أثارت الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق محمد مرسي، حفيظة العديد من المحللين والسياسيين حول آخر الكروت التي تمتلكها الجماعة في جعبتها للرد على الثورة الشعبية التي أطاحت بحكمهم بعد انحياز القوات المسلحة لها، فبعد سقوط 30 شهيدا وما يزيد على ألف مصاب تنبأ البعض بلجوء الجماعة إلى مزيد من أعمال العنف والقتل، حيث قال البرلماني السابق باسل عادل القيادي بحزب الدستور إن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يؤكد أن الأيام القادمة قد تشهد مزيدا من أعمال العنف كالاشتباكات والتفجيرات واغتيال بعض الرموز السياسية. وأشار إلى أن هذه الجماعات عقائدية، بما يؤكد أن الاشتباكات سوف تنتهي في الأيام القادمة بينما ستكون عمليات القتل نابعة من بعض عناصرهم الذين يتصورون بشكل خاطئ أنهم يخدمون الدين، مؤكدا أنه على الرغم من ذلك فإن الأيام المقبلة لن تشهد توترا كبيرا خاصة أن الثوار والسياسيين وأيضا الجيش أصبح لديهم مزيدا من الخبرة التي تراكمت في الفترة السابقة، بما يساعد على تخفيف أفعال الجماعة. تابع "عادل" مؤكدا أن احتشاد الملايين من معارضي الجماعة فى الميادين الأيام القادمة سوف يساعد على تحقيق مكتسبات الثورة، مشيرا إلى أن استقرار الأوضاع وتنفيذ مطالب الثوار سيؤدي إلى إفراغ الميادين بما يمنع احتكاك الإخوان بهم. كما قال البرلماني السابق أبوالعز الحريري، المرشح الرئاسي السابق إن سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين سوف يؤدي إلى تجدد لغة الإرهاب الأيام القادمة، موضحا أن العنف والإرهاب عقيدة تنتهجها الجماعة إلا أن احترام المصريين لثورتهم سوف يكون حائط الصد أمام هذا الإرهاب، إلا من بعض الأعمال التي تحدث في سيناء على يد الجماعات التكفيرية. أضاف أنه آن الآوان ليتصدي المصريون للإخوان الذي أهانوا الإسلام حينما ادعوا أنهم يتحدثون باسمه، مشيرا إلى أن إلقاء القبض على رموز الجماعة كالشاطر وأبوإسماعيل لن يقضي على إرهاب الجماعة، خاصة أن العنف عند أعضائها وليد فكرة لا تواجه بإلقاء القبض. وأكد "الحريري" أهمية استمرار الثورة باحتشاد الملايين في الشوارع والميادين، خاصة أن مؤيدي الجماعة انتقلوا من التظاهر أمام مسجد رابعة العدوية إلى الاعتداء على المتظاهرين كما حدث في اشتباكات أمس. في حين اعتبرت الكاتبة فريدة الشوباشي، أن الاشتباكات التي قام بها أنصار جماعة الإخوان المسلمين يندرج في إطار الخطاب الأخير لمرسي والذي هدد فيه باستخدام العنف، مؤكدة أن رموز الجماعة وأتباعهم كالمرشد والزمر والعريان وعبدالماجد كلهم نفذوا أحداث اشتباكات أمس. أضافت أن الإخوان أصبحوا الآن فصيلا مختلفا عن الشعب المصري، بعدما انفضح مخططهم الذي كانوا يهدفون فيه إلى تشويه الجيش والشرطة، مؤكدة أن المصريين أدركوا الآن من هو الطرف الثالث ومن هم مقتحمو السجون. تابعت "الشوباشي"، مؤكدة أن اشتباكات الأمس هي "الكارت الأخير" الذي يلعب به الإخوان، خاصة بعدما تخلي عنهم "أسيادهم" من الأمريكان والذين أدركوا أنهم مضطرون للانحناء أمام إرادة الشعب المصري، مشيرة إلى أن الجماعة قد تلجأ في الفترة القادمة إلى