سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل تفلح الدبلوماسية الشعبية فيما أفسدته الرئاسة؟.. فؤاد: السياسية عمقت الفجوة بين البلدين.. أسعد: فات الوقت وولى الزمن.. فهمي: أنجزت مهمتها والآن دور الحكومات
في عام 2011 نجح وفد الدبلوماسية الشعبية المكون من 48 عضوا من الشخصيات العامة وشباب الثورة، في فتح صفحة جديدة مع دول حوض النيل، من خلال زيارته لبعض الدول الأفريقية ومنها إثيوبيا، مؤكدين على أن مصر ستعود من جديد لجسدها الأفريقي. واستطاع الوفد الشعبى إقناع الجانب الأثيوبي تأجيل قراره بالشروع في بناء سد النهضة مدة عامين، حتى تعيد مصر بناء مؤسساتها وتختار رئيسها المنتخب، الذي يقوم بدوره في تواصل العلاقات المصرية الإثيوبية. ولكن بعد نجاح إثيوبيا في تحويل النيل الأزرق والشروع في بناء سد النهضة، هل تفلح الدبلوماسية الشعبية فيما فشلت فيه الرئاسة والدبلوماسية الرسمية ؟ من جانبها، قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد وعضو وفد الدبلوماسية الشعبية، من المهم التواصل مع الشعب الإثيوبي من خلال الدبلوماسية الشعبية، مؤكدة أن وفد الدبلوماسية الشعبية لاقى حفاوة شعبية كبيرة هناك، مشيرة إلى أن السياسة أسهمت كثيرًا في تعميق الفجوة بين البلدين. واستكملت الكاتبة الصحفية قائلة: "من حق إثيوبيا التفكير والتخطيط وفقا لمصالحها، ولكن دون الإضرار بحق مصر في المياه، مشيرة إلى أن الذكاء وفن الإدارة من الطرفين المصرى والإثيوبي يقتضى التخطيط المشترك وفقًا للمصالح المشتركة". وقالت سكينة: إن إثيوبيا شرعت في البناء ولن تتراجع، منوها إلى أن مصر تأخرت كثيرا في الاهتمام بهذه القضية. واستطردت الكاتبة قائلة: أزمة النيل جزء من الفشل الذريع الذي أصيبت به الإدارة السياسية المصرية. وأشارت فؤاد، إلى أنه ربما يكون أعضاء الدبلوماسية أخذوا خطوات جادة للتحرك في هذه القضية، ولكن ليس لديها معلومات مؤكدة. وبدوره استبعد المفكر القبطي جمال أسعد، قدرة الدبلوماسية الشعبية على إقناع الطرف الإثيوبي بوقف بناء سد النهضة، مؤكدا أن "الوقت فات والزمن ولى". وقال أسعد: إن سد النهضة هو تعبير عن علاقة تاريخية طويلة بين مصر وإثيوبيا، موضحا أنه "في عهد محمد على كانت مصر قوية ولم تجرؤ إثيوبيا على التطاول عليها أو الإضرار بمصالحها وفي عهد عبد الناصر حدثت خلافات بين دول حوض النيل ونجح عبد الناصر في أن يجعل أفريقيا الظهير الأساسي لمصر في المنتديات الدولية وأسس الاتحاد الأفريقي". وأضاف أنه "بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد وانتهاء العصر الناصري تحولت نظرة مصر لأفريقيا إلى نظرة عنصرية واستبدلت مصر بإسرائيل في أفريقيا وانتقل الصراع المصري الإسرائيلي إلى أفريقيا بهدف محاصرة مصر في منابع النيل وهو حصار أخطر من الحصار العسكري". وأشار أسعد إلى أن زيارة الوفد الشعبى أو الدبلوماسية الشعبية نجحت في 2011 لأنه عبر عن مصر الموحدة، مصر الثورة الواعدة، ولكن مصر الإخوان والتي مثلها الرئيس مرسي في إثيوبيا وفجأته إثيوبيا بقرارها بتحويل النيل الازرق والبدء في مشروع سد النهضة قبل موعده، غير قادرة، لن تفلح معها وفد الدبلوماسية الشعبية في أثناء إثيوبيا عن مشروعها. قال "جمال فهمي"؛ وكيل نقابة الصحفيين: "إنه لا حل لأزمة بناء سد النهضة إلا بزوال النظام الحالي"، مستبعدًا قدرة الدبلوماسية الشعبية على حل الأزمة. وأضاف "فهمي: إن "الدبلوماسية الشعبية لها حدود نفذتها فعلًا بزيارة الوفد الشعبي لدول حوض النيل في 2011، وكانت النتيجة وعودًا طبية من الجانب الإثيوبي بلجنة ثلاثية من مصر والسودان وإثيوبيا لحل المشكلة". وأوضح أن "الدبلوماسية الشعبية دورها تهيئة المناخ للدبلوماسية الرسمية، وإلا لما اخترعت الحكومات"، مؤكدًا أن السياسة المتردية لجماعة الإخوان ستتسبب في ضياع البلاد. وتابع: "المشكلة تكمن في جماعة لا تحلم إلا بمصالحها وتسعى للتخريب أكثر من الإصلاح، ورغم أننا أمام ملف خطير يضر بمستقبل البلاد وشريان الحياة إلا أنه لا يوجد اهتمام من الرئاسة والجماعة الحاكمة".