سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأسد يعاقب أردوغان.. خبراء يؤكدون تحريك بشار وخامنئ للطائفة العلوية.. وباحث في الشأن الشيعى: تركيا دخلت دوامة الحرب الطائفية.. والملا ياسين: ما يحدث موجة ربيع عربي تطرق أبواب أنقرة
شهدت تركيا أمس السبت، موجة احتجاجات وصدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين وصفت بأنه الأعنف منذ تولى حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الحكم في البلاد، ولأول مرة تخرج أصوات منادية ومطالبة برحيل رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بعد احتجاجات وقعت في مدينة إسطنبول؛ احتجاجًا على مشروع حكومي يقضي بتحويل حديقة تاريخية تدعى (غيزي بارك) إلى مركز ثقافي وتجاري، واتسعت إلى مظاهرة كبيرة ضد ما يصفونه بتسلط "أردوغان". وكانت الشرطة قد أطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لمنع المحتجين الذين كانوا يرددون "التوحد ضد الفاشية" و"استقالة الحكومة" من الوصول إلى الميدان؛ حيث أصيب المئات في اشتباكات وقعت أول أمس الجمعة. وظهر في المشهد حزب الشعب الجمهوري، داعيًا إلى الخروج في مظاهرة حاشدة لإسقاط حكومة أردوغان، وظهور حزب الشعب الجمهوري في هذا المشهد الصدامى يبعث قراءة مختلفة للموقف ويؤشر على إمكانية استغلال النظام السوري والإيرانى للوضع من خلال تحريك الطائفة العلوية بتركيا والتي يقدر عددها رغم نفى البعض ب 20 مليون مواطن، خاصة أن الكثير من العلويين ينخرطون في حزب الشعب الجمهوري علاوة على أن رئيسه "كمال كيلتشدار أوغلو" محسوب على الطائفة العلوية. والسؤال هل تحمل الأيام القادمة تجسيد لمشهد طائفى بامتياز في محاولة من بشار الأسد لمعاقبة أردوغان على موقفه الداعم لثوار سوريا، أم أن ما تشهده تركيا موجة جديدة من موجات الربيع العربي تطرق أبواب أنقرة، ومن جانبه سعت "فيتو" لحل هذا السؤال من خلال طرحه على بعض الخبراء.. وجاءت الإجابة كما يلى. سيناريو مستبعد في البداية.. قلل على باكير، الباحث في منظمة البحوث الإستراتيجية الدولية التركية "أوساك" من قدرة الرئيس السوري بشار الأسد على تحريك الطائفة العلوية والزج بها للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية في الداخل التركي التي تشهدها إسطنبول والزج بهم بهدف توسيع رقعة الاحتاجات الشعبية ضد سياسيات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأكد الباحث في منظمة البحوث الدولية التركية، أن الأسد ليس بحاجة إلى أن يقوم بتحريك العلويين بنفسه، خاصة أن حزب الشعب الجمهوري المعارض يقوم بهذا الأمر بطريقة غير مباشرة على اعتبار أن شريحة واسعة من العلويين ينضون في صفوف هذا الحزب ويرأسه كمال كيليكدار أوغلو وهو من الطائفة العلوية أيضًا. واستبعد "باكير" سيناريو الدفع بالعلويين في الاحتجاجات التي تشهدها تركيا، وتشكك أيضا في حقيقة العدد الفعلى للطائفة العلوية الذي يقدر ب 20 مليون نسمة، مؤكدا أن الرقم مبالغ به وهو على أقصى تقدير يتراوح ما بين 5 إلى 7 ملايين فقط لاغير. شحن طائفى ومن جانبه قال مؤمن كويفاتية المتحدث الإعلامى لتنسيقية الثورة السورية أن ما يحدث في تركيا فصل جديد من فصول الشحن الطائفى الذي تشهده الدول العربية والإسلامية، بعد أن نجحت إيران وحزب الله في تحويل مطالب الثورة السورية إلى حشد طائفى بامتياز، ثم بعد ذلك تصدير الأزمة الطائفية إلى دول المنطقة برمتها بهدف تخفيف الضغط الدولى عن كاهل نظام بشار الأسد. وأضاف "كويفاتية" أن العلويين في تركيا تلقوا الإشارة من بشار في دمشق وخامنئى في طهران بهدف تحريك الأوضاع وقلب الطاولة على