الدعاية السوداء، توقفت الدول العظمى عن استخدام المدافع والطائرات لدك حصون العدو وتركت المهمة لمنابرها الإعلامية، وبدلا من صرف مليارات الدولارات على التسليح وتجهيز الجيوش خصصت ميزانيات ضخمة لغسل عقول الشعوب وتوجيهها بالريموت كنترول. مئات القنوات التلفزيونية وعشرات الصحف، وآلاف المواقع الاخبارية، تعمل على مدار الساعة، وتبث أفكارها في كل البيوت، وتصبغ الحقيقة باللون الذي تريده، فشهداء الانتفاضة الفلسطينية يتحولون إلى إرهابيين يروعون الأبرياء فى اسرائيل!، وجرائم الكيان الصهيوني المحتل تصبح دفاع عن النفس، ويختلط الحق بالباطل وتتوه الحقيقة فى عقول من لا يعرفون كواليس ما جرى ويجري في أقدم قضية عادلة في العالم.
مبدأ جوبلز في صناعة الإعلام "اكذب.. ثم اكذب حتى يصدقك الناس".. مقولة ل جوزيف جوبلز أحد أهم صناع الدعاية فى العالم، في عهد هتلر والنازية الألمانية، تلخص ما يجري في كواليس غرف الأخبار، وترصد بشكل واضح اتجاهات الإعلام وأهدافه الخبيثة فى خلق صورة ذهنية بعيدة عن الحقيقة. ومخطئ من يعتقد أن هناك وسيلة إعلامية محايدة، فلا القنوات ولا الصحف ولا حتى منصات السوشيال ميديا أو ما يعرف بالإعلام الجديد جمعيات خيرية أو مؤسسات غير هادفة للربح تنقل الحقيقة ولا تتدخل فيها.. فلكل قناة أجندة ولكل صحيفة أهداف يحددها رأس المال أو الدولة المالكة، فنفس الخبر الذي تقرأه على سي إن إن وبي بي سي يختلف في تفاصيله وتقاطعاته حينما ينشر فى روسيا اليوم أو سبوتنيك أو حتى جيروزاليم بوست. أجهزة الاستخبارات تتحكم في الشاشات، فيتو تضارب المصالح يكشف أجندات الفضائيات تضارب المصالح فى الاعلام، ظهر بقوة وكشف وجهه القبيح، مع اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، وشنت وسائل الإعلام فى بريطانياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حربا ضروس ضد الروس، وتمت شيطنة موسكو في أعين المواطنين في الغرب، رغم أن أمريكا تمارس جرائم تفوق بكثير ما تفعله روسيا في أوكرانيا ولا تزال أياديها ملطخة بدماء الأبرياء فى أكثر من مكان في العالم.. وصدق هتلر حين قال "أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي". أجهزة الاستخبارات تتحكم في الشاشات، فيتو جرب بنفسك أن تفتح قناة سي ان ان، او تتصفح موقعها باللغة العربية، وستجد أن الروس كائنات شيطانية تمارس أبشع الجرائم ضد المدنيين العزل فى كييف وغيرها من المدن الأوكرانية، أما لو فتحت متصفح جوجل فستكتشف أن موسكو تدافع عن أمنها القومي وأنها تراعي في ضرباتها لكييف الابتعاد عن المناطق المأهولة بالسكان والمدنيين العُزل. صورة تعكس بشكل واضح أن كل قناة تخدم على أجندات دول بعينها، وأن الصورة لها أكثر من وجه، وأن الحقيقة يتم وأدها لصالح لصالح الدعاية السوداء لبعض الأنظمة. وثائق سرية تدين بريطانيا ومؤخرا تم الكشف عن وثائق خطيرة للدعاية السوداء مارستها الحكومة البريطانية ضد خصومها طوال السنين الماضية، وكشفت وثائق حكومية بريطانية رفعت عنها السرية مؤخرًا عن حملات إعلامية شنتها بريطانيا ضد بعض الدول واستخدمت فيها أدواتها الإعلامية. وتحدثت الوثائق عن حملة استمرت أكثر من 20 عاما من منتصف الخمسينيات وحتى أواخر السبعينيات استهدفت أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا بمنشورات وتقارير من مصادر مزيفة تهدف إلى زعزعة استقرار "أعداء الحرب الباردة". الوثائق المسربة كشفت أن الحملة شملت تشجيع التوترات العرقية، ونشر الفوضى، والتحريض على العنف، وتعزيز الأفكار المعادية للشيوعية وحتى المعادية لاسرائيل من أجل كسب مصداقية تلك الشعوب. وفي تعليقها على الوثائق المسربة قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الجهود التي قادها قسم داخل وزارة الخارجية فى لندن، ركزت على أعداء الحرب الباردة مثل الاتحاد السوفيتي والصين، وجماعات التحرير اليسارية والقادة الذين رأتهم المملكة المتحدة يمثلون تهديدا لمصالحها. أجهزة الاستخبارات تتحكم في الشاشات، فيتو وسعت الحملة أيضا إلى حشد المسلمين ضد موسكو، وتشجيع المزيد من المحافظة الدينية والأفكار المتطرفة. وسعت حكومة حزب العمال بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة هجمات الدعاية السوفيتية على بريطانيا من خلال إنشاء قسم أبحاث المعلومات وهو المعني بتنفيذ حملات الدعاية السوداء ضد خصوم بريطانيا. مصر في مرمى المخابرات البريطانية مصر لم تكن بعيدة عن خطة الدعاية السوداء التى كانت تنفذها