جاء تأكيد رئيس حزب "النور" يونس مخيون، على عدم التحالف مع جماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليعيد الخلاف بين "الإخوان" و"السلفيون"، فالتياران وإن كانا ينتمين للإسلام السياسى، إلا أنهما ظلا لعشرات السنوات على خلاف فى الفكر والمنهج، ولم يجمعهما إلا لعبة المصالح بعد ثورة 25 يناير، وأعلنا توحدهما فى وجه التيارات الليبرالية، ولكن حينما تعارضت المصالح عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل الثورة. وفى هذا الصدد، يقول على بكر الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية: إن الجماعة استغلت جهل السلفيين بالسياسة وأعطتهم وعودا سخية حول الحقائب الوزارية، وحينما جاء وقت التنفيذ تنكرت لهم ولم يمنعها أن كلا الفريقين ينتمى للتيار الإسلامى، ويبدو أن السلفيين استوعبوا الدرس مؤخرا. وأوضح "بكر" أن الجماعة تتعامل بفرض سياسة الأمر الواقع على كل التيارات السياسية، لذا فهى تدفع ثمن ذلك بعد رفض السلفيين التحالف معها، خاصة فى ظل تدنى شعبيتها. واعتبر باسل عادل البرلمانى السابق أن رفض السلفيين التحالف مع الإخوان خسارة فادحة للجماعة، موضحا أن الإخوان بخسارتهم الحليف الاستراتيجى لهم وهو حزب "النور" السلفى لن يستطيعوا الاستحواذ على البرلمان مرة أخرى. وأكد "عادل" أن أى تعاون بين القوى الليبرالية وحزب "النور" السلفى سيكون له تأثيره على إعادة تمثيل القوى السياسية فى البرلمان وحتى فى الحكومة المقبلة. واعتبر عبدالغفار شكر وكيل مؤسسى حزب "التحالف الشعبى الاشتراكى" أن خسارة الإخوان لحزب "النور" سيؤثر على شعبية الجماعة وتواجدها فى الشارع وسيضعف من نفوذ الجماعة. أما الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، فأكد أن حزب "النور" اختار الموقف الذى يحقق مصالحه ورؤيته، موضحا أن هذا الموقف سيكون له آثاره السلبية والإيجابية على جماعة الإخوان المسلمين وقال: الإيجابية تتمثل فى تحمل حزب "الحرية والعدالة" وحده المسئولية واعتماده على نفسه، هذا إلى جانب أن ذلك قد يقربه لعقد تحالفات مع تيارات ليبرالية أخرى، والأثر السلبى يتمثل فى خسارة الإخوان أغلبية البرلمان، وقد يستطيع حزب "النور" عرقلة بعض القرارات نتيجة لتمثيلهم فى البرلمان، وتزداد الخطورة على الجماعة إذا تحالف مع باقى القوى ضد الحرية والعدالة.