أفتى الداعية السلفى الشيخ محمد عبد المقصود، بأن المشاركة في فعاليات "نصرة الشرعية" أهم من الاعتكاف في المساجد خلال شهر رمضان، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها على منصة ميدان رابعة العدوية، حيث أراد بعض الشباب الاعتكاف في المساجد باعتبار أنه سنة عن الرسول، إلا أن "عبدالمقصود" يري أنه لا يجوز الانشغال بالاعتكاف في حين أن هناك بلاءً يعم بالمسلمين. من جانبهم، أكد عدد من علماء الإسلام أن فتوى الشيخ محمد عبد المقصود جهل بالشريعة الإسلامية وخروج عن حدود الله ويجب ألا يسمع له أحد، مؤكدين أن ذلك فقر في الفقه الإسلامى، حيث أكد دكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن فتوى الشيخ محمد عبد المقصود، بأن مظاهرات نصرة "مرسي" أهم من الاعتكاف خلال شهر رمضان، تنم عن الجهل بالشريعة الإسلامية وخلط وتدليس نتاج الفكر السلفي الإخوانى، موضحًا أن مسألة المناصرة والاعتراض على الأمور السياسية من قبيل العادات، التي لا تحل مكان العبادة. وأكد "كريمة" أن الاعتكاف شعيرة من شعائر الدين لا تترك لأى أمر من أمور الدنيا، خاصة في شهر رمضان، موضحًا أن المتسلفة الوهابية يثرثرون بالبدعة، والدعوة للخروج على أحكام الشرعية وتعطيل الأحكام الفقهية وقلب الشعائر. وأشار إلى أن فتوى عبد المقصود، مناصرة لعصبية جاهلية ممقوتة مناصرة للظالم، في إشارة منه إلى الرئيس السابق وجماعته. وقال الدكتور محمود مزروعة، العميد الأسبق لكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه لا ينبغي أن يؤخذ هذا الكلام من الشيخ محمد عبد المقصود وأضاف أن الناس لن يطيعوه، وأن الإسلام علمنا أن نعمل عقولنا والتفكير فيما يقال وأن نزن الأمور بالكتاب والسنة. مشيرا إلى أن الاعتكاف سنة من سنن الرسول – صلي الله عليه وسلم- الثابتة وهى سنة مهجورة، وأن كل من يسكت على ما يحدث من أعمال عنف في البلد مشارك فيها. وأوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، أن مايحدث في رابعة عبث وينبغي أن يعود هؤلاء المعتصمون إلى بيوتهم حتى تعود عجلة الإنتاج، مضيفًا "كفى مصر خرابًا وليعلم الجميع أن هؤلاء القتلى جميعًا في النار لقول الرسول (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه)". ووصف ما يحدث من أعمال عنف بالشيطانية والبعيدة عن أخلاق الإسلام، و"ذلك لأن المسلم الحق من سلم المسلمون من لسانه ويده".