«بركاتك يا برادلى» .. هكذا نطق المصريون عقب فوز المنتخب الوطنى على زيمبابوي برباعية مقابل هدفين في رابع جولات التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، تحت قيادة المدير الفنى لمنتخب مصر الأمريكى بوب برادلى . برادلى نجح فى تحقيق العلامة الكاملة في المباريات ال 4 التي قاد فيها الفراعنة فى تصفيات المونديال، لينجو الخواجة من «خانة اليك» التى كانت فى انتظاره فى حالة الإخفاق أمام المحاربين بالعاصمة هرارى . وعلى الرغم من الفوز الكبير على زيمبابوى والمحافظة على صدارة المجموعة، إلا أنه يجدر الإشارة إلى الأصوات التى تظهر من حين لآخر داخل أروقة الجبلاية للمطالبة بترحيل المدرب الأمريكى، بسبب تراجع أداء المنتخب تحت قيادته بالشكل الذى وضعنا فى تصنيف متأخر لأول مرة منذ سنوات، بالتقهقر إلى المركز 71 على مستوى العالم. موقعة زيمبابوى الأخيرة كشفت أسرارا جديدة فى مسيرة مستر برادلي مع المنتخب، جاء فى مقدمتها تخطيط الخواجة للسير على درب المعلم حسن شحاته - المدير الفنى السابق للفراعنة - فى مواجهة حملات التقطيع، بالعزيمة والإصرار على مواصلة المشوار لحصد الألقاب والبطولات. وجاءت خلافات برادلى مع النجوم المغضوب عليهم لتكرر سيناريو شحاته مع أعدائه من النجوم، ولعل أبرزهم أحمد حسام ميدو، صاحب الواقعة الشهيرة فى ملعب القاهرة الدولى بأمم إفريقيا 2006، عندما اشتبك مع شحاتة، وكانت النتيجة استمرار المعلم فى مشوار البطولات وانتهاء صلاحية المهاجم العالمى، بالإضافة إلى أزمات شحاتة المتكررة مع جمال حمزة الذى كان واحداً من نجوم الزمالك قبل سنوات، عندما أصر شحاتة على إبعاده لتثبت رؤيته بعد ذلك بعد أن قاد المعلم الفراعنة لإنجازات جديدة ورحل حمزة عن الملاعب مأسوفاً عليه. وإذا كان البعض قد تحدث إبان إنجازات شحاتة عن استعانته بشيخ مغربى لتحقيق البطولات، فإننا لن نستبعد هذا الأمر أيضاً مع برادلى، بعد أن ازدادت قوة الخواجة فى مواجهاته مع خصومه من اللاعبين، والتى انتهت حتى الآن بانتصارات مدوية للخواجة الأمريكى. ولعل خصومة برادلى مع الحارس المخضرم عصام الحضري الذي تم استبعاده من المنتخب، علي خلفية رفضه الجلوس على دكة البدلاء في مباراة تشيلى الودي بإسبانيا أبرز دليل على قوة المدرب الأمريكى ، بعد أن فشلت كل جهود الحضري في العودة من جديد للمنتخب . وكان المثير للدهشة أن البعض أشاع أن إصابة عبد الواحد حارس المنتخب الوطني - والذي كان مرشحا لحماية عرين الفراعنة أمام زيمبابوى - جاءت نتيجة لأعمال السحر من قبل الحضرى للعودة من جديد لمنتخب الفراعنة، إلا أن الشيخ الملازم لبرادلي - كما يتردد - أفسد «العمل» ، وقاد البديل شريف إكرامي للتألق والإجادة في المباراة ، لينتصر برادلى فى معركته الخفية مع الحضرى. ويظهر في الكادر من بعيد العميد أحمد حسن، الذي «يستميت» بقوة للعودة لقيادة الفراعنة، إلا أن جهوده الدبلوماسية فشلت تماماً، بناء على فرمان الخواجة، ما دفع الصقر للجوء للضغط الإعلامي لإجبار برادلى على إعادته، حتى يختتم حياته الكروية باللعب في المونديال - والمرجح أن يصل إليه المنتخب المصرى - ليكون إنجازه غير مسبوق.