فوز المرشح المعتدل حسن روحاني، بالانتخابات الإيرانية، يعد أملا جديدا للمنطقة لكونه داهية سياسية ولديه العديد من الرؤى السياسية الأكثر اعتدالًا، واتذكر عندما كنا في اجتماع 21 أكتوبر 2003 عندما تحدثنا عن الملف النووي الإيراني واجتمعنا أنا ونظرائي الفرنسيين والألمانيين، دومينيك دو فيلبان، يوشكا فيتشر، وروحاني، ورأينا الرؤية المعتدلة لروحاني. وفي خلال مؤتمر كبير في جنوبطهران، قال روحاني لي ولوزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان ونظيره الألماني فيتشر إنه قد حان الوقت للذهاب لزيارة الرئيس، فور التوصل إلى اتفاق في صباح ذلك اليوم، أننا سنذهب لرؤية الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي، وأتذكر حينها أنني قلت له ليس هناك أي داع لرؤيته، وقال فيتشر حينها إن الطائرات بانتظارنا في المطار وهي وجهتنا، وأظهر روحاني مرونة مثيرة للإعجاب، بعد جولة من المفاوضات الصعبة، حصلنا على صفقة: إعلان طهران. عمل روحاني في ذلك الوقت كأمين للمجلس القومي الإيراني، وكان في قلب السياسة الخارجية الإيرانية خلال فترة خاتمي لمدة ثماني سنوات ما بين عامي 1997 و2005، وفي خلال فترة 1980 و1988 التقيت به عدت مرات خلال رحلاتي الخمس إلى طهران. ويجب ألا نأمل أن يظهر روحاني على النقيض من الرئيس المنتهي ولايته محمود أحمدي نجاد، فروحاني شخصية مهذبة مبتسمة وبطبيعة الحال شخصية محترمة بها بعض الغموض. خبر انتخاب روحاني يمكن اعتباره أفضل الأنباء التي سمعت في المنطقة منذ سنوات عديدة لمستقبل المنطقة ولإيران ولاقتصادها ولمشكلة الملف النووي، إضافة إلى سوريا والعراق وإسرائيل وفلسطين. ومن يفترض هناك أن انتخاب روحاني لن يغير شيئا، ويتهم روحاني بأنه يلبس ثيابًا أكثر أناقة من سلفه محمود أحمدي نجاد، وذلك بحسب ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فأقول له إن هناك أيضًا من يفترض أن كل شيء سيتغير بانتخاب روحاني وبشكل سريع، ولكن على حكومتنا العمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، إلا أن هذا الأمر لن يتحقق إلا في أغسطس المقبل عندما يتولي روحاني مقاليد السلطة رسميًا، فيجب على روحاني التفاوض مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية والحرس الثوري وأن يتوصل معهم لاتفاق قبل أن يتناقش مع الغرب.