تعيين "الخياط" محافظًا للأقصر يهدد السياحة في مصر.. 9% تراجعًا في حركة الإشغالات السياحية.. شركات عالمية تمنع أفواجها من مصر.. الشركات الإنجليزية: تعيين المحافظ الجديد يفتح جروحًا

قال مسئولون في وزارة السياحة، إن دولًا وشركات عالمية، أبدت قلقًا من تعيين قيادي بالجماعة الإسلامية على رأس محافظة الأقصر السياحية جنوب البلاد، بينما أشار عاملون في القطاع إلى تراجع نسبة الإشغالات الفندقية بالمحافظة خلال الأيام الماضية.
وقال مسئول بارز في الهيئة العامة للتنشيط السياحي، إن مكتب السياحة في السفارة المصرية، بالعاصمة اليابانية طوكيو، تلقى خطابا أمس الأربعاء من المسئولين اليابانيين أبدوا قلقهم من تعيين المحافظ.
وأثار إعلان تعيين عادل أسعد الخياط محافظًا للأقصر قبل أيام اعتراضات العاملين بالقطاع السياحي في مصر، ونظم العشرات من النشطاء المعارضين وقفة احتجاجية أمام مقر المحافظة يوم الاثنين الماضي، اعتراضًا على التعيين، الذي جاء ضمن حركة تغييرات للمحافظين شملت 17 محافظة من بين 27.
وسبق اعتقال الخياط في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، على خلفية انتمائه للجماعة الإسلامية، التي نسب إليها مسئولية مقتل 58 سائحا في معبد "حتشبسوت" بالبر الغربي بالأقصر عام 1997.
وقال مسئول في شركة "ترافكو" للسياحة، إحدى كبريات الشركات العاملة في قطاع السياحة، والتي جذبت نحو مليون سائح من أسواق مختلفة بأوربا العام الماضي 2012: إن الشركة تلقت استفسارًا من شركة "توى" الإنجليزية تستفسر عن تأثير تعيين محافظ الأقصر الجديد في الوضع السياحي في المحافظة الجنوبية.
ويخشى العاملون بالسياحة في الأقصر من أن يتسبب تعيين الخياط في عزوف المزيد من السائحين عن القدوم إلى المدينة التي تعاني من آثار انفلات أمني واضطراب سياسي في مصر منذ ثورة يناير 2011.
وقال إلهامي الزيات، رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية إنه تلقى خطابا من فيليب بريكنر المدير التجاري لشركة "ديسكفر"، أحد أهم الشركات الإنجليزية العاملة في مصر تشير فيه إلى أن تعيين المحافظ الجديد "محزن" لدى منظمي الرحلات في المملكة المتحدة.
وقال خطاب الشركة البريطانية: "تعيين المحافظ الجديد يفتح جروحًا عميقة لكثير من العائلات الثكلى في 1997".. ووفقا لإحصائيات صادرة عن وزارة السياحة، حقق البريطانيون الوافدين لمصر خلال الربع الأول من العام الجاري إيرادات بنحو241 مليون دولار، بنمو18.1% عن نفس الفترة من 2012 والتي حققوا فيها 204.8 ملايين دولار.
وبلغ عدد الوافدين البريطانيين لمصر خلال الربع الأول من العام الجاري 269 ألف سائح، مقارنة بنحو 263 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي بنمو 2.2%.
وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية: "إلغاء تسويق مصر في برامج منظمي الرحلات بالأسواق المصدرة للسياحة، لن يكون مفاجئًا.. المؤشرات تؤكد تخوف الشركات الأجنبية مما يحدث".
واستنكر محافظ الأقصر الجديد، الربط بين قتل السائحين ال 58 في 1997 والجماعة الإسلامية، وقال: "الجماعة بريئة من تلك المذبحة ومن قام بها مجموعات كانت تعيش في الجبال وعندما ضاق الخناق عليها من السلطات قامت بهذا العمل"، بينما أبدى حرصه على دعم السياحة وتنشيطها.
