أصبحت حملة تمرد حديث الناس..قيل إن كل 5 مواطنين بينهم 3 سمعوا بحركة تمرد، وإن عدد من وقعوا على استمارات الحملة بلغ حوالى 13 مليوناً.. واضح أن التيار الإسلامي بكل فصائله منزعج وقلق من انتشار الحملة، والشواهد على ذلك كثيرة..قيل إن هناك خطة لمواجهة الدعوة التى وجهتها الحملة لمؤيديها ولكل من وقع على استمارة التمرد للنزول والتظاهر السلمى أمام قصر الاتحادية يوم 30 يونيه 2013..هناك تأكيدات من المتحدثين باسم الحملة أن المتظاهرين لن يحملوا أى سلاح، أو قنابل مولوتوف، لكنهم سيحملون علم مصر وكارت أحمر وصفارة، كناية عن أن الوقت الممنوح للدكتور مرسى قد انتهى.. من المؤكد أن السلبيات التى وقع فيها الدكتور مرسى، فضلا عن الإخفاق فى إدارة شئون البلاد خلال هذه الفترة هيأ المناخ العام لانتشار الحملة..المشكلات الحياتية التى يعانى منها المواطن المصرى، علاوة على أزمات الكهرباء والسولار والبنزين والغلاء الفاحش فى الأسعار وتدنى الأجور، كل ذلك يلقى بظلاله السلبية على نظرة الناس تجاه الدكتور مرسى والحكومة والإخوان..يكفى قضية سد النهضة الإثيوبى وأثاره وتداعياته على مصر والمصريين، وطريقة تعامل الرئاسة معه بهذا الشكل المضطرب والمرتبك والهزلى، بما يوحى أننا لسنا أمام دولة مصر، ذات التاريخ والمكانة والمنزلة..يكفى أيضا الوضع الأمنى العام، من قتل وعنف وانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل يعيد إلينا أيام الرئيس المخلوع..يكفى كذلك الوضع الاقتصادي الخانق الذى يزداد ترديا وتعقيدا يوما بعد يوم. هناك تخوف من اندلاع عنف يوم 30 يونيه..بالتأكيد هناك من له مصلحة فى إشاعة هذا التخوف، حتى تتقلص الأعداد إلى بضعة آلاف.. وفى هذه الحالة يمكن أن نتوقع حدوث أعمال عنف..لكن أعتقد أن وصول حشود المتظاهرين إلى ملايين سوف يكون مانعا من حدوث أى عنف..شخصيا، أنصح الجميع بعدم الاستدراج لأى عنف، من منطلق حرمة الدم وحفاظا على أمن واستقرار مصر..وهذا بالتأكيد يستلزم أعلى درجة من الانضباط والالتزام من الطرفين؛ مؤيد ومعارض..ومن قبل ذلك وبعده الدكتور مرسى..ووزارة الداخلية. من حق حملة تمرد أن تطالب بسحب الثقة من الدكتور مرسى ومطالبته بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، طالما تم ذلك بأسلوب سلمى..ومن حق المؤيدين للدكتور مرسى أن يؤكدوا على ثقتهم بالدكتور مرسى، وأن يعلنوا عن ذلك من خلال تظاهرات سلمية، شريطة ألا يكون هناك احتكاك يؤدى لعنف..وهذا من شأنه - دون شك - أن يعمق من الممارسة الديمقراطية فى مصر، والتى نحن فى أمس الحاجة إليها..من ناحية أخرى، من حق الدكتور مرسى أن يتخذ القرار الذى يناسبه..وفى كل الأحوال، سوف يتحمل الرجل مسئولية القرار الذى سيتخذه، أيا كان نوعه وطبيعته..لكن هذا لا يمنع، بل من حق أى مواطن أن يقترح على الدكتور مرسى فكرة أو رؤية للخروج بالبلاد من المأزق..هناك من طالبه بالاستجابة لطلب الحملة، وهناك من طالبه بإجراء استفتاء عاجل قبل 30 يونية الجارى، ليحدد الشعب - بصفته مصدر السلطة - ما إذا كان من المناسب أن يستمر الرجل فى الحكم حتى نهاية ولايته أم لا؟..اسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يرزق أهل مصر الرشد والسداد.