أتعجب كثيرا عندما أرى كل هذه الدماء تسيل في مصر.. ويزداد عجبى حينما أنظر في هذا الكم من القتلي والجرحي وأجد أنه لم تراق قطرة دم واحدة من بين المواطنين البسطاء أو من الأشخاص العاديين، فكل القتلي من أبناء قيادات الإخوان، حيث لم يسقط قتيل واحد من بسطاء المصريين الذين ينتمون للجماعة أو ممن يتعاطفون معها.. فقيادات الإخوان يدافعون عن الدين الإسلامي بأرواحهم وأرواح أبنائهم ويرفضون أن يدفعوا بالناس البسطاء إلى حمامات الدم. انظروا معي إلى أسماء القتلي وكشوف المصابين ستجدون أنهم يتصدرون تلك الكشوف بلا منافس أو منازع، وقد اطلعت بنفسى على كشوف القتلي بوزارة الصحة فوجدت من بينها هذه الأسماء: عبد الله محمد مرسي، عمر محمد مرسي، عمار محمد بديع، بلال محمد بديع، عصام الحداد، عصام العريان، محمود عزت، طارق الزمر.. هذا إلى جانب العديد من الأسماء التي تعرضت للإصابة، الأمر الذي يجعل مثلى يفكر في البذل بنفسه عندما يرى أمامه كل هذه التضحيات في سبيل الله والوطن .. فقررت أن أصطحب نفسى بنفسى وأذهب إلى ميدان رابعة العدوية، حيث اعتصام الجماعة لأقدم نفسي شهيدا، فوجدت الدكتور عصام العريان يرفض ذلك بكل حسم.. ولما سألته عن سبب رفضه قال لي لقد قررنا أن نضحى بأنفسنا ولا نريد أن نقدم البسطاء من المصريين إلى آتون الحرب والمعارك فنحن أحق وأولي بالشهادة من غيرنا.. وأغرب من هذا أننى وجدت الاعتصام ممتلئ بزوجات القيادات الإخوانية وأطفالهم وأبنائهم، ووجدته خاليا من البسطاء.. فالإخوان يرفضون الزج بهم.. وقبل مغادرتي الاعتصام قابلت شابا من أبناء قيادات الإخوان لن أفصح عن اسمه فسألته بعد أن تعرفت عليه لماذا ترفضون الدفع بالبسطاء أمثالي للدفاع عن الشرعية لعلي أنال الشهادة مثلكم ؟ فقال لي يا أخي أنت عارف أن كل الناس اللي بتنتمى للإخوان ناس بيفكروا بعقلهم وكل قراراتهم نابعة من تفكير عميق فمن الصعب التأثير عليهم وإحنا عارفين دا عشان كدا مبنطلبش من حد حاجة وبعدين إحنا أحق بالشهادة من غيرنا، وكما تعرف نحن نرفض مبدأ الأمر والطاعة وليس كما يشاع عنا.. بعد أن قويت علاقتى بهذا الشاب بدأ يحكي لي أسرار الحرس الجمهورى فقال: عمو البلتاجى قال للجيش أنا هحضر لكم مفاجأة وبعد كدا قال لى اجهز أنت وولاد عمامك عشان هنضحي من أجل الشرعية وهنطلع في الفجر على الحرس عشان عمك مرسي جوه، وبدأ يخطط هو وعمو الزمر وعمو الشاطر وكانت الخطة كالتالي: عمو البلتاجى وعمو الشاطر وعمو بديع هيدخلوا الجامع يصلوا وأنا هحاول أدخل من على السور بتاع الحرس الجمهورى، والشهيد عمر محمد مرسي والشهيد عبد الله أخوه هيضربوا خرطوش، وابن عمو عصام الحداد هيتصل بأمريكا والجزيرة عشان تيجي معانا وتصور، ومعانا الشهيد عمار محمد بديع هينقل اللي هيقع بالعربية لغاية رابعة، وبالفعل نفذنا اللي قال عليه عمو البلتاجى وصورنا للناس أن الجيش مجرم والحمد لله على كل حاجة.. بدأ الشاب يطمئن لي وذلك بعد أن بقيت معهم لمدة أسبوع كامل وكنت كل يوم أسمع كلاما من قيادات الإخوان يلهب شباب أبنائهم ويطلبون منى ومن أمثالى أن نترك الاعتصام ونرحل. بدأ الشاب يحكي لي قصة الهجوم على التحرير أثناء الإفطار فقال: يا أخي إحنا عارفين أن الناس دي مش بيصوموا وعمو عاصم قال كدا، المرة دي كان زعيم الهجوم ابن عمو عاصم بصراحة خلص كل حاجة من غير وقت ولامجهود وزي مابيقولو ابن الوز عوام دخلنا الميدان واستلمنا العيال بالطبنجات، ومن دقنه وافتله، وبعد كدا خلصنا ورجعنا على رابعة الأمر الذي دمعت معه عيناى، وجئت لأقص عليكم مارأيت حتى تعلموا كيف يفكر هؤلاء الأذكياء وأنصحك أخى المصري لا تتناقش مع إخواني عن مدى صدق هذا المقال !!