال لبنان كمرحلة أولى في مشروع السيطرة على المنطقة بأسرها وخلق جو من الاقتتال الطائفي والمذهبي ومناهضة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان. وأشار إلى أنه تنفيذا لتلك المؤامرة عمد تنظيم (فتح الإسلام) إلى القيام بعدة جرائم وعمليات إرهابية استهدف معظمها الجيش اللبناني باعتباره العقبة الرئيسية أمام تحقيق مآربه ومخططاته مما أفضى إلى معارك عنيفة مع الجيش اللبناني اتسمت بطابع الحرب الحقيقية، وأسفرت عن استشهاد وجرح العديد من عناصر الجيش اللبناني وضباطه وانتهت بانتصار الجيش اللبناني على تلك الجماعة الإرهابية وبتحرير مخيم نهر البارد وإخراج عناصر فتح الإسلام وحلفائهم من المخيم والقبض على بعضهم فيما قتل البعض الآخر وتمكن آخرون من الفرار. وكشف أنه بعد هزيمة تنظيم فتح الإسلام في نهر البارد انتقلت القيادة إلى المدعى عليهم عبد الرحمن محمد عوض وأسامة أمين الشهابي وغازي فيصل عبد الله الهاربين والمتحصنين في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الكائن في مدينة صيدا فعمدوا إلى وضع المخططات لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش اللبناني والقوى الأمنية انتقاما لهزيمة نهر البارد ولضرب مقومات الدولة اللبنانية. وأكد أن هؤلاء نجحوا في تجنيد مجموعة من الشباب وتحريضهم ضد الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وتدريبهم على حمل السلاح وصنع العبوات الناسفة والقيام بالتفجيرات وتزويدهم بالأسلحة والمتفجرات المختلفة وحملهم على تنفيذ مآربهم ومخططاتهم الإجرامية. وأدى تفجير المتهمين عبوتين ناسفتين في طرابلس إلى استشهاد 10 عسكريين و3 مدنيين وجرح 37 عسكريا وتسعة مدنيين، ووقوع الأضرار بعشرات السيارات والمنازل والمكاتب والمصارف وتحطم زجاج الأبنية المجاورة على مسافة 25 إلى 30 مترا. من ناحية ثانية، وفور صدور حكم مجلس العدل نفذ عدد من المحتجين على الحكم في جريمتي التفجير اعتصاما أمام منزل رئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي في طرابلس.