الإخوان المسلمون، يرون أن الجماعات السلفية، ورطت تيارات الإسلام السياسى كلها، فى قضايا سياسية، هم فى غنى عنها، من خلال تبنيهم رؤى خاصة بقضايا الشريعة الإسلامية، وعلاقة الدولة بالخارج سواء بإسرائيل أو أمريكا. ولم يعد خافيا على أحد أن الإخوان، المشهورين بالمراوغة والدهاء، يريدون عدم خسارة كتلة «برلمانية» سلفية، قد تكون عونا لهم تحت قبة مجلس الشعب، من خلال تبنى قضايا قد يحتاجون فيها إلى مؤازرة «متشددة» من جانب نواب حزب النور، فى مواجهة القوى الليبرالية واليسارية. لذلك، فالإخوان يرجئون إعلان موقفهم الرسمى، من التحالف، سواء مع القوى السلفية أو الليبرالية واليسارية، حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا. بعض المراقبين يرون أن نواب الإخوان فى البرلمان، سيتخذون من نواب «النور»، واجهة لتمرير القوانين التى تخص الشريعة الإسلامية، تحت قبة البرلمان، كى لا يتم توجيه أسهم النقد إليهم. أما أعضاء «النور»، فيرفضون أن تعاملهم القوى السياسية، على أنهم مجموعة «ناقصة العقل»، مؤكدين أن الحزب له كيانه المستقل، الذى يستمد قراراته من قواعده الشعبية، التى تتخذ من القرارات ما يتوافق ومصلحة الحزب السياسية، النابعة من أيديولوجيته الدينية. القيادى الإخوانى، والعضو «المحتمَل» فى البرلمان، حلمى الجزار، قال ل«التحرير» إن الحديث عن تحالفات سياسية «منتظَرة»، أمر سابق لأوانه، خصوصا أن البرلمان لم يتشكل بعد، ولم تظهر ملامحه النهائية إلى الآن. مشيرا إلى أن حزب «الحرية والعدالة» لن يعترض على أى تحالف داخل البرلمان سواء مع الإسلاميين أو مع الليبراليين، ما دام يرفع مصلحة مصر فوق أى اعتبار، وأن جميع نواب البرلمان، مدعوون إلى تنحية الانتماءات السياسية، وإعلاء مصلحة مصر فوق الجميع، لعبور المرحلة الانتقالية الحالية، التى تمر بها مصر بأمان. أمين حزب النور فى الجيزة، هشام أبو النصر، يرى أن التحالف مع الكيانات السياسية فى مجلس العشب، هو أمر تحدده قواعد الحزب وهيئته التأسيسية. مشيرا إلى أن حزب النور لن يطالب بتطبيق الشريعة فى البرلمان بشكل «كلى»، ولكن بالتدريج. «سوف نطلب تغيير القوانين الظالمة التى تصطدم والشريعة بشكل واضح»، أضاف أبو النصر. ولم ينكر القيادى السلفى قلة خبرة الحزب على المستوى السياسى، مشيرا إلى أن الحزب فى سباق لفهم طبيعة الحياة السياسية المصرية، وتحديد الأفضل، فى ما يتعلق بالقضايا المختلفة، ولذا لن يتم اتخاذ موقف نهائى بالدخول فى تحالفات مع الإخوان، إلا بعد دراسة الأمر بشكل جيد. وحول تحالف الإخوان والليبراليين، قال أبو النصر إن الإخوان رفضوا التحالف مع «النور»، مشيرا إلى أن «الأمر غير محزن، لأن حزب النور يؤمن بضرورة تمثيل جميع الأطياف داخل البرلمان، وللجميع الحق فى إبرام التحالفات التى يرتضيها لمصالحه الحزبية والسياسية».