حكم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، مستهجنا أن يتبنى حزب الشعب الجمهوري التركى الاحتجاجات ضد حكومة تخطط لتوسيعة ساحة التقسيم بغرض تدشين مشروع ضخم لمترو أنفاق يربط جميع المدن التركية. وأشار المتحدث الإعلامي لتنسيقية الثورة السورية، إلى أن العلويين في تركيا هم أكثر حماسة الآن للمشاركة في هذه الاحتجاجات ضد أردوغان انتقاما منه على موقفه الداعم للشعب السوري ضد طغيان الأسد، خاصة وأن التواصل بين العلويين في سوريا وتركيا مستمر عبر المناطق الحدودية. واعتبر كويفاتية أن الاحتجاجات في تركيا مصبوغة بالنزعة الطائفية ومستترة خلف غطاء مطالب شعبية وسياسية، وسوف تثبت الأيام القادمة أنه جزء من مخطط تأجيج الطائفية في الدول العربية والإسلامية. وقلل المعارض السوري من قدرة الطائفة العلوية من تحريك مقعد رئيس الوزراء أو خلخلته نظرا لطبيعة الحكومة التركية المتماسكة والملتحفة بغطاء شعبى قانع بخططها الحالية والمستقبلية التي تهدف إلى جعل أنقرة في مصاف العواصم المتقدمة. إمبراطورية الشيعة وفى سياق آخر قال وليد إسماعيل الباحث المصري المتخصص في الشأن الشيعى، إن أمس السبت، يعد الأول الذي دخلت فيه تركيا دوامة الحرب الطائفية التي تشهدها المنطقة، وذلك في مجمل تعليقه على إمكانية استغلال الرئيس السوري بشار الأسد ما يحدث في تركيا وتحريضه للطائفة العلوية هناك، بهدف زعزعة استقرار حكم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وأضاف إسماعيل، الشيعة يسعون إلى إمبراطورية في المنطقة على حساب الآخرىن وهذا المخطط تقوده إيران، وأردوغان تحول إلى هدف حيوي للشيعة خلال الفترة الماضية بعد أن أعلن دعمه الصريح للثورة السورية، ودخلت تركيا المعادلة محسوبة على الطائفة السنية، واصطفت إلى جانب السعودية ومصر ضد بشار الأسد كمحور سني، في مقابل المحور الشيعى الذي يجمع سوريا وإيران والعراق. وأكد إسماعيل، على أنه بعدما تحولت الثورة السورية من ثورة شعبية وصبغت بالصبغة الطائفية ودارت عجلة الحرب الطائفية في المنطقة، فكل طائفة تعود إلى مذهبها في هذه المعارك، وهو الأمر الذي يستشعره العلويون في تركيا الآن. وشدد الباحث في الشأن الشيعى على أن المرشد الإيراني سوف يحرك الطوائف الشيعية في دول المنطقة برمتها فالأمر الآن بالنسبة لهم أصبح صراعا ضد المسلمين السنة في دول المنطقة. موجة ربيع عربي وعلى النقيد من ذلك قال قال الملا ياسين رءوف رسول، ممثل الاتحاد الكردستاني في مصر: "من الممكن أن تستغل إيران وسوريا ما يحدث في تركيا الآن وإطلاق دعوات طائفية وسط موجة الاحتجاجات التي تشهدها إسطنبول، وذلك بتحريك الطائفة العلوية". وأعرب ممثل الاتحاد الكردستانى في القاهرة، عن تعجبه من الإصرار على خلق مسميات طائفية لما يحدث في تركيا، مشددًا على أن تركيا حبلى بالمشاكل الكثيرة بسبب المكونات العرقية ومطالب الأقليات بحقوقهم، بالإضافة إلى العلمانيين المتطرفين الذين يرفضون سياسية حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، ويضاف إلى كل ذلك الخلافات داخل المؤسسة العسكرية. وأوضح رسول، أن ما يحدث في تركيا يعد موجة من موجات الربيع العربي طرقت أبواب اسطنبول كغيرها من العواصم العربية الأخرى التي طالتها هذه الموجة، فتركيا في نهاية المطاف بلد شرق أوسطي يعج بالمشاكل والخلافات الطائفية والعرقية وحقوق الأقليات ورغم تقدير الجهود الحكومة التركية لهدف رفعة شأن بلادها لكن يجب أن نعترف أن هذه التركيبة من المعوقات والخلافات يجب أن تخلق أعداء كثر لنظام الحكم، وهو أمر لابد أن نعترف به مثل اعترافنا أنه بإمكان سوريا وإيران تأجيج الحدث لكن في المقابل الأرض ممهدة وحبلى بجبل خلافات وإشكاليات.