لم تظهر فكرة الجمهورية في مصر فجأة بعد ثورة 23 يوليو 1952 ولم تولد من فراغ يوم أعلنت في 18 يونيو 1953، فهذه الفكرة بدأت عندما قامت الثورة العرابية حين دار نقاش بين العرابيين حول أفضل أساليب الحكم وظهر أن النظام الجمهوري هو الأفضل وفشلت الفكرة بهزيمة الثورة العرابية. بعد قيام ثورة 1919 اعتقد الملك فؤاد أن سعد زغلول يريد استبدال الملكية في مصر بالجمهورية فتمسك هو ومن بعده ابنه فاروق بالملكية والسيطرة حتي حدث انقسام بين الرأي والشعب وتعاطفت الأحزاب مع فريق ضد آخر. وجاءت حركة الجيش يوم 23 يوليو 1952 تعلن ضرورة تنازل الملك عن العرش واستجاب الملك فاروق للإنذار وصدر أمر ملكي رقم 65 لسنة 1952 يعلن التنازل عن العرش لابنه ولي العهد الأمير أحمد فؤاد.. وواجهت قضية الوصاية قادة الثورة واستقر الرأي على نظام مؤقت للوصايا يؤلف من ثلاثة أعضاء يتولون بعد حلف اليمين أمام مجلس الوزراء سلطة الملك مكونة من الأمير محمد عبدالمنعم وبهي الدين بركات باشا والقائم مقام رشاد مهنا. هنا ناشد د. طه حسين رجال الثورة إعلان الجمهورية للتخلص من نفاق الملوك وأن المستقبل أصبح للنظام الجمهوري. وشارك إحسان عبدالقدوس في الدعوة إلى إعلان النظام الجمهوري وحق الشعب في اختيار الحاكم. وتؤكد الأحداث أن قادة يوليو تريثوا في الأمر ترقبا لتطورات الموقف حتي تستقر لهم الأمور. وفي 17 يونيو 1953 أعلن عبدالناصر في حديث لصحيفة الأهرام عن رأيه في النظام الملكي بأنه قد تآكل وانتهي بعد أن أتي سوس الفساد والخيانة على عرشه ولن تقوم لهذا النظام قائمة ثانية وأن الجمهورية آتية لا ريب فيها. في 18 يونيو 1953 تم إعلان خلع الملك أحمد فؤاد الثاني وإسقاط أسرة محمد على وقيام النظام الجمهوري وتولي اللواء محمد نجيب رئاسة الجمهورية.