استأثرت السيدة صفية بنت عبد المطلب لنفسها بعدد من الألقاب قلما تجدها في سيدة أخرى من بينها أنها عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وانها أم لأحد العشرة المبشرين بالجنة وهو الزبير بن العوام وشقيقة سيد الشهداء حمزة الذي قتل في غزوة أحد. أبوها عبد المطلب بن هاشم سيد قريش وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كُلاب. توفي والدها وهي طفلة بعمر التسع سنين، فكفلها أحد أخوتها، والمرجح أنه أبو طالب لأنه كان أبزر أخوتها وأرشدهم. كانت (رضى الله عنها) صابرة محتسبة، شجاعة فارسة، شاعرة وعالمة، راضية بقضاء الله، ترى كل المصائب هينة مهما عظمت ما دامتْ في سبيل الله، فهي قدوة، في وجدها إنسانة وفي صبرها مؤمنة. كانت في حصن حسان بن ثابت مع النساء والصبيان حيث خندق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فرأت يهوديًا يطوف بالحصن من بنى قريظة، التي قطعت بينها وبين النبى ( صلى الله عليه وسلم ) من عهود ومواثيق، ولم يكن معها أحد يدافع عنهن، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون في حرب عدوهم فقالت لحسان: إن هذا اليهودي يطوف بالحصن كما ترى ونخشى أن يدل على عوراتنا فانزل فاقتله، فقال لها: يغفر الله لك ما أنا بصاحب هذا، فأخذت عمودًا ونزلت من الحصن إلى اليهودي فضربته بالعمود حتى قتلته. ثم رجعت وقالت: يا حسان انزل فاسلبه وقالت لم يمنعنى من سلبه إلا أنه رجل، فهى بذلك أول امرأة قتلت رجلًا من المشركين. وانتظرت قريظة عودة ذلك اليهودي اليهم دون جدوى، فحسبوا أن نساء المسلمين وذراريهم ليسوا وحدهم بل في حماية قوة ضاربة من المسلمين، ولذلك قبع اليهود في حصونهم لا يفكرون في الاعتداء على نساء المسلمين وذراريهم. كانت شاعرة فصيحة متقدمة عند جميع العرب بالقول والفعل والشرف والحسب والنسب. من قولهافى رثاء النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عند وفاته: ألا يا رسول الله كنت رجاءنا وكنت بنا برًا ولم تك جافيًا وكنت رحيمًا هاديًا ومعلمًا ليبك عليك اليوم من كان باكيا فدى لرسول الله أمى وخالتى وعمى وخالى ثم نفسى وماليا فلو أن رب الناس أبقى نبينا سعدنا ولكن أمره كان ماضيا عليك من الله السلام والتحية وأدخلت جنات من العدن راضيا