"برناردينيو ليون" المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط: الواقع في مصر معقد ويحمل تحدياتٍ عدة.. والسيناريو الوحيد المقبول ليوم 30 يونيو أن يتم التعبير عن الرأي بشكل سلمي

أكد برناردينيو ليون المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط، تعليقا على رؤيته للسيناريوهات المحتملة ل30 يونيو الجارى، أن السيناريو الوحيد المقبول والمنطقى في أي نظام ديمقراطي هو أن يتم التعبير عن الرأى والمبادرات بشكل سلمي وديمقراطي.
وقال ليون، في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الخميس، على هامش زيارته لمصر، "إن الاتحاد الأوربي سبق وأن ذكر أن الحوار هو الطريق الوحيد، مؤكدا أنه يشجع دائما الأحزاب السياسية والرئيس والحكومة المصرية على الوصول إلى اتفاق من خلال الحوار.. فالواقع في مصر معقد ويحمل تحديات عدة".
وشدد على أنه يمكن فقط بالحوار ومساندة الجميع في الداخل والخارج أن يتم التغلب على تلك التحديات، أما السيناريو الآخر كسيناريو العنف والتصعيد فسيؤدى إلى آثار سلبية جدا ولن يؤدى إلى أي شيء مفيد، معربا عن أمله في أن يتحلى الجميع بروح المسئولية ويكونوا على قدر هذه المسئولية التاريخية.
وحول هدف زيارته لمصر في التوقيت الحالى، أشار ليون إلى أنه حريص على استمرار الاتصالات مع القوى السياسية والناشطين السياسيين لأن المرحلة الانتقالية في مصر مهمة جدا للاتحاد الأوربي في الإطار الإقليمى، موضحا أنه يزور مصر بشكل دوري كجزء من مهمته كما أن زيارته تأتى في إطار التحضير لزيارة كاترين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي لمصر الأسبوع القادم.
وكان ليون قد اجتمع خلال زيارته لمصر مع عمرو موسى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وأحد قادة جبهة الإنقاذ، كما التقى بالدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الاجتماعي الديمقراطي، وأحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار، وعمرو سليمان عضو الحزب، والتقى أيضا مع مسئولين بوزارة الخارجية وعدد من المسئولين المصريين.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الاتحاد الأوربي مستعدا للاعتراف بخطوة تعيين مجلس رئاسى جديد إذا ما أصرت أحزاب المعارضة المصرية على ذلك، قال برناردينيو ليون المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط "أعتقد أنه يوجد حاليا دستور في مصر، وتم الاتفاق على الإطار المؤسسى الدستوري الذي لابد من احترامه في المراحل الانتقالية، مؤكدا أنه لابد من احترام الدستور، وما سيقرره المصريون في إطار الدستور".
ولفت إلى أن ما يمكن قبوله من الجميع في مصر هو الأمر المهم الذي سيؤخذ في الحسبان أوربيا، مشددا على أنه من المهم أن يظل الحوار موجودا بين الجميع، وأن يكون هناك توافق في الرأي وشمولية للحوار لكل الأطراف، وأن يتم التوصل إلى اتفاقيات، موضحا أن ما سيتفق عليه الأطراف فإنه بالتأكيد سيحصل على المساندة الدولية.
وحول عدم قدرة الاتحاد الأوربي حتى الآن على إيجاد المعادلة التي تجمع العلمانيين والإسلاميين في إطار نظام ديمقراطي، قال ليون "إن الأمور كانت ستكون أسهل لو كان الاتحاد الأوربي هو المخول بإعطاء المعادلة، ولكن الأمر لا يعود للاتحاد الأوربي بل يعود للمجتمعات والنظم السياسية في الدول الأخرى التي عليها أن تتغلب على الانقسام والاستقطاب".
وأضاف أننا فقط نواكب ونتابع العملية.. ولقد حقق التونسيون تقدما كبيرا في الحوار القومى مما يثبت أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بين الليبراليين والإسلاميين، معربا عن ثقته في أن ذلك ممكن حدوثه في مصر.
