الحرص والخوف على الأبناء، والتفكير فيهم طوال الوقت أمر قد يبدو ايجابيا، ولكن الحكمة تقول "مازاد عن حده انقلب لضده"، وهذا يكون أيضا في التربية، فهناك بعض الآباء حرصهم على أبنائهم وخوفهم عليهم، يجعلهم لا يفارقونهم أبدا، طوال الوقت معهم، يلعبون معهم، ويجلسون معهم، ولا يتركون لهم مساحة لأن يخلون لأنفسهم، أو حتى لأصحابهم. وتؤكد دكتورة عبلة إبراهيم، استاذ التربية والعلاقات الأسرية ، أن كل شئ لابد أن يكون له حدود، فالتواصل مع الأبناء ومشاركتهم لتفاصيل حياتهم من لعب وخروج أمر ايجابي جدا، لكن أن يكون طوال الوقت، فهذا أمر يحجم الأطفال، ويخنقهم، والأخطر من ذلك أنه يحجم خيالهم، ويوقف تطوره، فلعب الطفل وحده ينمي خياله واحتياجاته. وتضيف دكتورة عبلة أن هناك العديد من الأمهات نجدهن يأخذن الأطفال معهن في كل مكان، كما أنهن يرفضن تلبية دعوات الصديقات لقضاء وقت معهن، لانشغالها مع الأبناء، فهذا سيعود بالضرر عليكِ أنتِ أيضا، فهذا من شأنه بعد مرور وقت طويل أن يشعر المرأة بالاكتئاب، خاصة أن الأطفال كلما كبروا سيحاولون الانفصال عن هذا الالتصاق، وسيبحثون عن أقران لهم، وعن حياتهم الخاصة، وعندها ستعاني من هذا الانفصال، وسيصيبها بالاكتئاب الشديد، فالموازنة هي الحل الامثل، بين الوقت الذي تقضينه من الأبناء، والوقت الذي تعطي لهم حرية التصرف في وقتهم. كذلك يحتاج الآباء أنفسهم لوقت يقضونه سويا بعيدا عن الأبناء، حتى لا يصابوا بالخرس الزوجي، أو الملل من الحياة الزوجية، حيث أنها تحتاج للتجديد المستمر.