تباينت ردود الفعل في محافظات مصر عقب إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، عن عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه، ففي الوقت الذي سادت فيه حالة من الفرحة العارمة أرجاء محافظات الجمهورية، خرج أنصار جماعة الإخوان المسلمين الغاضبين لرحيلها عن سدة الحكم في تظاهرات رافضة لبيان القوات المسلحة بعدد من المحافظات ودخلت في مواجهة مع المتظاهرين المؤيدين لبيان الفريق السيسي، تسببت في سقوط المئات من الضحايا وعشرات الشهداء، غير أن المعارضين للبيان قاموا بمهاجمة عدد من المنشآت العامة والخاصة، كان أبرزها كنيستين بالمنيا وعدد من محال الأقباط بقنا وتفجير قسم شرطة الضبعة في مطروح. ففي الإسكندرية وعقب بيان القوات المسلحة، نشبت ما يشبه حرب شوارع بين أنصار الرئيس المعزول ومعارضيه في منطقتى العصافرة وسيدى بشر، بعد أن توجه أنصار "مرسي" إلى الشوارع الجانبية لمحاولة إحداث فوضى في شوارع الإسكندرية، وسرعان ما توجهت وحدات تابعة للقوات المسلحة والأمن المركزي إلى مكان الحدث. دفعت تلك المواجهات أجهزة الأمن للتدخل ما أسفر عنها القبض على ما يقرب من نحو 18 شخصا بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء وجار التحقيق معهم. قام بعدها مجهولون باقتحام مقر حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية بميدان فيكتوريا، واستولوا على معظم محتوياته، وذلك عقب الاشتباكات التي وقعت بين مؤيدى مرسي، ومعارضيه بعد بيان القوات المسلحة التي أسفرت عن مصرع 4 أشخاص، وإصابة 10 بحالة حرجة. يأتي ذلك في الوقت الذي احتفلت فيه مئات الآلاف من المتظاهرين في كل ميادين الإسكندرية ببيان الجيش مرحبة بنجاح ثورة المصريين على حكم جماعة الإخوان. وفي مطروح هاجم أنصار الإخوان المسلمين محال شارع البحر بمرسي مطروح عقب بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شئون البلاد وتعطيل الدستور، وحطمت تلك المجموعات جميع محتوياتها، وتعدوا على المواطنين مستخدمين الأسلحة البيضاء والآلى والشوم مخلفين وراءهم شهيدًا وعشرات المصابين. أعقب ذلك قيام هذه المجموعات مستخدمة الأسلحة الآلية والبنادق والمولوتوف بالهجوم على مديرية أمن مطروح من أجل إطلاق سراح المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، إلا أن قوات الأمن تعاملت معهم وأحبطت محاولة الاقتحام، وأسفرت تلك المواجهات عن ارتفاع أعداد المصابين إلى 70 شخصا و8 شهداء بينهم شخص سورى الجنسية بالإضافة إلى 25 مصابا، وتم نقلهم جميعا إلى مستشفى مطروح العام ولازالت المواجهات مستمرة. وفي المنيا شهدت قرية دلجا مركز ديرمواس، جنوب المحافظة، أحداث شغب وعنف عقب عودة التظاهرات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، أسفرت عن 6 إصابات بجروح وكدمات، جميعهم أقباط. ومن جانبه، أكد محمد الحمبولي، رئيس مركز الحريات والحصانات بالمنيا، أنه تلقى استغاثة من كنيسة مار جرجس بقرية دلجا بأن أهالي القرية فوجئوا بالتظاهرات العائدة من تأييد الرئيس مرسي يقرعون بيوت الأقباط ويقذفونها بالطوب، متهمين الأقباط بالتسبب في إسقاط الرئيس. كما قام المعتصمون، عقب بيان الفريق السيسي، بمهاجمة مقر خدمي تابع لكنيسة مار جرجس بدلجا، ما اضطر راعي الكنيسة، الكاهن أيوب، إلى الهروب