هذا هو حزب النور الذي يدعي أنه الصوت المعبر عن السلفية في مصر والذي خاض انتخابات مجلس الشعب والشوري السابقة ولم يشترط على مرشحيه غير دفع مبلغ الثلاثمائة الف جنيه وكانت فضيحة على شاشات الفضائيات بعد أن قام الدكتور ألهم بهادر عضو البناء والتنمية على قوائم حزب النور بكشف المستور وكانت النتيجة خلع الدكتور الهم من قائمة حزب النور بعد أن رفض دفع المعلوم. وحزب النور هذا هو الذي فضحه أيضا الفريق احمد شفيق عندما كشف في بعض تصريحاته حضور عدد من قيادات حزب النور على رأسهم الداعية ياسر برهامي لمقابلته والاتفاق معه على عملية تقسيم الغنائم في حالة انحياز الحزب إلى صف الفريق شفيق في معركة انتخابات الرئاسة المصرية، وقد قام الحزب بالرد على هذا الاتهامات مرة بالتكذيب في البداية ومرات بالتبرير من عينة قولهم ان الاتصال مع شفيق لم يكن الا اتصالا تليفونيا فقط لجس النبض والاطمئنان على اختنا مصر!!. حزب النور لم يختلف مع الاخوان بعد أن حدث التحالف بينهما في بداية الفترة الرئاسية للرئيس مرسي على كيفية تطبيق الشريعة الاسلامية أو ضرورة تطبيقها في الوقت الحالي أو تأجيل ذلك إلى وقت آخر لا ولا حتى اختلف معهم على أي تفصيلة صغيرة أو كبيرة من تفاصيل الشريعة الاسلامية ولكنه في الحقيقة اختلف مع الاخوان على تقسيم غنائم الحكم ، ولما لم يحظ بنصيبه العادل في كراسي الحكم بدأ في انتقاد الإخوان وكيفية إدارتهم للدولة وفشل نظام الإخوان ، وقد وصلت ذروة الاختلافات بينهما بعد تنحية مستشار الرئيس لشئون البيئة وهو من حزب النور والذي ظهر على شاشات التليفزيون وهو في أسوأ حال يبكي ويندب حظه العاثر مع الإخوان والرئيس مرسي الذي لم يقابله منذ شهور، ولم يهتم حتى بالرد على طلب مقابلته لسيادته عدة مرات . حزب النور يلعب الآن مع النظام الجديد بعد الجولة الثالثة من جولات الثورة في الثلاثين من يونيو نفس اللعبة القديمة والتي يجيدها تماما وهي لعبة المساومة بالموافقة ، ثم الرفض وأحيانا بالرفض ثم بالموافقة وخلف الكواليس يحترف قادة حزب النور إدارة لعبة هات وخد. حزب النور ليس حريصا على تطبيق الشريعة الإسلامية ، وليس حريصا على الاستجابة لتحقيق متطلبات ثورة الشعب في جولتها الثالثة كما أنه ليس حريصا على استقرار أمور الدولة المصرية ، ولكنه حريص تمام الحرص على الحصول على أكبر نصيب من الكعكة التي سيتم تقسيمها بعد ازالة حكم الإخوان الذين سبق ونكسوا العهود مع حزب النور. حزب النور ليس حزبا اسلاميا كما يسمى نفسه وليس حزبا دينيا ولو أنه ادعى ذلك ولكنه حزب مثل باقي الأحزاب العلمانية يحترف السياسة ويجيد لعبة المساومة السياسية ويبحث عن المكاسب وغنائم الحكم.