لَم تكُن ثوره 25 يناير ثورة جياع بل كانت ثورة شباب قارئ وفاهم ومُنتفض عالوضع السياسي والاقتصادي والقمع الأمني وحينها انتصر لها [بعض] طوائف الشعب والبعض الآخر رأى فيما حدث تهديدا لِمصالحه فكان من الرافضين أو لم ير فالثورة ضرورة من الأساس والبعض رآها مؤامرة من أولها وبين البعض والبعض الآخر كانوا الإخوان بقفزهم على الثورة وحصد كافة مُكتسباتها بشتى السبل الممكنة وغير الممكنة من تحالفات قذرة ومؤامرات وتخلي عن الشركاء ومواءمات مع جميع الأطراف التي تحقق المكاسب. لن أذكر اقتحام السجون وتدخل أطراف أجنبية في الشأن المصري فقد قُتِل هذا الموضوع بحثا وباتت الحقيقة واضحة وضوح الشمس فقط لمن يريد أن يرى. وأخذ الإخوان فرصتهم ولم يُقَصروا في هدم أنفسهم وتنظيمهم وحلفائهم وباتوا كالنار التي تحرق كُل من يقترب منها وسَقطت ورقة التوت.. وانقسمت مصر إلى فريقين بفضل المعزول وجماعته ومن يوالونهما ولم تقصر الأنظمة الداعمة لهم ولم تُقصر آلتهم الإعلامية... ولكن قوانين الطبيعة فَرضَت نفسها... فماذا هُم بقائلين؟؟ وفي 30 يونيو اختلف المشهد عن 25 يناير فلم يقتصر المشهد على الشباب الواعي ومن يُدعَون بالنشطاء السياسيين وأسر من عانوا قمع الداخلية أو ضحايا المحاكمات العسكرية وكثيرا من البلوريتاريا وبضع من البرجوازيين بل كان الشعب المصري بكُل طوائفه كُل من قَصَر وأخطاء من السابقين مع أصحاب المبادئ جانبا لجنب مع المتضررين من الحكم الفاشي الديني معهم من لا تريد حجاب يُفرض عليها بالقوة كتفا بكتِف مع المُحَجبة ترافِقهم المسيحية التي بكت إخوان لها دُهِسوا في ماسبيرو في ذكرى أليمة اشترك فيها قيادات عسكرية سابقه مع إسلاميين... تتقدمهُم أم الشهيد وأخت الشهيد وزوجة الشهيد ممن صعدت أرواحهم ما بين يناير وما تلاها وصولا إلى أحداث الإرهاب التي استهدفت الجيش والشرطة خاصة والمدنيين سيئي الحظ ممن ساقتهم أقدارهم نحو التفجيرات وفازت سيناء في حصاد الدم بنصيب الأسد. وهَتَف جميعهُن [ مِصر ] نَحّوا الغضب والحسرة والألم وتذكروا فقط أن الإرهاب الأسود يُخَيم على أرض كمت الفرعونية مدعوما من نظام الاخوان والإسلام السياسي.. اصطَف الجميع وتعلم الجميع الدرس... فيما عدا [الإسلام السياسي] ومن يواليه، وكان المشهد الذي أربك حسابات العالم وأعني ما أقول.. العالم فقد كَشَف شَعب مِصر الغطاء عن الكثيريين من يُدعضون نُشطاء ..دُعاة ..إعلاميين.. ورؤساء دول.. وبينما يتلاحم شعب مصر بكل طوائفه.. يَظل ضحية الإسلام السياسي يبكي صَنمه المعزول... بل ويريد مني تعاطفا وتقديرا لموقفه. ويُهدد ويتوعد بل ويطمح أن يرمم صَنمه بجُثث المصريين في تكرار لدوائر الغباء التي تدورون فيها وتستَحكِم الحَلقة أكثر فأكثر فأكثر إلى أن تأتي لحظه يكون فيها قرار يدعم شَعب مصر ومطالب شعب مصر ويأمر الشعب فيُطاع. وحين يكون الجزاء من جِنس العمل ونقاوِم الإرهاب يطلبون منا تعاطفا مع من يسقط من معسكرهم ونحن أصلا في موقع الآخر الذي وضعونا فيه حين قالوا يوما شُهداءنا في الجنه وقتلاهم في النار... أتذكُرون؟؟ فلا تعاطف... أعلم أن ما أقوله قاسٍ... لكني إنسانة طبيعية أو لعلي أحاول جاهدةً أن أكون، لن أتعاطف مع من لو سَنحت فُرصَتهُ لقتلني بدم بارد، فأولا وأخيرا الجزاء من جِنس العمل.. اخترتم أن تقتلونا وتوعدتونا قائلين سوف نسحقكُم وسط تهليل وتكبير... فسحقكم الله. لا ولن أشمت بأحد لكن أعشق عدالة السماء.