اشكر حتى تفهم

في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل فيلبي، وبالتحديد في الإصحاح الرابع من رسالته، وفي العدد -الآية- الرابع، نجده يلقن كل من يقرأ رسالته درسًا مهمًا، وهو "اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا"، وربما تكرر قول افرحوا ليؤكد على الدرس المهم الذي يريد أن يعلمه لكل من يقرأ رسالته.

لماذا الفرح كل حين؟

الفرح في كل حين، ربما يكون درسًا صعب التحقيق وصعب التنفيذ في كل لحظات حياتنا، فعندما نتعرض للضيقات أو للتجارب الصعبة، يصبح الفرح درسًا صعبًا ووصية محالة التنفيذ من وجهة نظر بعض الناس!، إذ كيف للإنسان أن يفرح وقتما يمر بضيقة صعبة ويمر بلحظات قاسية تنهش في قلبه وفي حياته؟

ولكن الحقيقة، أن الفرح وقت الضيق يكون تنفيذه من خلال الشكر، والشكر هنا يكون موجهًا ليد الله التي تكون في تلك الأوقات يُعد الأفراح لمن ينتظر ولمن يتطلع ليرى مشيئة الله من كل ما يمر به حاليًا، لأن حتى ولو لم ندرك أو نفهم مشيئة الله في الوقت الحالي، فبالتأكيد سنفهم فيما بعد، لأن الله لا يسمح بالضيقات، إلا لو أراد أن يعلمنا شيئًا أن أراد أن يجعلنا ندرك شيئًا لم ندركه وقت الراحة.

افرح ولا تتذمر

ولكن لو قررنا أن نستسلم لروح اليأس وروح الضيق وقت الآلم ووقت التجارب، سنفتح بابًا ليأكل اليأس في أرواحنا، سنجعل لروح الفشل بابًا مفتوحًا ليدخل من خلاله إلى قلوبنا وينهكها ويستنزفها دون أن ندري ودون أن نعرف، كأنه يشبه تسوس الأسنان الذي يظهر في جزء صغير من الضرس من فوق، ولكن بداخله ينهش فيه دون رحمة.

سلم قبل أن تستسلم
أنت قوي بنعمة الله

إقبل التجربة، واشكر الله عليها وفقط انتظر، فالضيقة رغم آلامها وصعابها، تكون كالتنقية لحياتك من كل شيء، فهي تنقي علاقاتك المزيفة والغير حقيقية، وهي التي تنقي فكرك وتجعله يفكر بشكل أكبر وأعمق، تجعلك تنظر لأعماق الأمور لتفهم مقاصد الله نحو حياتك.. ولذلك هي تستحق أن تشكر الله عليها.
Twitter: @PaulaWagih