سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القافلة الدعوية الأولي للأزهر تنطلق من السويس.. قزامل: قيمة الفرد في إنتاجه.. الأزهري: جئنا إليكم لنجمع بين قوة العلم والإنتاج.. ومهنا يعلن انطلاق البث التجريبي لقناة الأزهر في رمضان
شهدت مدينة السويس، اليوم الاثنين، أولى فعاليات انطلاق القافلة الدعوية الأزهرية الأولى من خلال 5 محاضرات فى توقيت واحد تحت شعار "عناية الإسلام بالقيم والأخلاق"، حيث أكد الدكتور سيف قزامل، عميد كلية أصول الدين بطنطا فى الندوة الأولى بالحديد والصلب بالسويس، أن العمل والإنتاج مطلب وأمر إسلامى، لا غنى عنه فى مختلف الظروف. وأكد خلال المحاضرة التى ألقاها فى مسجد شركة السويس للحديد ضمن قافلة الأزهر الدعوية أن الشرع أمر بأنه إذا اختفى عمال مهنة معينة، يجب على ولى الأمر أن يأمر بتدريب فئة معينة لدعم ذلك التخصص، فقيمة الفرد فى إنتاجه، وهو ما يأمرنا به الإسلام، ويحثنا عليه. وأضاف أن الإسلام دين ودولة، الإسلام فى كل مكان، فى الشارع والمصنع والبيت، فالتعامل بالحسنى ومبادئ الإسلام، مطلوب فى كل مناحى ومجالات الحياة، فالبعض ينسى فى غمرة الحياة، أنه خلق ليعبد الله، بل فى الصلاة نفسها، يحاول الشيطان جرنا إلى الدنيا ومشاغلها، فنتذكر فى الصلاة ما ننساه فى حياتنا العامة. وتناول قزامل الإعجاز العلمى فى القرآن فى بعض من آيات القرآن الكريم، لافتا إلى أن القرآن هو المرجع الأساسى فى كل مناحى الحياة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالرسول صلى لله عليه وسلم، عندما ذهب للمدينة نظم الأمور وفقا للشريعة والقرآن الكريم، فالقرآن دستور هذه الأمة، فالمولى عز وجل وضع لنا التشريع والدستور الكامل الذى نسعد بأن نحيا فى داخله. من جهته تناول الدكتور أسامة الأزهرى، الأستاذ بجامعة الأزهر، ثلاثة أسئلة بالمحاضرة وهى من نحن؟ ومن أنتم؟ ولماذا جئنا؟ قائلا: نحن حصن العلم والدين والإسلام، وحملة مواريث النبوة، وتاريخ من العلم مقداره 1000 عام، أما أنتم فاهل الصناعة والإنتاج، وعظم الله من أهل الصناعة، فمنهم سيدنا داود الذى ألان الله له الحديد، وهناك سورة كاملة فى القرآن باسم الحديد. وأضاف: هناك نوعان من القوة مطلوبان فى الإسلام، الأولى ذكرت فى خواتيم سورة الكهف القوة البدنية التى تبنى وتنتج وتصنع، القوة المادية، فيما ذكر فى قصة ذى القرنين مع يأجوج ومأجوج: "آتونى زبر الحديد"، وهناك القوة المعرفية والتى تكلم عنها الله سبحانه وتعالى فى سورة مريم بقوله تعالى: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة"، وهما جناحى القوة الأساسيان فى أى مجتمع. فنحن من أخذنا الكتاب بقوة، وأنتم من أخذتم قوة الحديد، ونحن جئنا لنجمع القوتين، حتى تجتمع قوة الأزهر الشريف بقوة العمال المهرة، حتى نعيد بناء الوطن، جئنا لنملأ نفوسكم بالهمة، ويد الأزهر بيدكم، وقلبه معكم، فنحن جئنا حتى نؤكد أن أبناء الأزهر الشريف موجودون مع كل شرائح المجتمع المصرى، وفائدة المجلس أن ينفتح باب جديد للأمل، وتعود العلاقة بين الأزهر والشعب، ونعيد الأمل للجميع، فى وقت امتلأ بالإحباط. وقال الدكتور محمد مهنا، مسئول ملف الشئون الخارجية بالمكتب الفنى لشيخ الأزهر، خلال الندوة الثانية بالسويس لصناعات البترول: إن القيم الأخلاقية مقدمة على العلم، مشيرا إلى أن الرسول وضع أسسا بناء الدولة فى وقت قليل بعد هجرته للمدينة، ونجح فى أن يؤاخى بين المهاجرين والأنصار. وأضاف أن القيم هى أساس البناء والتنمية التى تصبغ السياسة والاقتصاد بصبغة الله التى يجب أن تسود وإلا انقلبت السياسة خرابا والاقتصاد دمارا على الأمم. وأكد الدكتور مهنا أن قناة الأزهر سوف تبث بثا تجريبيا فى رمضان، مشيرا إلى أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر يحرص على أن تولد القناة كبيرة، مضيفا أن منهج الأزهر هو ضمير الأمة. وتابع مهنا: إن مصر فى حالة عطش للمنهج الوسطى الأزهرى، مشددا على أن الأزهر بعيد عن السياسة، موضحا أن السياسة بالنسبة للأزهر هى العمل بكتاب الله وسنة رسوله، وهو خلاف السياسة الآن، وأن قوة الأزهر فى عدم انخراطه فى السياسة ولن تنحرف عيناه لحظة عن العلم. وأكد الدكتور رمضان عبد العزيز عطا الله، أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالمنوفية خلال الندوة الثالثة، أن الدين الإسلامى لم يترك كبيرة ولا صغيرة فى معاملاتنا الدينية والدنيوية إلا وذكرها وحضنا عليها من خلال آيات الله المحكمات. ووجه عطا الله كلمته للعمال بهيئة قناة السويس قائلا: إن الإخلاص والالتزام فى العمل جزء من تقوى الله تعالى لأنه طالما الإنسان يرعى ضميره والله فى كل شيء لأنك أيها العامل إن استطعت خداع صاحب العمل فلن تستطيع أبدا خداع رب صاحب العمل. من جانبه قال الدكتور عبد المنعم صبحى أبو شعيشع، أستاذ الدعوة ووكيل كلية أصول الدين بطنطا جامعة الأزهر، إنه لم يوجد باب اهتم به القرآن كما اهتم بالقيم والأخلاق فجعله شرطا من شروط دخول الجنة. وأضاف، أن من دلائل تأكيد الله تعالى على المؤمنين الالتزام بحسن الخلق والقيم أنه راقب الالتزام بها. وقال الدكتور على حسن، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، خلال الندوة الرابعة بمديرية الشباب والرياضة، إن القوافل الدعوية التى أطلقها الأزهر الشريف لتجوب محافظات الجمهورية، والتى بدأت بمحافظة السويس، تأتى ضمن الدور المنوط للأزهر للمشاركة فى بناء الفرد والأمة وأن هذا الدور يؤصل لقيم المجتمع ما يساهم فى رفع الهموم عن الأمة. وأضاف الدكتور حسن أن الأمة العربية والإسلامية تعانى مُر المعاناة من تراجع للقيم والأخلاق مما يتطلب منا جميعًا التكاتف الترابط من أجل الحفاظ على منظومة الأخلاق. وقال الدكتور سعيد عامر، أمين عام لجنة الفتوى ومدير عام الدعوة بالأزهر أن هناك ارتباط وثيق الصلة بين الرحمة والأخلاق، وأن الإسلام منظومة لا تتجزأ، وأن الغاية من العبادات هى تأصيل الأخلاق، موضحًا أن مشاكل المجتمع الاقتصادية والسياسية نتاج طبيعى لغياب الأخلاق. وأضاف عامر أن تقدم المجتمع وثباته بالحفاظ على منظومة الأخلاق، مشيرا إلى أن المجتمع يعانى من تفشى الفساد الأخلاقى مما يهدده، الأمر يتطلب منا جميعا المشاركة فى إصلاح الأخلاق والتكاتف للحفاظ على ثوابت المجتمع. وقال الدكتور محمد عبد العاطى رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر: إن المجتمع يعانى من فقدان الأمل فى