خريطة العنوسة العربية: 8 ملايين عانس في مصر..الفلسطينيات الأقل عرضة للظاهرة..و86 % عوانس في لبنان و70% بالإمارات

أعد الباحث أنس بنضريف ل" إذاعة هولندا العالمية "خريطة توضح الدول التي تعاني من ظاهرة العنوسة في العالم العربي، بعد قيامه برصد تفشيها وطرق التحايل التي تتبعها الفتيات العربيات للهروب من شبح العنوسة.
واستهل بنضريف التقرير قائلا، "إذا أردت أن تجدي شريك حياتك فما عليك إلا أن تكوني فلسطينية، أو تسافرين إلى فلسطين حيث تسجل أقل نسب العنوسة في العالم العربي، إذ لا تتعدى النسبة 7 %. أما أعلى نسبة العوانس فهي في لبنان حيث تصل 86%.
كما تشهد دول الخليج ارتفاعا مطردا في السنوات الأخيرة، وتتصدر الإمارات قمة الترتيب بنسبة 70 %. وفي السعودية يبلغ عدد العوانس فيها مليونين، أي ما يعادل سكان البحرين مرتين.
ونوه إلى أنه نتيجة لغياب إحصائيات حديثة ودقيقة عن ظاهرة العنوسة في الدول التي استهدفها المقال، قامت إذاعة هولندا العالمية، بجمع ما توفر من الإحصائيات لدى مراكز الأبحاث وقامت بدراستها ومقارنتها.
كما استندت على بعض المعطيات التي تقدمها منظمات غير حكومية ناشطة في المنطقة، وأدمجتها بالتوقعات اعتمادا على المؤشرات التي تخص كل دولة على حدة مشمولة بهذه المقاربة.
شمال أفريقيا
وأشار التقرير إلى تقارب نسب دول المغرب العربي من حيث نسب العنوسة، إذ العدد الإجمالي إلى حدود 12 مليون عانس، وتأتي الجزائر على رأس المجموعة بأكثر من خمسة ملايين عانس، يليها المغرب بأربعة ملايين ثم تونس بمليونين، وتتذيل المجموعة ليبيا بما يقدر ب 300 ألف عانس. هذه الأرقام مرشحة للارتفاع بفعل تغير البنية الاجتماعية وارتفاع معدل الزواج والأزمة الاقتصادية التي تعيشها المنطقة.
وتعيش ليبيا وضعا خاصا بفعل خروجها من الحرب وعدم استقرارها السياسي، الشيء الذي يؤدي إلى الزيادة في نسبة العنوسة التي تصل الآن 35 في المائة.
الشرق الأوسط
لا يبدو شيئا هينا في لبنان الحصول على عروس حيث أن 15 % فقط من الشابات اللبنانيات وفقن في الحصول على شريك. أما في سوريا فتبلغ نسبة العنوسة فيها 70 %، وهي مرشحة للارتفاع بسبب ظروف الحرب. نفس النسبة تنطبق على العراق الذي يعيش واقعا سياسيا عنيفا يتمثل في ارتفاع عدد القتلى في صفوف الرجال بسبب الاضطرابات الطائفية. وفي مصر يبلغ عدد العوانس 8 ملايين أي 40 % من مجموع الفتيات في سن الزواج، وهو رقم مرشح أيضا للارتفاع بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها البلد.
وتمثل فلسطين الاستثناء في العالم العربي رغم ظروف الاحتلال، حيث يجد الفلسطينيون مؤسسة الزواج والإنجاب ضرورة لإثبات حق بقاء المواطن الفلسطيني على الأرض.
الخليج
رغم نقص تأثير العامل الاقتصادي مقارنة مع الدول العربية الأخرى، إلا أن نسبة العوانس في دول الخليج وصلت أرقاما كبيرة. وتصل النسبة في الامارات إلى 75% ب 175 ألف عانس. وتتقارب نسب دول الخليج الأخرى حيث تصل إلى 45% بالسعودية وأدناها 25 % في البحرين. وتعود أسباب ارتفاع هذه الأرقام إلى المغالاة في المهور وتكاليف الزواج وفقا للأعراف الخليجية، في الوقت الذي تراجع فيه الوضع الاقتصادي. ففي الإمارات مثلا يسمح للرجال بالزواج مع غير الاماراتيات، بينما يتم التضييق أو منع هذا في دول خليجية أخرى.