فى هذه الأيام.. قد تدفع المجتمعات الشرقية بالمرأة لاعتبارها سلعة، والنظر إليها كسلعة متوفرة بالأسواق بغزارة، بمختلف أنواعها وأشكالها، وبرغم ذلك كسدت تجارتها ولم تعد تجارة رابحة.. ولا أعلم، ما سبب هذا الكساد؟ ، أهو لتوافراها فأصبحت عرضا مستمرا فى الشوارع والطرقات، ولم تعد سلعة نادرة يتصارع الكثير للحصول عليها واقتنائها ؟. أم أنه لعدم توافر من يقدر على ثمنها فى ظل أزمة اقتصادية أدت إلى انخفاض أسهمها فى بورصة الحياة ؟. وأيا كان السبب هذا أو ذاك أو غيرها من الأسباب فتتعدد الأسباب والنتيجة واحدة.." سلعة كسدت تجارتها.. ولابد من التسويق لها لتنجو بأقل الخسائر". فقد نجد بعضهن يبادرن بالبحث عن طريقة ليتعلمن"من أين تُؤكل الكتف" فإذا راج سوق الفكر والثقافة قرأت بعض الكتب وبضعا من المقالات وتحلت برجاحة العقل، أى إن كان ذلك ظاهريا أم باطنياً، لتحظى بفرص أكبر فى الحصول على مقتنيها !!. وإذا عمت مظاهر التدين والالتزم بمجتمع.. لبست عباءة الدين وإعلاء كلمة الله.. فتحرص على ارتياد المساجد وحضور ندواتها الدينية فهى ساحة أخرى للعرض والإعلان عن نفسها. أما إذا ارتفعت أسهم تيار حقوق المرأة والمساوة والشخصية المستقلة كانت أول من تنادى بالمساواة وتنعى حقوق المرأة المسلوبة.. رغم كونها فى الحقيقة لا تعى بأى حقوق تطالب وأى حقوق سُلبت !!. بينما إذا كانت الغلبة للجمال والوجه الحسن اتخذت من مفاتنها وأنوثتها معلنا عنها!!. فتصبح أولى اهتماماتها القياسات المثالية لخصرها والألوان الأكثر إغراءا لطلاء أظافرها وشفتيها ! وغيرها الكثير من الطرق، التى لم أعد أعلم مدى مشروعيتها، قد تلجأ إليها المرأة إذا شعرت بأنها أصبحت مقطوعة موسيقية من زمن الفن الجميل فى زمن أضحت فيه الموسيقى ترفا لا يصبو إليه، عن عجز لا عن ترفع ، كثير من معاشر الرجال . نهاية.. معذرة إذا تم تشبيه المرأة بسلعة فى متجر كبير نعيش فيه، لم أقصد قط التقليل من قيمة المرأة، فقد كانت محاولة لتجسيد واقع نخشى الوقوع فيه، وقبل أن تصبح ظاهرة وتستوطن بمجتمعاتنا يتوجب علينا السؤال الآن.. إذا أصبحت المرأة سلعة فى نظر الكثير.. فهل تخضع لتلك النظرة وتسوق لنفسها ؟!.