سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فورين بوليسي: أحداث ساحة "تقسيم" تعكس رفض الأتراك لسياسة الاستقطاب.. استخدام العنف ضد المحتجين خلق حالة من السخط على النظام.. الأتراك يسعون لإيصال رسالة للحكومة مع الإبقاء عليها
قالت مجلة "فورين بوليسى" إن مظاهرات تركيا الأخيرة تعكس رفض الشعب التركى لسياسة الاستقطاب التى ينتهجها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، مضيفة أن تجاهله لرغبة شعبه فى عدم تحويل ساحة ميدان "التقسيم" إلى مركز تجارى واعتباره أن "قلة" هى من تعارض هذا المشروع، أدى إلى غضب اجتاح أنحاء البلاد بعدما كان مجرد احتجاج محدود فى إسطنبول. ولفتت المجلة الانتباه إلى أن فرط استخدام الشرطة والأمن للعنف ضد المحتجين كان له دور أساسى فى انفجار بركان الغضب فى تركيا. ورأت "فورين بولسى" أنه ينبغى النظر إلى الاحتجاجات الواسعة كرد فعل ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم وأسلوب إدارة أردوغان الذى تعتمد استراتيجيته على تقوية القوى الموالية للحكومة، الأمر الذى مهد الطريق لسياسة الاستقطاب المستشرية فى المجتمع التركى. وأكدت أن هذا النهج فى صناعة القرار أتى بثماره حتى الآن، ونجح ليس فقط فى تحديد أجندة البلاد، بل أيضا ضمنت له شعبية كبيرة بدليل انتخاب حزبه 3 مرات متتالية فى سابقة لم تحدث من قبل مع أى حزب آخر، لكن الاحتجاجات الأخيرة استنفزت رصيد تسامح الشعب التركى مع حكومته. ورصدت المجلة بعض الأحداث التى وقعت مؤخرا والتى أثارت استفزاز الشارع التركى، من بينها تبنى قانون يضر إلى حد كبير بتسويق المشروبات الكحولية ومبيعاتها واستهلاكها، واعتبره المعارضون أنه تجاهل من الحكومة لوضع غير المحافظين فى تركيا، ووقتها دافع أردوغان عن القانون من وجهة نظر دينية، وهو ما رأته المجلة استفزازا للتيارات العلمانية. وبالمقارنة مع المسيرات السابقة فى التاريخ التركى الحديث، فإن المظاهرات الحالية تختلف عن سابقاتها فى أنها جمعت مشاركين من خلفيات ثقافية مختلفة، ولم تخرج تحت قيادة حزب أو أيديولوجية معينة، فشهدت المظاهرات خروج النساء والشباب ومشجعى كرة القدم والنقابيين، وطلاب الجامعات ونشطاء المنظمات غير الحكومية. لكن المجلة أكدت أنه رغم شعور المعارضة بالقوة والتمكين أمام الحكومة للمرة الأولى منذ عقد مضى، إلا أن ما يحدث ليس ثورة على النظام على غرار ميدان التحرير والثورة المصرية، فتركيا أسست نظامها الديمقراطى وما يحدث مجرد تعبير عن رفض سياسات الحكومة وليس محاولة للإطاحة بالنظام. ومع ذلك، رصدت المجلة بعض أوجه الشبه فى تعامل النظام مع الاحتجاجات، حيث فى الوقت الذى كان تشتعل فيه ساحة التقسيم، كان يعرض تليفزيون الدولة الأفلام الوثائقية وبرامج الطهى والمسلسلات، وتم فرض تعتيم إعلامى على الأحداث فى جميع البرامج الحوارية حتى أصبح الإعلام الرسمى أضحوكة البلاد. وفى ظل هذا التعتيم، شهدت مواقع التواصل الاجتماعى إقبالا غير مسبوق، وخلال 24 ساعة فقط، استقبل موقع تويتر مليونى تعليق على المظاهرات، حتى بعد انسحاب الشرطة يوم الجمعة الماضى، لم يتوقف طوفان التعليقات حتى بلغ 3 آلاف تعليق كل دقيقة.