حذرت مجلة "ذا نيشن" الأمريكية من أن الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي أصبح كابوسا يزعج المصريين يجر البلاد نحو منزلق من الفوضى بسبب التداعيات المترتبة على عدم حل المشكلة للعام الثاني على التوالي وتصاعدها في فترة الامتحانات، حيث انتشرت الدعوات لعدم دفع فواتير الكهرباء، بجانب هروب السياح والمستثمرين وهو ما يزيد من تدهور الاقتصاد. وقالت الصحيفة: أنه في فترة الامتحانات يحتاج الملايين من الطلاب وبخاصة طلاب الثانوية العامة لأجواء مشجعة على المذاكرة لكن ما يحدث في مصر حاليا من انقطاع متكرر للكهرباء يزيده ارتفاع الحرارة يضاعف من معاناة الطلاب ويجعلهم يعودون للمذاكرة على ضوء الشموع، مما أثار غضب المصريين وانتشرت الدعوات على الشبكة العنكبوتية لعدم دفع فواتير الكهرباء مما يزايد جراح الاقتصاد، ويضاعف من التحديات التي تواجه الرئيس محمد مرسي وتقوض محاولاته لإعادة الحياة لطبيعتها بعد عامين من الثورة. وأضافت أن الانقطاع المتكرر للكهرباء زاد من موجة الجريمة والعنف في الشوارع، وبالتالي صنع حالة من عدم الاستقرار السياسي أدت لتفاقم الأزمة من خلال اخافة السياح والمستثمرين، وهروب الأموال اللازمة لتشغيل محطات الطاقة، وضربت مثالا بما حدث في مدينة الأقصر -التي تعتبر مقصد السياح- حيث انقطعت الكهرباء عن المطار الدولي وفي المعابد المصرية القديمة وهو ما اثار المخاوف من أن تكرار الانقطاع يزيد من حدة أزمة السياحة. وتابعت إن انقطاع الكهرباء كان موجودا خلال عهد مبارك ولكنه تزايد بشدة منذ الثورة، وأصبح بكثرة خلال فترة الصيف، ويصيب حتى أكثر المناطق الراقية في العاصمة. ونقلت الصحيفة عن صابر محمد صابر سائق قوله: "انقطاع الكهرباء بالتأكيد سوء إدارة من الدولة..هذا لم يحدث في زمن مبارك". وأوضحت لأن مرسي يقول إنه رتب مع حكومته ألا يزيد انقطاع الكهرباء عن ساعتين مرتين يوميا، لكن سكان البلدات والقرى الفقيرة يشكون من أن انقطاع التيار يستمر لفترة أطول من ذلك بكثير.