بريطانيا، وقام قسم أبحاث المعلومات البريطاني بتزوير 11 بيانًا على الأقل من وكالة "نوفوستى" السوفيتية للأنباء التي تديرها الدولة، أحدهما جاء عقب هزيمة مصر في حرب 1967 التي استمرت ستة أيام ضد "إسرائيل"، والذي أكد الغضب السوفييتي من "إهدار" مصر الكثير من الأسلحة والعتاد التي زودتها موسكو البلاد. دور هيئة الاذاعة البريطانية في نشر أكاذيب الحكومة وفى كل الحروب الإعلامية التى خاضتها اعتمدت بريطانيا على هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي لنشر أكاذيبها وتشويه خصومها وفي دراسة نشرها المركز المصرى عن هيئة الإذاعة البريطانية كشف الدور الذى اضطلعت به منذ إعلان الحرب العالمية الثانية بالاشتراك فى الأعمال السرية مع أجهزة المخابرات والجيش وبث الرسائل إلى مجموعات مقاومة أوروبية، وكشفت الوثائق التى نشرها المركز أنه إضافة إلى إعداد وبث البرامج الإذاعية للجمهور، شاركت هيئة الإذاعة البريطانية أثناء الحرب العالمية الثانية فى مجموعة أنشطة سرية عليا، وعملت مع وكالات الاستخبارات والجيش، ولم تكن بعيدة عن تأكيد وجهة نظر الحكومة عكس كل ما يحاول الإنجليز إشاعته عن حياديتها ومهنيتها. هيئة الإذاعة البريطانية، فيتو ورفعت وثائق المركز المصري النقاب عن دور المذيع فى هذا العالم السرى للإشارات والرموز والعمليات الخاصة، حيث قدمت هيئة الإذاعة البريطانية دعمها السرى لجهود الحلفاء الحربية، والتى أثارت أزمة ميونيخ فى سبتمبر 1938 وهو ما أدى الى العمل على إطلاق الخدمة الأوروبية لهيئة الإذاعة البريطانية بصورة عاجلة. وقالت الدراسة: «كانت الخدمة الإذاعية ل(بى بى سى) إلى أوروبا تعمل كدعاية، وأثناء الحرب الكلامية بين بريطانيا وقوى المحور، حرصت (بى بى سى) على تعزيز قيم المصداقية والدقة لديها، كما استشعرت أن ثقة أى مستمعين أجانب لن تُكتسب إلا إذا كان بإمكانها الإبلاغ عن الإخفاقات وكذلك النجاحات البريطانية، وفى فترة الحرب كانت (بى بى سى) مُلزمة بالعمل تحت إشراف الرقابة الحكومية، وبالتالى، كان عليها التعامل مع مجموعة من الوزارات الحكومية المتنافسة والأجهزة الأمنية؛ بدءًا من الخارجية والإعلام وصولًا إلى وزارة اقتصاد الحرب والهيئة السياسية للحرب، بجانب المسئول التنفيذى للعمليات الخاصة». الدعاية السوداء في الحرب على العراق ما جرى في العراق أيضا يكشف خطورة الدعاية السوداء ويشير بشكل واضح الى سيطرة اجهزة الاستخبارات على القنوات الفضائية وغرف صناع الأخبار فى كبرى الصحف والمجلات، فقبل فترة ليست بالقليلة، رافقت الحملة العسكرية على العراق عام 2003 حملة دعائية هادفة ومنظمة، من خلال محتوى دعائي كانت تعمل على صياغته مراكز أبحاث متطورة ودوائر معرفية واستخباراتية متنوعة، من أجل حشد الرأي العام وكسب التأييد الجماهيري للحرب ومواجهة المعارضين بوسائل مختلفة من خلال الاعتماد على أساليب دعائية متنوعة تساعد في التأثير كان من بينها أن العراق يمتلك أسلحة نووية وأنه أصبح يشكل خطرا على المنطقة والعالم. الغزو الأمريكي للعراق، فيتو و مرت الدعاية السوداء للحرب على العراق بأكثر من مرحلة قبل وأثناء وبعد الحرب، وسعت الدعاية الأمريكية الى التأثير في الرأي العام العراقي وجعله مقتنعًا بالتواجد العسكري الاجنبي في العراق، مما استوجب ايجاد ما يبرر ذلك من خلال استخدام أساليب إقناع في حملات دعائية استخدمت فيها واشنطن وسائلها الإعلامية بالإضافة إلى وسائل إعلام بعضها محلى وبعضها إقليمي. تشويه صدام حسين وإقناع الناس بأهمية إسقاط النظام وفي غزوها للعراق استخدمت الولاياتالمتحدة الدعاية السوداء بقوة لإثبات تفوق قوات التحالف، وإثبات صحة الحرب من خلال ادعاء بحثها المستمر عن أسلحة الدمار الشامل، وإظهار سلبيات النظام العراقي.
وبالتوازي مع الحرب العسكرية استمرت واشنطن بمساعدة الدول الحليفة لها في حربها النفسية في إطار الحرب الإعلامية الكبرى، ولجأت الى أسلوب التهديد والوعيد لبث الذعر والضغط النفسي كالتهديد باستخدام ترسانتها العسكرية وقوتها التكنولوجية، كام هددت باستخدام القوة عندما بدأت تحرك أساطيلها البحرية والجوية في الخليج العربي وتجري مناورات حربية. فى الوقت نفسه عمدت الادارة الأمريكية الى تشويه نظام صدام حسين واتهامه بدعم ومساندة تنظيم القاعدة، وأيضا التشكيك فى نواياه تجاه دول الخليج وكلها أشياء ثبت بالدليل القاطع كذبها، لكن الوقت كان قد مضى وكان العراق قد دمر. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.