رفض عدد من أعضاء "جبهة الإنقاذ" الضغوط التى تمارس على الجبهة بهدف تفكيكها، مؤكدين أن "الجبهة" التى تشكلت عقب الإعلان الدستورى، الذى أصدره الدكتور "محمد مرسى"، رئيس الجمهورية، ستنافس خلال الانتخابات المقبلة بقوة، رغم محاولات جماعة "الإخوان المسلمين" المستميتة لتشتيت شملها، مؤكدين أن الجماعة بدأت حربًا ضروسًا على الجبهة لتفكيكها انتقاما منها على مواقفها الأخيرة، وأهمها حشد المواطنين للتصويت ب"لا" على الدستور. وفى هذا السياق أكد رئيس حزب المصريين الأحرار، الدكتور أحمد سعيد، أن هناك محاولات من قبل جماعة "الإخوان المسلمين" لتفجير جبهة الإنقاذ الوطنى وتفكيكها، بعدما شعروا بمدى قوة الجبهة وامتلاكها شعبية على أرض الواقع. وأضاف سعيد: إن هذه المحاولات بدأت بعد الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور، حيث حشدت الجبهة المواطنين لرفض الدستور الحالى، وتقاربت نسب التصويت بين "نعم" و"لا"، رغم كل التزوير الذى حدث أثناء الجولة الأولى والثانية من الاستفتاء. وشدد سعيد على أن "جبهة الإنقاذ" تعى تماما مثل هذه المحاولات، وتصدت لها بالفعل، عبر عقدها تحالفًا انتخابيًّا وسياسيًّا بين الأحزاب الموجودة. مؤكدا: لن نسمح للإخوان المسلمين بتمزيق هذه الجبهة، وسنظل نقاتل حتى الرمق الأخير صامدين فى خندق المعارضة دون خوف من أحد، والفيصل بيننا والإخوان ستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة. أما "عاطف مغاورى"، نائب مجلس الشعب السابق عن حزب "التجمع" وعضو جبهة الإنقاذ، فقد أكد أن الجبهة التى تعد أكبر تجمع لأحزاب المعارضة، أضحت بمثابة صداع فى رأس "الإخوان المسلمين"، فبعد أن كانت المعارضة مشرذمة تجمعت تحت لواء الجبهة لمناهضة سياسات الإخوان المسلمين، ومحاربتهم بشرف. وأضاف مغاورى: الإخوان يسعون لتفريق دماء الجبهة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكنهم لن ينجحوا فى هذا الأمر؛ لأن ما جمعه الله لا يفرقه بشر، والجبهة لا تريد سوى حكم يمتاز بالديمقراطية، ويوفر للناس العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى نادى بها المواطنون خلال ثورة "25 يناير". وشدد مغاورى على أن الإخوان المسلمين يحاولون زرع الخلافات بين قيادات الجبهة، بإشاعة أخبار عن الفرقة والاختلاف داخلها، ولكن هذا الأمر لا يمت للواقع بصلة، فنحن كمعارضة تعلمنا الدرس كما يجب، ولن نقع فى فخ الخلافات وحب الزعامة مرة أخرى. نائب رئيس "الحزب المصرى الديمقراطى"، الدكتور فريد زهران، قال: إن جبهة الإنقاذ لن تحدث فرقة بين أعضائها رغم أنف الإخوان، ومحاولتهم المستميتة لتفجير الجبهة وتقسيمها، فنحن ندرك هذه المحاولات البائسة، ولن نستجيب لها أبدا، وسنظل محافظين على وحدة الأحزاب داخل هذه الجبهة، إيمانا منا بمصلحة الوطن التى تستدعى أن نبذل الغالى والنفيس لأجله. وأضاف زهران: إن الجبهة أضحت الآن نسيج المعارضة الأقوى ضد الإخوان المسلمين، وحملنا على أكتافنا مصلحة المواطن المصرى، لنوفر له سبل الحياة الكريمة التى تبدأ بدستور يكفل الحقوق والحريات، ورغم نجاح جماعة الإخوان فى تمرير الدستور بالتزوير، فإن هذه التجربة جعلتنا نتشبث بأهداف الجبهة، ونجهز أنفسنا لمعركة البرلمان المقبل، حتى لا نقدم البرلمان على طبق من فضة للجماعة التى تسعى للسيطرة على المجلس، والذى سيتيح لها السيطرة على البنية التشريعية فى البلاد. وأشار زهران إلى أن الآراء والمواقف داخل الجبهة تؤخذ بالإجماع، ولا ينفرد بها أحد، ولن نستجيب لمحاولات الإخوان المستميتة لتفريق دماء المعارضة.