وقع عشرات المثقفين من مختلف البلدان العربية على بيان يدين تهديد الكاتبين اليمنيين أحمد الطرس العرامي وعلي المقري بالقتل من قبل جماعات متطرفة بعدما قام الأول بإعلان نيته تدريس رواية "الحرمة" للثاني، لطلابه في جامعة البيضاء اليمنية، كما أدانوا قيام الجامعة نفسها بفصل العرامي للسبب ذاته. وجاء في البيان: "نحن الموقعون في هذا البيان، من أدباء وكتاب وفنانين وناشرين عرب، نعلن قلقنا الشديد عن ما يتعرض له الأديبان اليمنيان أحمد الطرس العرامي وعلي المقري من تهديدات بالقتل من قبل متطرفين، بعلم السلطات الحكومية، إلى جانب قيام إدارة جامعة البيضاء اليمنية بفصل الشاعر العرامي من عمله الأكاديمي في كلية رداع عقابا له على اقتراحه لطلابه دراسة ومناقشة رواية (حرمة) للروائي على المقري، واستجابة لضغوط المتطرفين الذين رأوا أن الرواية تعرض لحياة الجهاديين وسلوكهم الجنسي المكبوت بطريقة اعتبروها إباحية". وأضاف البيان أن المتطرفين، قاموا بالرغم من صدور قرار الفصل، بحملة واسعة ضد العرامي وهددوه، بعد فصله عن عمله، بفصل رأسه عن جسده، وتعليقه في مدخل مدينة رداع، مما أضطره للفرار إلى خارج اليمن خوفا على حياته، في الوقت الذي ما يزال فيه الكاتب على المقري وعائلته، إلى جانب عائلة العرامي، يتلقون التهديدات بالقتل مباشرة، وعبر مختلف وسائل الاتصال والإعلام. وأضاف الموقعون: "إننا إذ ندين هذه الإجراءات والممارسات الإرهابية ضد الكاتبين، والتي تأتي متواصلة مع ثلاث حملات تكفيرية تعرض لها المقري خلال السنوات السابقة بسبب كتاباته، فإننا، في الوقت نفسه، نطالب الحكومة اليمنية بالتدخل السريع لإنقاذ حياتي كاتبين أسهما بشكل لافت في الحياة الثقافية اليمنية والعربية، وتوفير الحماية والعيش الآمن لهما ولأسرتيهما، والتدخل لإيقاف قرار إدارة الجامعة بفصل العرامي من عمله الأكاديمي واستعادة المنحة الأكاديمية الخارجية التي كانت مقررة له، وتم حرمانه منها بسبب إجراء الفصل". ودعوا الحكومة اليمنية إلى تشجيع القراءات المنفتحة في دروس الأدب الأكاديمية، والتخلي عن اعتماد المنهج الأحادي الذي يفرضه المتشددون اتكاء على مرجعية دينية لا تتفهم جوانب النص الأدبي الحديثة وفنونه المتعددة. ومن بين الموقعين على البيان الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والكاتب والناقد المغربي محمد برادة، والشاعر العراقي سعدي يوسف، والشاعران اللبنانيان وديع سعادة وعباس بيضون، والروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد، والشاعر الفلسطيني غسان زقطان، والكاتبة الفلسطينية ليانة بدر والشاعرة الإماراتية ظبية خميس، والروائي الكويتي طالب الرفاعي، والكاتب الأردني فخري صالح والروائي السوري خالد خليفة، والروائيون المصريون ميرال الطحاوي وإبراهيم فرغلي ومكاوي سعيد والشعراء المصريون أحمد الشهاوي وإيمان مرسال، وسيد محمود، والناشرة المصرية فاطمة البودي.