هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة الرسول صلي الله عليه وسلم, وزوجة العوام بن خويلد شقيق أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ووالده الزبير بن العوام حواري الرسول صلي الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة. يقول الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر أنها كانت تحب الرسول صلي الله عليه وسلم حبا شديدا وكانت تسعي لحمايته وتشفق عليه كثيرا من أذي قريش وعندما نزل قول الله تعالي وأنذر عشيرتك الأقربين جمع الرسول صلي الله عليه وسلم أعمامه وعماته وعرض عليهم الإسلام, فقام عمه أبو لهب وثار عليه ولم يستطع أحد أن يرد علي أبي لهب غير صفية التي قالت لأخيها: أتخزل بن أخيك, ألا يسرك أن يخرج من بني عبد المطلب نبي ؟, فثار أبو لهب في وجهها وضربها ضربا شديدا, وقد أسلمت رضي الله عنها بعد أن عرض عليها النبي الإسلام وكان إبنها الزبير بن العوام قد أسلم قبلها وهاجرت مع إبنها للمدينة المنورة. وكانت رضي الله عنها تشارك مع النبي صلي الله عليه وسلم في الغزوات فشاركت في غزوة أحد وكانت تحمل الماء وتروي العطشي وتداوي الجرحي, لكنها تعرضت لحزن شديد في تلك الغزوة فعندما خالف الرماة أمر الرسول وإشتد القتال علي المسلمين شاركت في القتال, فأمر الرسول إبنها الزبير بن العوام أن يأخذها بعيدا حتي لا تري ما حل بجسد أخيها سيدنا حمزة بن عبد المطلب فقالت له: والله لقد علمت ما حل بحمزة وإنني أحتسبه عند الله, وذهبت للمكان الذي يوجد فيه جسد حمزة وصلت عيه وإستغفرت له, كما كان لها موقف سجله التاريخ الإسلامي في غزوة الأحزاب عندما كانت مع النساء في حصن حسان, فمر بالحصن رجل يهودي وتسلل إلي المكان الذي يوجد به نساء وأطفال المسلمين, فلما رأته صفيه رضي الله عنها هجمت عليه وضربته حتي قتلته وعندما بلغ الرسول ذلك قالت صفية: فضحك الرسول صلي الله عليه وسلم حتي رأيت نواجذه, وما رأيته ضحك من شئ قط ضحكه علي ذلك, وقد توفيت السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها سنة عشرين من الهجرة ودفنت رضي الله عنها في البقيع وتوفيت.
