منذ بداية عرض الدراما التركية على شاشات الفضائيات، حدثت حالة من القلق بين صناع الدراما المصرية الذين حاولوا البحث عن مخرج، وإعادة الأعمال الدرامية المصرية إلى مكانتها مرة أخرى بعد أن سيطرت على الساحة الأعمال التركية. ولم يجد هؤلاء الصناع حلا سوى تقليد الأعمال التركية، ليس في القصة فقط، بل أيضًا في الديكور والخطوط الدرامية بالإضافة إلى الملامح التي يظهر بها الأبطال، وتقليد الملابس والإكسسوار الشبيه بالأعمال التركية، فاعتمد المخرج محمد سامي والفنانة غادة عبد الرازق في مسلسل "حكاية حياة" على عنصر الإبهار والمناظر اللافتة للنظر، واهتم صناع العمل بالديكورات وإظهار أماكن التصوير في أبهى صورة، بالإضافة إلى الخط الدرامي الذي يتشابه مع أحداث المسلسل التركي "العشق الممنوع". أما الفنان أمير كرارة فحاول التغلب على بريق الدراما التركية في مسلسل "تحت الأرض" بالاستعانة بالفنانة التركية "سنجول أدون" بطلة مسلسل "نور"، كما استعان بالمخرج السوري "حاتم العلي" الذي لديه خبرة في محاكاة الأعمال التركية بحكم قربه من فنانيها. يقول الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن أن الدراما المصرية من أعرق الصناعات الفنية في الشرق الأوسط،وهناك العديد من الأعمال التي تعتبر بصمة في تاريخ الدراما بشكل عام، مثل "ليالي الحلمية" و"رأفت الهجان" و"المال والبنون" وغيرها، إلا أن بداية انهيار الدراما المصرية كانت منذ تولي رجال الإعلان الإشراف على هذه الصناعة والمشاركة في الإنتاج، فقد بدأ عنصر الربح والتجارة يسيطر على عقول القائمين على الإنتاج الدرامي، حتى إنهم تدخلوا في عمل المؤلف والمخرج ظنًا منهم بأن آراءهم هي التي تخدم العمل من الناحية التسويقية، وأدى بنا الحال إلى انحدار مستوىة الدراما المصرية، في الوقت الذي أبهرت الدراما التركية المصريين بديكوراتها وأحداثها المختلفة، لذا لجأ صناع الدراما المصرية لبعض الحلول التي تعيدها مرة أخرى إلى مكانها، بعد أن عادت إلى الوراء أميالا لتحكم أشخاص معدومي الضمير في هذه الصناعة. ويرى السيناريست محسن الجلاد أن الدراما المصرية ما زالت هي الأفضل على الإطلاق، وأن ما يحدث في الأعمال المصرية من تغيير في شكل الديكور والأحداث وطرق التصوير هو تطور طبيعي لحق بالدراما المصرية مثلما لحق التطور بالسينما والإعلام بشكل عام، وأكد الجلاد أن الأتراك هم من يقومون بسرقة الأفكار المصرية، فمسلسل "فاطمة" الذي أبهر الجميع مأخوذ من المسلسل المصري "قضية رأي عام"، والذي قامت ببطولته الفنانة يسرا وإبراهيم يسري، موضحًا أن فكر المخرجين الشباب هو الذي غير ملامح المسلسلات المصرية إلى الأفضل، وأكد الجلاد أن الأعمال التركية ستتراجع؛ لأنها في النهاية حالة خاصة تشهدها مصر، مثلما شهدت من قبل بعض الأعمال اليابانية والإنجليزية والتي اختفت بشكل كامل من السوق المصري. "الاستايلست" إسلام يوسف يؤكد أن صناع الدراما المصرية لم يجدوا أمامهم سوى تقليد بعض التفاصيل التركية في مسلسلاتهم، معتمدين على الديكور المبهر والمناظر الجذابة بالرغم من عدم تناسب هذه الأشياء مع الواقع الذي نعيشه، بالإضافة إلى وجود بعض الأخطاء في هذه الديكورات، والظهور بملابس لا تعبر عن الشخصية التي يقدمونها في المسلسل، كما أن أنواع الملابس التي يرتديها مثلا رجل الأعمال المصري تختلف تمامًا عن التي يرتديها الأتراك وكذلك ملابس وملامح المرأة المصرية تبعد كل البعد عن نظيرتها التركية إلا أن التقليد الأعمي جعل صناع الدراما يتخطون كل هذه التفاصيل ولم يروا أمامهم سوى الاعتماد على الأشياء التي تعجب المشاهد في الأعمال التركية بصرف النظر عن مناسبة هذه الأشياء للشخصية وطبيعة العمل المصري أو عدم مناسبتها لذلك خرجت بعض الأعمال المصرية نسخ مقلدة من الأعمال التركية.