من المقر الخدمي للكنيسة، كما هاجموا كنيسة الإصلاح الرسولية بدلجا، وحطموا سيارة راعي الكنيسة. رفضت مظاهرات الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي بالمنيا بيان الفريق السيسى، وزير الدفاع والإعلان عن خارطة الطريق، مؤكدين أن ما حدث هو انقلاب على الشرعية، وحاولوا اقتحام مديرية الأمن، وقاموا بتحطيم واجهات البنوك وعدد من محلات شارع الكورنيش. وقال سيد على محمد، منسق تمرد بالمنيا، إن المنيا شهدت محاولات عنف شديدة من مؤيدي الرئيس مرسي، حيث فوجئنا بشباب الإخوان والجماعات الإسلامية يسيرون بعنف على كورنيش النيل ووقفوا أمام مديرية الأمن وحاولوا اقتحامها معلنين انقلابهم على قرار السيسي، كما قام مجهولون ضمن هذه المسيرات المؤيدة بتحطيم واجهات عدد من البنوك والمحال على كورنيش النيل"، وانتشرت قوات الأمن وحاولت السيطرة على الموقف وحذرت الإخوان من الخروج على السلمية. وفي جنوب الصعيد وتحديدا محافظة أسوان، نشبت اشتباكات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بشارع كورنيش، مما تسبب في توقف حركة المرور بشارع كورنيش النيل، فيما تدخلت قوات الشرطة لفض الاشتباكات باستخدام القنابل المسيلة للدموع. وأسفرت المواجهات عن قيام أهالي المحافظة باحتجاز عدد من أنصار التيار الإسلامي وفشلت الأجهزة الأمنية بأسوان في إقناع معارضى "المعزول" بالإفراج عن المجموعة المحتجزة من المنتمين للتيارات الإسلامية بمسجد النصر بشارع كورنيش النيل. ووقف المئات من معارضى المعزول أمام المسجد منتظرين خروج تلك المجموعة التي تسببت في إحداث شغب وعنف بالمدينة، وحاولت الأجهزة الأمنية بإقناعهم بالخروج وتأمينهم وحمايتهم من خلال عمل كردون أمنى حول المسجد. وفي الدقهلية، استقبلت المستشفى الدولى بالمنصورة 7 حالات إصابات مختلفة جراء هجوم مجموعة مجهولة على ميدان الشهداء في الساعات الأخيرة من مساء أمس الأربعاء أثناء الاحتفالات بسقوط الرئيس المعزول محمد مرسي. وأكدت مصادر أمنية أن المتهمين تابعين لجماعة الإخوان المسلمين تم دخولهم للميدان وسط الزحام من أجل إرهاب المواطنين حتى يتركوا الاحتفالات، حيث هجمت مجموعة مسلحة مكونة من عدة شباب تتراوح أعمارهم بين ال20 و30 عاما على ميدان "الشهداء" بالمنصورة وأطلقوا أعيرة نارية من أسلحة آلية على المعتصمين أثناء احتفالهم برحيل مرسي وفروا هاربين. وشهد الميدان حالة من الكر والفر أسفرت عن وقوع عدة إصابات وجار نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسيطرت قوات الأمن على الموقف في شارع كورنيش النيل وتواجدت بمحيط الاشتباكات 4 سيارات أمن مركزى ومدرعة. وفي كفر الشيخ، قال الدكتور لطفي عبد السميع مدير المستشفي العام، إن حصيلة الاشتباكات التي وقعت الليلة بين مؤيدين للرئيس المعزول ومعارضين بلغت 150 مصابا؛ من بينهم 110 في صفوف المعارضين و40 من صفوف الإخوان. فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض، على 35 شخصا ممن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وبحوزتهم أسلحة نارية خرطوش وأسلحة بيضاء وسنجا، وذلك على خلفية حملهم السلاح وإطلاق النيران على المتظاهرين المعارضين مساء اليوم، ووقوع إصابات ل135 شخصا وإصابتهم بطلقات حية وخرطوش وإصابة الذعر والرعب في نفوس المواطنين العزل.