تباينت ردود الأفعال حول فتوى بعض مشايخ السلفية حول الاحتفال بالمولد النبوى ما بين مؤيد ومُعارض، حيث أكد البعض أن الفتوى جاءت تحقيقا للحديث النبوى الشريف "إن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار". وأن الاحتفال من خلال شراء الحلوى بدعة فاطمية، ويرى آخرون أن هذه الفتاوى باعتبارها لا تمثل علماء الدين ولا الدين الإسلامى الوسطى صاحب السماحة على العالم كله وأن الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ما هو إلا مظهر من مظاهر الاحتفال بذكرى قدوم النبى المرسل محمد (صلى الله عليه وسلم). وقال الشيخ «عبد الظاهر عزالة» عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إننا كمسلمين لم نعهد إلا بعيدين هما عيد الفطر وعيد الأضحى؛ أما الاحتفال بالمولد النبوى الشريف لم نعهد على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا أحد من صحابته وبخاصة الخلفاء الراشدون الأربعة الاحتفال به". وأضاف أنه إذا أردنا أن نحتفل بذكرى مولد النبى فليكن بقراءة القرآن والتدبر والصوم، أما عن شراء الحلوى فهى بدعة اخترعها الفاطميون أيام حكمهم لمصر، مشيرًا إلى أن هناك البعض يبرر شراء الحلوى أو أى مظاهر احتفالية أخرى فى هذا اليوم بأنه من باب التوسعة على الأهل والأبناء فلا يجب أن تقتصر التوسعة فى هذا اليوم. واستنكر «عزالة» إباحة بعض مشايخ الأزهر الاحتفال بالمولد النبوى، لافتًا إلى أن الاحتفال يكون باتباع سنته وأن نسير على منهجه فلو أننا اتبعنا 10 % من سنته (صلى الله عليه وسلم) نستطيع بعدها أن نسأل عن الاحتفال، فالمؤكد أن الاحتفال يكون بالأفعال وليس بالاحتفالات واتباع البدع. من جانبه يستنكر الشيخ «على أبو الحسن» رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف فتوى البعض ممن ينتمون إلى الجماعات الإسلامية المتشددة بتحريم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، مشيرًا إلى أن هؤلاء يرون فى الاحتفال بالمولد بدعة وهم على غير صواب؛ لأن البدعة ما كانت فى أمور الدين والأمور التى يختلف عليها الناس، أما الاحتفال بمولد أشرف الخلق (صلى الله عليه وسلم) فلا مانع من الاحتفال بقدوم الرسول. واستشهد أبو الحسن بموقفه (صلى الله عليه وسلم) بصومه ليوم الاثنين، وحينما سئل عن السبب قال: "فى هذا اليوم ولدت". فكيف للرسول أن يحتفل بيوم مولده ولا نحتفل نحن، فنحن حينما نحتفل بمولده يكون من باب تذكر نعمة الله علينا بقدومه. ووجه أبو الحسن رسالته لأصحاب تلك الفتاوى بأن يتعقلوا ويعودوا إلى رشدهم وعدم التحريم المطلق لأن ديننا دين الوسطية والسماحة فلا مانع من أن نفرح بمولد الرسول . وأكد الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق أن هؤلاء المتشدقين بالفتاوى ليسوا بمشايخ ولكنهم "مستشيخون" فعالم الدين فقد زهوته بسبب اعتلاء من هم دون العلم المنابر وللأسف أكثر المتضررين من هؤلاء الجهلاء هم أهل الأرياف والأقاليم. وأشار إلى أن الحديث حول تحريم الاحتفال بالمولد النبوى قديم ويتكرر كل عام حتى إن هناك بلدانا بأسرها لا تدخلها حلوى المولد خشية الحرام، وعلى النقيض بلدان أخرى تسرف فى شرائها عِنْدًا فى هؤلاء المستشيخين، وعلاج هؤلاء بألا نلقى لهم بالًا، لأن الحلال بين والحرام بين وصاحب الفتوى الوحيد هو العالم الدارس للفقه الإسلامى حتى لا يحدث الخلط بين الناس.