ستة عشر جنديا من أبناء القوات المسلحة قتلوا بنيران الغدر فى رفح، أثناء تناولهم إفطارهم فى رمضان الماضى، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاستشهادهم، فهناك من لا يريد إظهار الحقيقة، بل يتعمد إخفاءها، من الإخوان ومن شايعهم، وما زالت النيران تغلى فى صدور ذويهم، حزنا على فراقهم، وطلبا للثأر. والدة شهيد رفح أحمد محمد عبد النبى لا تصدق حتى الآن استشهاد ابنها، كل يوم تتصل به على هاتفه المحمول المغلق دائما، لعل معجزة تحدث، بل تنتظر قدومه لتتمم إجراءات خطوبته فى شهر رمضان، لتزوجه عروسه التى حلم بها فى عيد الفطر. كل هذا يحدث مع أن جثمان الشهيد وصلها ملفوفا فى علم مصر، بعد جريمة اغتياله، وتعرف مكان مقبرته، لكن قلب الأم ينزف دما وألما، إنها "نادية" أم الشهيد، تقول: تتجدد الأحزان كل يوم مع اقتراب اليوم الذى استشهد فيه ابنى، ويحترق قلبى لأنى لم أستطع الثأر له. دموعها لا تزال ساخنة، حفرت على وجهها خطين أسودين، تقول: كنت أنتظر عودة ابنى من الجيش ليقضى إجازته معى، وعلمت بنبأ استشهاده من التليفزيون، وخرجت إلى الشارع أصرخ بكل ما أوتيت من قوة "ولدى فين.. ولدى فين يا خلق.. قتلوه بالغدر"، وحينما أحضروا جثمانه ملفوفا بعلم مصر، فقد أمسكت النار فى قلبى، ورفعت يدى إلى الله باكية" الصبر من عندك يا رب.. الصبر من عندك يا رب". وتختتم أم الشهيد حديثها بقولها: أطالب الجيش بالثأر لدم ابنى، وأطالب كل ضابط وجندى بالقوات المسلحة بالثأر لابنى، ودمه فى رقابكم جميعا.