القيام بأعمال وصفتها ب"الخسيسة" كالاغتيالات السياسية والتي ستصدر من حالات فردية مغيبة. من جانبه، أكد حسين عبدالرازق القيادي بحزب التجمع، أن جماعة الإخوان المسلمين تدرك جيدا أن وصولها للسلطة في الفترة الأخيرة هي فرصة للحكم، وبالتالي فهم يدركون أن فقدان هذه الفرصة يعنى عدم عودتهم للحكم مرة أخرى إلا بعد عقود عديدة، وهو الأمر الذي يجعلهم يقاتلون من أجل الدفاع عن بقائهم ومشروعهم الذي أصبح "في خبر كان". أضاف أن الجماعة سوف تلجأ إلى موجة من العنف التي لن تنتهي إلا بعد فترة طويلة، خاصة أن العنف هو جزء من عقيدة الجماعة ومنهجها الذي استخدمته خلال تاريخها منذ النشأة. كما تابع عبدالرازق، أن الجماعة تقوم بتربية كوادرها على العنف ولديهم ميليشيات سرية وبالتالي فأسلوبهم في الأيام القادمة قد يتغير من مجرد الاشتباك مع المتظاهرين إلى الوصول لمرحلة ظهور الفصائل التي تحمل السلاح، مشيرا إلى أن القبض على كوادر الجماعة سيتبعه خروج أجيال الصفين الثاني والثالث. وأشار نائب رئيس حزب الوفد أحمد عزالعرب، إلى أن لجوء جماعة الإخوان إلى الاشتباك مع المتظاهرين أمر ليس جديدا على الجماعة، التي استخدمت نفس الأسلوب على مدى عقود من التاريخ الإرهابي، مشيرا إلى أن الجماعة استعملت نفس الأساليب في عهد عبدالناصر والسادات وحتي مبارك. كما توقع أن تنتهي موجة هذه الاشتباكات خلال 48 ساعة، إلا أن أعضاء الجماعة قد يلجاؤن إلى الاغتيالات والتفجيرات لإثارة الرعب كما فعلوا عام 1946 حينما وضعوا قنبلة في سينما مترو، إلا أن إرهابهم لن يخيف الدولة ولا المصريين. وقال عز العرب في تصريح خاص إن لديه أوراقا موثقة من الكونجرس الأمريكي تفيد بقيام اثنين من أعضائه أحدهما رئيس لجنة هامة باتهام الرئيس الأمريكي أوباما بعقد صفقات "قذرة" مع الشاطر بمليارات الدولارت مقابل التنازل عن ثلث سيناء للفلسطينين. تابع مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستتخلي عن الإخوان بشكل كامل في الأيام المقبلة بعد عجزهم تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد. من الناحية الاستراتيجية، وصف اللواء حسام سويلم الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدي ومعارضي جماعة الإخوان المسلمين بأنها "حلاوة روح"، مشيرا إلى أن الجماعة تدرك جيدا نفاد الأوراق التي قد تلعب بها وبالتالي فإنها لجأت إلى الاشتباك مع المتظاهرين كاستعمال للورقة الأخيرة. أضاف أن الجماعة لا تمانع في الاستقواء بالخارج، بعدما ظهرت خيانتهم في الفترة الأخيرة وبالتالي فقد يلجأون في الأيام المقبلة إلى طلب تدخل الجيوش الأمريكية للضغط على القوات المسلحة، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لن يستجب لهم أحد واصفا الفكرة ب"الكرم الفارغ الموجود في خيالاتهم المريضة". وأكد سويلم أن اشتباكات الأمس لن تتكرر إلا أن التفجيرات والعمليات الإرهابية في سيناء ووضع قوائم اغتيالات للشخصيات العامة والسياسيين تعتبر كلها أمور متوقعة الحدوث قريبا، مشيرا إلى أن الثوار عليهم البقاء في الميادين لمواجهة الإخوان خاصة أن خلو الميادين يعطي انطباعا أن الثورة انتهت والجيش هزم .