رأى اللواء على حفظى محافظ شمال سيناء الأسبق، ورئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة سابقا، أن حادث اختطاف الجنود السبعة كان الهدف منه الوقيعة بين الشعب والجيش، مشيراً إلى أن استهداف العسكريين مؤشر خطير.. والمزيد من التفاصيل فى هذا الحوار : بخبرتك العسكرية .. ما الهدف من جريمة اختطاف الجنود السبعة ؟ - الحادث استهدف العسكريين فقط، وهذا يعطينا مؤشرا خطيرا، ورغم أن الحادث كان بسيطا وبطيئا وبلا أى تخطيط لكن تداعياته كانت خطيرة جدا على مختلف المستويات، العسكرى والنفسى والاقتصادى والسياسى والأمنى . ولماذا نفذ فى هذا التوقيت؟ - لاحظنا فى الفترة الأخيرة حدوث نوع من التقارب بين الشعب والقوات المسلحة وتزايدت آمال الشعب بأن الأمور تسير للأفضل من خلال القوات المسلحة، ما يؤكد أن الهدف من افتعال هذا الحادث هو إحداث الفرقة بين الشعب وقواته المسلحة. المتحدث باسم الرئاسة أعلن أنه لم يحدث أى تفاوض مع مختطفى الجنود .. كيف ترى ذلك؟ - هذا كلام خاطئ طبعا، والشيخ عيسى الخرافينى عضو مجلس الشعب السابق والشورى الأسبق بسيناء، وأحد عواقل رفح قال "المهم إن الاتفاق الذى تم لا يؤثر علينا" وأرى أن الأزمة بين أى طرفين لا تحل بدون أى تفاوض، ومشكلتنا فى هذه المرحلة من تاريخنا إننا لا نستعين بأهل الخبرة فى أى مجال، فلا يوجد بعد الثورة رئيس وزراء مثل الدكتور الجنزورى، لأنهم ليس لديهم أى خبرات، واختيار الحكومة لم يراع أهل الخبرة . من هم الوسطاء فى إنهاء أزمة الجنود المختطفين؟ - من المؤشرات يتضح أنهم المخابرات الحربية وعواقل قبائل سيناء، والمخابرات الحربية هى الأكثر قربا من أهالى سيناء، لأن القوات المسلحة تلتزم بوعودها لهم، وهذا ولد ثقة متبادلة بين الطرفين . هل ستكون حادثة اختطاف الجنود الأخيرة؟ - بالطبع لا، لن تكون الأخيرة طالما أننا لا ندير الأزمات بطريقة علمية، ولكن الإجراءات الأمنية لتأمين المجندين سوف تحد من تكرارها . وكيف يتم الحد من تكرارها؟ - أولا يجب غلق الأنفاق تماما، لأنها مصدر خطر، لوقوع أعمال إرهابية قد تضر المدنيين والعسكريين، وأن يتم التعامل مع العناصر المتطرفة فى سيناء بأسلوب معين يتماشى مع كل منها . من صاحب المصلحة فى عدم استقرار الوضع الأمنى فى سيناء؟ - طبعا إسرائيل، لأن لها مطامع سياسية واقتصادية وعسكرية وعقائدية، فهم أفصحوا بأنهم يريدون توطين الفلسطينيين فى سيناء، وهم يعلمون جيدا موقع سيناء الإستراتيجى والثروات الطبيعية التى بها ومدى الاستفادة منها، وبالتالى تحاول الاقتراب من سيناء ببعض الشركات بطريقة غير مباشرة ليتواجدوا فيها، وثالثا عدم تنمية سيناء ومعاناتها من الفراغ الأمنى من مصلحة إسرائيل، ويسهل لها شن عملية عسكرية ناجحة، ويخدم مصالحها أن تظل الكثافة السكانية ضعيفة فى سيناء، كما أن الصهاينة يربون صغارهم على أن سيناء جزء من العقيدة الإسرائيلية ككل، ويجب ألا يتم التخلى عنها . هل تعتقد أن العملية العسكرية بشمال سيناء انتهت بتحرير الجنود ؟ - لا يهمنى الحادث بقدر ما يهمنى أبعاده، واعتبر جميع العمليات التى تتم فى سيناء أدوات لعقول تخطط لها أيادٍ خارجية . ما هو مصير خاطفى الجنود؟ - طالما حدثت وساطة، قطعا تم معرفة أسماء الخاطفين وسيتم ضبطهم، وأصبح أمر تتبعهم سهلا . هل تورطت حركة حماس فى واقعة اختطاف الجنود؟ - لا أستطيع أن أجزم بذلك، لكن المؤشرات والشواهد القديمة تجعلنا لا نثق إطلاقا فى حركة حماس بل ونشك فيها باستمرار، فالأنفاق التى تحدث من خلالها أعمال غير مشروعة يمتلكها ويتربح منها قادة حركة حماس، فهم يملكون 80% من الأنفاق التى تستخدم فى أعمال إرهابية، كما أنها سبب الكوارث الأمنية فى سيناء . فى رأيك .. لماذا لم تتم التنمية فى سيناء؟ - أولاً أود أن أشير إلى أنه كلما شرعنا فى تنمية سيناء نجد عائقا يمنعنا عن الاستمرار، وفى عهد حكومة الجنزورى أنشئت ترعة السلام والسكة الحديد فى سيناء بجانب كوبرى الفردان، ثم الكوبرى العلوى والطريق الدولى وخطوط المياه، وأقيمت عدة مصانع فى وسط سيناء، ثم جاءت حكومة عاطف عبيد لتدير عجلت التنمية فى توشكى وتهمل سيناء دون سبب معلوم، ويحتمل أنه هناك كان نوع من الضغط السياسى على مصر، وأخيرا فوجئنا بمشروعات فرعية تلهينا عن الاستمرار فى تنمية سيناء يوم استلام طابا بعد التحكيم .. وأذكر أنه عند التوقيع على استلام طابا سأل شارون اللواء بحرى محسن حمدى "يا ادميرال أنتم الآن أخذتم آخر شبر فى سيناء، فماذا ستفعلون فيها "، فرد عليه بأننا سننميها، قبل أن يقاطعه شارون " تفتكر إن إسرائيل ستترككم تنموا سيناء" . كيف ترى اتجاه الحكومة لإنشاء منطقة حرة فى رفح؟ - هذا بداية لتمكين الفلسطينيين، وهو أمر نرفضه تماما .