«معا لخلع الحجاب»...«ملحدون ضد الأديان»....هى نماذج لصفحات تملأ مواقع التواصل الإجتماعي، ويوما بعد الأخر يزداد عدد المعجبين بتلك الصفحات والذين يقدروا بالالاف ، تلك ظاهرة كانت تحتاج للوقوف أمامها، وقراءة للمتغيرات التى طرأت على المصريين رغم ازدياد الداعين لتطبيق الشريعة الإسلامية .. الدكتور يحيي الرخاوي أستاذ الطب النفسي حلل الظاهرة قائلا :«خلع الحجاب ليس بالضرورة دعوة للبعد عن الدين ، قد يكون اقتناعا برأى فقهى مهما كان ضعيفا بأنه ليس فريضة، وفى مرحلة سابقة خيل إلىّ أنه تعبير سياسى ضد من كان يضطهد التيارات الدينية ، ثم إن أغلب الحجاب الآن هو تعرية للجسد كله المغطى بغلالة رقيقة تصف تفاصيله، ما يعنى فضيحة أكثر من إظهار الشعر والوجه، والسخرية من الملتحين لها أسباب متعددة، فقد تكون ضمن فيضان موجات السخرية السخيفة التى سادت هذه الأيام بدلا خفة الدم المصرى، أو دعوة للتنبيه إلى الطريق الذى نسلكه، وقد تكون فراغا يسخر من الشكل بدلا من أن يغير الموضوع إيجابيا .. وأرى الدعوة للإلحاد رقصا على السلم وتقليدا أعمى حتى دون الالتزام بقواعد الإلحاد ومسئوليته ، وهى دعوة تعلن فراغا وسطحية أكثر من حرية وثورة». الرخاوى أكد ل «فيتو» وجود علاقة وثيقة بين الدعوة لدولة الخلافة وانتشار تيار الإسلام السياسى وبين وجود الالحاد، فهو مواجهة سلبية لظاهرة قمع الفكر والتخلى عن الوطن لصالح أيديولوجية دينية ليس لها علاقة بالدين أو بالإيمان ، ومع ذلك فإن النتيجة برغم ظاهر التحرر هى تقوية تيار الإسلام السياسى ، على عكس ما يريد هؤلاء المتشنجون . وبحسب الرخاوي فإن «الحوار لا يكفى ، ومثل هذا الفكر لا يتغير بالحجة والبرهان، وإنما ينصلح بتنمية القدرات المعرفية الأخرى مثل الإدراك التى تكمل التفكير، وهى بالنسبة لمعرفة الله وسبيل الإيمان تتفوق على التفكير والمنطق الظاهر بمراحل، فهى أعمق وأصدق، وكل هذا غير متاح لا فى التعليم ولا فى التربية المنزلية، ولا فى التنوير الدينى، لكن كل شىء جائز، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم» ، هذه هى الطريقة الأفضل للتعامل مع الملحدين. وشكك فى بلوغ عدد الملحدين نحو 2 مليون مصرى ، معللا :«هذا زعم غبى، لا يوجد سند له ، وأعتقد أن من يورده ويتشدق به لا يعرف معنى الالحاد ، أنا لى رأى لا يفهمه الكثيرون ، وهو أن الالحاد الحقيقى استحالة بيولوجية لأن خلايانا بغض النظر عن أفكارنا مؤمنة رغما عنا طالما هى على قيد الحياة، لأن الذى يبقى الخلية حية هى اتساق هارمونيتها مع هارمونية بقية الخلايا مع هارمونية المحيط مع هارمونية الكون إلى وجه الحق تعالى ، فإذا انقطع هذا الاتصال ماتت الخلية». الرخاوى يرى أن عدة وجوه انكشفت بعد الثورة ، ولعل الحركة الشبابية داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها تشير إلى بعض أوجه مثل هذا الانكشاف ، لكن العبارة الأصلية «نحن شعب متدين» مازالت راسخة وتصحيحها «نحن شعب مؤمن قريب من الله» .