سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة التونسية تنقلب على السلفيين.. فاينانشال تايمز: المواجهات وصلت ذروتها نهاية الأسبوع.. رئيس الوزراء: أنصار الشريعة ليس لها تنظيم قانونى.. الجماعات السلفية تعمل على تجنيد الشباب لتحدى حزب النهضة
ظن السلفيون المتشددون أن أرض تونس تحولت إلى أرض وعظ وليست أرض جهاد حتي وقت قريب، وسمحت بذلك الحكومة الإسلامية التي انتخبت حديثا بعد ثورة 2011، وأعطت لهم الحرية لنشر شعارهم وأفكارهم الأكثر تطرفا. وأشارت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية اليوم الأربعاء إلى أن الحكومة التونسية تحاول الآن تكثيف جهودها للضغط على أنصار الشريعة وزعيم الجماعة السلفية الذي يري أنه يجب المدافعة عن الإسلام مثل الوضع في أفغانستان والعراق وسوريا، حيث وصلت المواجهة إلى ذروتها في عطلة نهاية الأسبوع بين الحكومة وأنصار الشريعة، وأدت إلى حدوث صدامات في ضاحية تونس وتوفي أحد المتظاهرين وجرح العشرات من رجال الشرطة. وأعلن رئيس الوزراء التونسي على العريي الأحد الماضي أن جماعة أنصار الشريعة ليس لها تنظيم قانوني وإما أن تتبع القانون أو ينهي وجودها. ورأت الصحيفة أن تونس دخلت في مرحلة جديدة من المواجهة بين فروع مختلفة أيديولوجيا للفكر الإسلامي المتنافس في الدولة الجديدة، كما هو الحال في مناطق أخري ولا سيما مصر التي هيمنت عليها جماعة الإخوان المسلمين، كما هو الحال في تونس، حيث هيمن حزب النهضة عليها ويشهد كلا البلدين حالة استقطاب بين الليبراليين والأحزاب السياسية، ومن الجانب الآخر تصاعد التوتر والقلق من انتشار الفكر السلفي. وأوضحت الصحيفة أن هناك أنواعا مختلفة من السلفيين، فمنهم من يبشر لعودة الإسلام الحقيقي، الإسلام النقي كما يعتقدون، الذي يهدف إلى المحاربة والجهاد العالمي. وأضافت الصحيفة: أن حزب النهضة في تونس كان يأمل عندما يسمح للجماعات السلفية العمل علنا، أن يحد من الجماعات السلفية العنيفة والحفاظ على الجماعات السلفية المعتدلة، بحيث لا تتكرر عمليات القمع التي كانوا يتعرضون لها في ظل النظام القديم. وكتب "آن وولف" محلل سياسي مقيم في تونس، في الصحيفة الوطنية لأبو ظبي، أن الجماعات السلفية تعمل على تجنيد الشباب في تونس من خلال توفير خدمات الرعاية الاجتماعية لهم، مما يجعل أنفسهم جزءا لا يتجزأ من المشهد التونسي وبالتالي يصبح تحديا للحزب في السلطة. كما لاحظ العديد من المراقبين لحزب النهضة، أن الحكومة لم تتعامل بحزم مع أولئك الذين هاجموا وضايقوا الفنانين والصحفيين والمعارضة العلمانية، مما يعطي انطباعا بأن السلفيين أداة تخويف مقبولة من الحكومة. وأضافت الصحيفة: أن أول علامة تهديد ظهرت من السلفيين كانت في سبتمبر الماضي، عندما اتهم أعضاء أنصار الشريعة بالهجوم على السفارة الأمريكية، وأثيرت مخاوف إقليمية حول تنظيم القاعدة في بلاد المغرب والجماعة المتطرفة في شمال أفريقيا وتلاها الحرب في مالي والهجوم على المنشأة النفطية في الجزائر. وقالت الصحفية: إن حزب النهضة تحول ليكون أكثر حسما ضد أنصار الشريعة عندما أسر نشطاء مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، الذين اشتبكوا مع القوات التونسية على طول الحدود مع الجزائر، مما أسفر عن إصابة أكثر من 10 جنود. وقال آرون زيلين، خبير أمريكي في الجماعات الجهادية:" إن قوات الأمن الحكومية لم تتخذ إجراءات صارمة تجاه السلفيين المتشددين ضد أنصار الشريعة بحجة أن بعض أعضائها لهم صلات بتنظيم القاعدة". وأضاف زيلين: أن المشكلة الكبري هي تقديم رسالة مزدوجة، أن أنصار الشريعة كانوا يتصرفون على أنها جماعة تبشيرية في تونس ولكنها تدعم الجهاد في الخارج وتسمح لأعضائها بالقتال مع الجماعت المتطرفة في سوريا ومالي، مما جعل هذه الازدواجية بصيغة خطيرة تثير المشاكل بداخل تونس.