قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية إن أمريكا سقطت في الصراع الإسلامى السنى الشيعى المشتعل في الشرق الأوسط. وأكدت الصحيفة أن قرار واشنطن بتسليح المتمردين في سوريا من المسلمين السنة أقحمها في النضال الذي تعانى منه حاليا الثورات العربية التي أطاحت بالأنظمة الديكتاتورية في مختلف أنحاء المنطقة؛ ويبدو أن الرئيس الامريكى باراك اوباما يكرر خطأ سلفه جورج بوش الذي احتل العراق إثر مزاعم كاذبة عن وجود أسلحة دمار شامل هناك. وأضافت الصحيفة إنه للمرة الأولى، يصبح كل من أصدقاء أمريكا في المنطقة من المسلمين السنة وجميع أعداءها من الشيعة؛ مشيرة إلى أن الرئيس "باراك أوباما" كسر كل القواعد السابقة من فك الارتباط، والآن تشارك الولاياتالمتحدة بشكل كامل على جانب الجماعات المسلحة والتي تشمل الحركات الإسلامية السنية الأكثر تطرفا في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أنه في السنوات المقبلة، سيسأل المؤرخون:" كيف أن أمريكا - بعد هزيمتها في العراق وانسحابها المهين من أفغانستان المقرر عام 2014 – تعود مرة أخرى لتلقى بنفسها في صراع إسلامي كبير وقديم يعود إلى القرن السابع بعد وفاة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام). ويضم تحالف أمريكا حاليا أغنى دول الخليج العربي، والمناطق السنية الواسعة بين مصر والمغرب، وكذلك تركيا والنظام الملكي الهش التي تم إنشاؤه بمعرفة بريطانيا في الأردن؛ وفى ظل التوتر الأخير ووجود أكثر من 3 آلاف عسكري امريكى في الاردن بالإضافة إلى طائرات اف 16 وصواريخ باتريوت، فأن الحرب السورية يمكن أن تتخذ أبعادا جديدة وتصل إلى مناطق جديدة وتعتبر الأردن التي تشهد اضطرابات بين الحين والاخر أكثر المناطق المهددة من الحرب السورية. وأشارتلا إلى أنه الآن أصبح الحلف المعادى لأمريكا يشمل حزب الله اللبناني، والنظام الشيعي العلوي في دمشق، وبطبيعة الحال، إيران والعراق، وهي دولة ذات غالبية شيعية، وهى التي حررتها أمريكا من الأقلية السنية بقيادة "صدام حسين" أملا في تحقيق التوازن بين القوة الشيعية لإيران. ورأت الصحيفة أن حجة واشنطن في مغامرتها الجديدة المتوقعة في الشرق الأوسط، أنه يجب تسليح أعداء الأسد لأن نظام دمشق استخدم غاز السارين ضدهم، لم تقنع أحدا في الشرق الأوسط؛ فالبرهان النهائي من استخدام الغاز من قبل أي من الجانبين في سوريا لا يزال غامضا تقريبا. وقالت الصحيفة أن الأسلحة الامريكية المتطورة التي تسعى واشنطن لإرسالها إلى المعارضة السنية في سوريا، سينتهى بها المطاف في أيدى جبهة النصرة وتنظيم القاعدة، الذي يرتكب الفظائع في الحرب، حيث تم قتل صبى مؤخرا أمام اهله لاتهامه بالتجديف. وختمت الصحيفة بأنه من الآن فصاعدا، كل تفجير ارهابى في دمشق، سيتم تحميل واشنطن مسئوليته، وكل جريمة من جرائم الحرب التي يرتكبها المتمردون، الإسلاميون السنة والوهابيون المتهمون بقتل الآلاف من الأميركيين في احداث 11 سبتمبر2001 في نيويورك، والذين هم أكبر أعداء أمريكا وكذلك روسيا، ستتحمل تبعاته أمريكا.