قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن التناحر بين السنة والشيعة، أكبر مذهبين في الإسلام، يحدث في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأن خلط الدين بالسياسة في الشرق الأوسط أحدث فجوة بين إيران الشيعية ودول الخليج السنية ووسعت الانقسام بينهما. وأوضحت المجلة أنه يجري حاليا رسم خطوط التقسيم في الشرق الأوسط بين الشيعة والسنة وتساهم في ذلك السياسة بقدر ما هو تساهم الطائفية. وأضافت أن الهلال الشيعي - الذي يمتد من إيران وسوريا من خلال نظام الأسد إلى حزب الله في لبنان – نال من قبل استحسان بعض الأطراف السنية، لكن ثورات الربيع العربي حرضت الحكومات الشيعية ضد دول الخليج السنية مثل السعودية وقطر، الذين دعموا المعارضة السنية في سوريا، الأمر الذي اعتبرته المجلة تعزيزا للمذهب السني ما جعل الشيعة يشعرون أنهم أصبحوا عرضة للخطر بشكل أكبر من المعتاد. وأشارت المجلة إلى استطلاع الرأي الذي أجراه مركز بيو الأمريكي للدراسات العام الماضي والذي وجد أن 40% من السنة لا يعتبرون الشيعة مسلمين. وقالت إنه لم يشهد التاريخ قتالا على الغرار حرب الطوائف المسيحية في أوربا في القرن ال14 والتي أدت إلى خسائر بشرية هائلة، وأرجعت هذا إلى اعتراف الشيعة بأنهم الأقلية في العالم الإسلامي. وقالت إن هذا الانقسام يعود إلى اعتقاد الشيعة أن الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه كان أحق بالخلافة من أبي أبكر الصديق بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم. وانقسم المسلمون وقتها لكن الأغلبية اختارت الصديق للخلافة. وأضافت أن ما عزز الانقسام مقتل سيدنا الحسين في كربلاء ونشأ وقتها الشيعة الذين عاشوا في ظل الخلافة الإسلامية وأسسوا مذهبهم الجديد. وقالت إنه على الرغم من اتفاق أبناء المذهبين على تعاليم الإسلام الأساسية المبنية على الأركان الخمسة، إلا أن السنة تمسكوا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما الشيعة اعتمدوا على أئمتهم حتى بلغ بهم الحد إلى جعلهم الأئمة وسطاء بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، الأمر الذي دفع السنة إلى اعتبار المذهب الشيعي مجرد بدعة لا أساس لها في الإسلام، في حين اتهم الشيعة السنة بالتطرف والتشدد مع خروج شيع من عباءة المذهب السني مثل الوهابية. وأشارت المجلة أن المعتقد الشيعي يعتمد على الإمامة الإثنى عشرية والمهدي المنتظر، معتبرة أن شعورهم بالتهميش والاضطهاد أدى إلى ظهور الاحتفالات الشيعية في بعض المناسبات مثل يوم عاشوراء حيث يجلد الشيعة أنفسهم إحياءً لذكرى مقتل الحسين في كربلاء.