غريب أمر وزارة الأوقاف، فكثيرا ما بحت أصوات مسئوليها بضرورة فرض سيطرتها على كافة مساجد وزوايا الدولة، لكن الواقع يكشف عدم وجود أى مساع جادة لتحقيق ما تعلنه، فعدد الزوايا التابعة للوزارة يبلغ نحو 13 ألف زاوية، تنتشر فى مختلف المدن والقرى والنجوع، وفى المقابل هناك 30 ألف زاوية باتت ساحة للفكر الجهادى المتطرف، هذا ما أكده قراران متتاليان لوزير الأوقاف الدكتور طلعت عفيفى، بوقف إلقاء خطبة الجمعة بهذه الزوايا، ووقف ضم الزوايا إلى الوزارة فى الوقت الراهن والى أجل غير مسمى، فضلا عن وجود 60 ألف مسجد - باعتراف الوزارة - تبحث عن أئمة لها. وقد جاء حادث خطف الجنود المصريين فى العريش، جاء لينكأ جرح الوضع الدعوى للوزارة فى مختلف المحافظات، وخاصة الحدودية منها، ولعل المفاجأة تمثلت فى اعتراف «الأوقاف» بأن الجهاديين يسيطرون - ليس فقط على الزوايا - بل على المساجد أيضا، فحجم الكارثة أكبر مما يتصور بالنظر إلى عدد الزوايا غير المسجلة بإدارة الضم فى وزارة الأوقاف، والتى تبلغ 30 ألف زاوية، خرجت عن سيطرة الوزارة، وحل محلها دعاة الفكر الجهادى، حتى صارت «العشش» زوايا يسكنها الجهاديون وأصحاب الفكر الدموى . يؤكد الشيخ سلامة عبد القوى - المتحدث الرسمى لوزارة الأوقاف - بأن الجهاديين - أصحاب منهج العنف - يسيطرون على الزوايا، بالإضافة إلى مساجد الوزارة فى المناطق الحدودية . عبد القوى برر عدم وجود أئمة فى الزوايا والمساجد، خاصة بالقرى الحدودية بالنقص الشديد فى عدد الائمة، قائلا: «إجمالى عدد المساجد يصل إلى 120 ألف مسجد، بينما لا يزيد عدد الائمة على 60 ألفا، مشددا على ضرورة تعيين الآلاف من خريجى الأزهر فى وظيفة إمام وخطيب ومدرس، لنشر الفكر الأزهرى المعتدل .