الإصلاح، وهذا نتاج طبيعى لتصدع الأخلاق، فالأمة تعانى حالة من الضعف والوهن والفرقة جعلت أعداؤنا يتربصون بنا ويدبرون المكائد للفتك بنا. وأكد عبد العاطى، أنه بالرغم من تلك المؤامرات فإن الإسلام قادر على التصدى لكل المتربصين والأمر يتطلب نبذ الخلافات الداخلية وتغليب المصالح العليا والوحدة والوقوف خلف الأمة التى تستطيع أن يكون لها القيادة والريادة ولا تكون فى ذيل الأمم شرط الأخلاق. وقال الدكتور محمد مختار جمعة، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية ومسئول الدعوة والإعلام الدينى بالمكتب الفنى لشيخ الأزهر خلال الندوة الخامسة بشركة "النصر للبترول"، إنه على الرغم من المكاسب الكثيرة التى جنيناها من حرية الرأى والكلمة إلا أن انشغال الناس خاصة العلماء والدعاة بالجوانب السياسية أكثر من قضايا الدين وتحول أكثر القنوات التى تقوم بالتربية والأخلاق إلى الشق السياسى وحياة الناس العامة بعيدا عن حفظ القرآن والشئون الدينية أوجد فجوة أخلاقية كبيرة فى المجتمع. وأضاف فى ندوة عناية الإسلام بالقيم والأخلاق بشركة النصر ضمن القافلة الدعوية للأزهر أن المساجد قبل الثورة كانت أكثر امتلاءً من الآن وهو ما يجعلنا نتساءل ما الذى حدث؟ ونقف أمام أنفسنا، أمام مسئوليتنا الشرعية، ونبحث ونركز على الجانب الروحى والأخلاقى والتربوى فلو انفلتت منظومة القيم فنحن فى خطر شديد. وأوضح أن هناك تغيير كبير فى سلوكيات كثير من الشباب بسبب البطالة والاستقطاب السياسى بعيدا عن القوى الدينية، وهو ما يؤكد أننا قصرنا فى حق الشباب ويجب علينا أن نركز على بث القيم الدينية والأخلاقية والتربوية حتى نجنى ثمار ذلك مستقبلًا. وأشار إلى أن النبى (صلى الله عليه وسلم) حدد الهدف الرئيسى من الرسالة وهو مكارم الأخلاق، بالإضافة لثمرة العبادات والتى يظهر أثرها فى السلوك. وأكد الدكتور عباس شومان، رئيس قسم الشريعة الإسلامية فى كلية الدراسات الإسلامية، أن الأزهر عندما بدأ فى إطلاق قوافل دعوية فى ربوع مصر وخارجها، فإن الباعث على ذلك هو إحساس الأزهر بخطورة الوقت الذى تمر به مصر، ومسئوليته أمام الله عز وجل فالأزهر سينطلق فى شتى المجالات دون توجه سياسى ودون خدمة لأى هدف، ولكن انطلاقا من مسئوليته أمام الله وتجاه المصريين كافة والمسلمين من أهل السنة والجماعة فى العالم، وذلك حتى لا تضيع جهود الأزهر سدى، وهو ما أكد عليه فضيلة الأمام الأكبر، وهو يدشن هذه القوافل، مشددا على أنه واجب علينا تجاه أهلنا. وأوضح أنه لا يخفى على أحد ما وصل إليه حال الناس، فلا يليق بمصر ما نسمع من حوادث، قتل وسرقة أموال الناس بالإكراه، مشيرا إلى أن المجتمع شهد انحدارا أخلاقيا غير مسبوق وأصبحنا نسير عكس الاتجاه فى كل شيء، فإذا غابت الحماية والأمن، ظهرت معادن الناس. كما أشار فى كلمته إلى تعامل الشريعة الإسلامية مع غير المسلم، موضحا أنها تاج على رأس المسلم، يباهى بها العالم، حتى فى وقت الجهاد فى سبيل الله، فقائد الجيش داعية ولا يحارب ولا يقاتل إلا أن بعد أن يتم دعوته، وأبدى حزنه الشديد لما تمر به مصر من انحدار أخلاقى، فلا يعنينى من نؤيد أو من نعارض لكن يعنينا أن نتأدب بأدب الإسلام، نؤيد بوعى ونعارض بوعى.