ولفت ليون إلى أنه على اتصال مستمر مع الليبراليين والإسلاميين في مصر وحتى السلفيين، وأنه مقتنع أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق، مؤكدا أن الأمر ليس صعبا وإلا فإن هناك مستوى عاليا من عدم الثقة، فالعديد من المعارضة يعتقدون أن الحكومة تريد إدارة البلد والعديد من أفراد الحكومة يعتقدون أن المعارضة تنتظر انهيار الحكومة، مؤكدا أن هذا قد يكون صحيحا في بعض الحالات لكن أكثر الناس في الجانبين عقلاء ويستطيعون التوصل إلى اتفاق.
وأشار إلى أنه لو كانت هناك إدارة جيدة لبناء الثقة ووجود مقترحات صحيحة على المائدة فلابد من الاستمرار في المحاولة لأن الواقع لن يتغير وستكون هناك مرحلة انتقالية صعبة وأوضاع اقتصادية أصعب، ولا أحد يستطيع التعامل مع هذا الوضع إلا لو حصل على دعم كبير من المجتمع، بل لابد من الحصول على مساندة وتوافق كامل في الرأي من الأحزاب السياسية في مصر.
وأعرب برناردينيو ليون المبعوث الخاص للاتحاد الأوربي لدول جنوب المتوسط عن اعتقاده بأن التحديات كبيرة أمام مصر ويجب مواجهتها فقط من خلال التوافق في الرؤى وشمولية القرار لكل الأطراف، حيث إن البدائل غير الديمقراطية ستؤدى لعزل مصر ومنع الاستثمارات والسياحة ومعارضة المجتمع الدولى، مشددا على ضرورة إيجاد معادلة للعمل معا من خلال الحوار واحترام الدستور، الذي يمكن إجراء تعديلات عليه من خلال أسلوب ديمقراطي.
وردا على سؤال حول ما إذا كان عدم رضاء الاتحاد الأوربي عن سياسات الرئيس الدكتور محمد مرسى وحكومته هو السبب وراء تأخر وصول الوعود بالمساعدات الأوربية المتعهد بها بقيمة تناهز 5 مليارات يورو، قال ليون "إن الخمسة مليارات ونصف مليار يورو التي تم الوعد بها ليست أموالا في صندوق يتم فتحه فالأمور لا تسير هكذا".
وأضاف أن بعض هذه الأموال 700 مليار يورو مرتبطة بقرض صندوق النقد الدولى لمصر، حيث كان هناك أمل كبير في نوفمبر الماضى عندما تم تقديم الوعود بالتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولى بشكل سريع، إلا أن الوضع اليوم مختلف ولابد من التعامل معه، معربا عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصندوق لأن ذلك سيكون أمرا إيجابيا لمصر.
وأوضح ليون أن جزءا من الأموال التي تم الوعد بها 500 مليون يورو، تأتى في صورة برامج، ولابد من التفاوض حولها طبقا لمعايير الاتحاد الأوربي مثل أية دولة أخرى، كما أن هناك تفاوضا جاريا للاتفاق حولها حاليا، وعندما نصل إلى رؤية واضحة حول هذه البرامج فسيتم إقرارها، لافتا إلى أن الأمور لم تكن سهلة خلال الفترة الماضية حيث تم تغيير الحكومة في مصر.
وأعرب عن أمله في أن يتم إقرار الاتفاق والبدء فيه قريبا، مشيرا إلى أن جزءا من الأموال سيأتى من بنك الاستثمار الأوربي وبنك التنمية وإعادة البناء الأوربي، موضحا أن معظمها مشاريع متصلة بالبنية الأساسية، مشيرا إلى أن التغير الذي تم في المجموعة الاقتصادية في الحكومة المصرية أرجأ الاتفاق.
وأكد ليون أن تلك المشاريع والبرامج موجهة لمصر وللمصريين وليست موجهة لحزب سياسي أو للرئيس أو للحكومة بل لكل المصريين.