نحن فى أشد الحاجة إلى فقه الأوطان، حتى نصون وطننا العزيز مصر من كوارث محققة، نتيجة غياب هذا الفقه لأن سلامة الوطن من العلل والآفات والضياع سلامة للدين من حيث أمرنا الله أن نقيمه وقال تعالى: أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. فنحن لا نستطيع أن نقيم الدين فى وطن غير آمن، فأولى الأولويات اليوم هو الحفاظ على الوطن وهذا هو الذى يتفق عليه الجميع إذا كان القرآن قد قال عن مصر (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين )، فإن هذا النص ليس صكا إلهيا بحمايتنا دون أسباب فهو القائل أيضا (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، والدنيا لها قوانين وسنن والله سبحانه لا يغير نواميس الكون مجاملة لنا. حينما تشترى سيارة أو جهازا يأتيك "الكتالوج"، فأنت تتطبق ما فى "الكتالوج" بالحرف لكى تحسن إدارتها فلماذا لا نأخذ "كتالوج"، من الذين نجحوا ونطبقه، علما بأن سيدنا عمر طبق نموذج بلاد فارس فى قوانينهم ونجح فى أن ينشئ أعظم دولة إسلامية.