لكن الزيات قال: "تصريحات الخياط لن تخفض التداعيات السلبية التي صنعها قرار تعيينه، فضلا عن أنه لا يمتلك خبرة في التعامل مع الخارج"، وأشار إلى أن هذا القرار أدى إلى تراجع حركة الإشغالات السياحية بالأقصر إلى 9%، كما أعلن بعض منظمي الرحلات تأجيل وإلغاء الحجوزات التي كانت متوقعة أن تزور الأقصر، وهو ما يجعل الموسم الشتوي مهددًا.
ويعقد الاتحاد المصري للغرف السياحية، جمعية طارئة "الأربعاء" المقبل لاتخاذ قرار حيال تعيين المحافظ الجديد.. ونظم العشرات من ائتلاف العاملين بالسياحة، اليوم "الخميس"، وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة السياحة في حي العباسية بالعاصمة المصرية القاهرة، لرفض تعيين المحافظ الجديد.
وقال إيهاب موسى، منسق عام الائتلاف: "كيف يسوق للسياحة محافظ ينتمى لجماعة ترفض السياحة على مدى تاريخها"، وتسعى مصر بشكل كبير إلى تنشيط معدلات السياحة، التي توفر نحو 20% من العملة الصعبة سنويًا، ويعانى القطاع من تراجع عدد الوافدين إلى مصر منذ اندلاع ثورة يناير 2010، حيث بلغ عدد السياح خلال العام الماضي 11.5 مليون سائح، مقابل 14.7 مليون في 2010.
وأشار عاملون في القطاع السياحي، إلى أن هناك تراجعًا في معدلات الإشغال الفندقي في الأقصر، كما أشار مسئولون عن حركة الطيران إلى أن حركة الوصول والمغادرة تسير بشكل طبيعي.
وقال أسامة العشري، وكيل أول وزارة السياحة الفنادق والقرى السياحية، إن حجم الإشغالات حاليًا في الأقصر تبلغ 15%، مقابل ما يتراوح بين 20 و25% الأسبوع الماضي، وأضاف: "نتوقع انخفاض معدلات الإشغال إلى 10% مع بداية الأسبوع المقبل"، وقال إن الأسواق الإنجليزية واليابانية والفرنسية من أبرز الأسواق المصدرة للسياحة إلى الأقصر.
بدوره، قال عادل عبدالرازق، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن بعض الشركات قامت بتأجيل الرحلات السياحية التي كان من المتوقع حضورها للأقصر وأسوان، مما يجعل الموسم الشتوي مهددًا، وفي هذه الأثناء، قالت "الجماعة الإسلامية" بمصر إنها مستعدة لسحب عادل الخياط محافظ الأقصر الجديد، "إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك".
وقال صفوت عبدالغني، رئيس الكتلة البرلمانية لحزب "البناء والتنمية" الذي أسسته الجماعة الإسلامية بعد ثورة يناير، في مؤتمر صحفي للحزب أمس الأربعاء: "تقدمنا بعدد من المرشحين لحركة المحافظين الأخيرة، كان على رأسهم الخياط الذي تم اختياره محافظًا للأقصر، لكننا لم نحدد محافظات أو أماكن بعينها، ولم نقدمه للأقصر على وجه الخصوص".
وتقدم هشام زعزوع، وزير السياحة المصري باستقالته، إثر تعيين الخياط محافظا للأقصر، بينما قالت المتحدثة باسم وزارة السياحة رشا عزايزي، في تصريح للأناضول أمس، إن زعزوع "مصمم" على الاستقالة، اعتراضًا على آثار ومخاطر تعيين الخياط على السياحة.
وقالت مصادر بارزة في وزارة السياحة المصرية، إن هناك ضغوطًا كبيرة يمارسها الاتحاد المصري للغرف السياحية على الوزير لتكثيف الضغط لإلغاء تعيين المحافظ الذي ينتمى للجماعة الإسلامية.