تتلون شوارع دولة الاحتلال هذه الأيام بألوان شعارات الشواذ الذين يقيمون حاليًا الاحتفالات بما تسمى "مسيرة الفخر" التي تقام كل عام في تل أبيب بل وتمتد إلى شوارع القدس استفزازًا لمشاعر العرب والمسلمين، وتأتي هذه المسيرة في إطار ما يسمى ب"أسبوع الفخر" الخاص بالشواذ جنسيًا، وتسلط هذه المسيرة الضوء على مجتمع الشواذ في إسرائيل. عاصمة شواذ العالم وتل أبيب تعرف بأنها مدينة الشواذ يصلون إليها من كل أنحاء العالم، ولا يفوت شواذ العالم كل عام فرصة الوصول إلى إسرائيل للاحتفال باليوم العالمي لهم هناك، فضلًا عن زيارتهم لها طوال أيام السنة على سبيل التنزه والسياحة، ما جعلها تحظى بلقب عاصمة شواذ العالم. ويقول الذين يشاركون في تلك المسيرات بإسرائيل إنهم يشعرون بالحرية في هذا اليوم حيث إنه يعد يوم عيد، تسقط فيه الأقنعة، ويشارك فيها سياسيون إسرائيليون يؤمنون بمساواة حقوق المثليين. دعم الوزراء ولإظهار الدعم المطلق من جانب الكيان الصهيوني للشواذ في إسرائيل، تشارك شخصيات مهمة في الدولة في مسيرة الشواذ السنوية وسبق أن شاركت وزيرة الثقافة، ميري ريجيف، التي أعربت عن سعادتها بما وصفته ب"الكرنفال"، مشيرة إلى أن حزب الليكود أيضا يؤيد ذلك الاحتفال، ومعربا عن سعادته أيضا، قائلة: كلنا متساوون في الحقوق المواطنون والشواذ، والكل منا يجب أن يقبل الآخر، ويجب أن نواصل تلك الاحتفالات والمسيرات لتحقيق المساواة الحقيقية. الشذوذ بالقانون وتتباهى سلطات الاحتلال بمنح الشواذ الحقوق الكاملة، متحدية اليهود المتدينين الذين يكنون العداء لهذه الظاهرة السلبية، إذ تم تقنين النشاط الجنسي المثلي في عام 1988، على الرغم من أن القانون السابق ضد اللواطة لم ينفذ منذ قرار المحكمة لعام 1963. وأصبحت إسرائيل الأولى في آسيا بالاعتراف بالمعاشرة غير المسجلة بين زوجين من نفس الجنس، مما يجعلها الدولة الوحيدة في آسيا التي تعترف بأي اتحاد من نفس الجنس حتى الآن. شاطئ هيلتون وتخصص إسرائيل شاطئًا خاصًّا للشواذ المعروف باسم شاطئ "هيلتون"، كما توجد شوارع رئيسية في تل أبيب مزينة بأعلام الشواذ؛ مبنى البلدية فيه يضاء في المساء بألوان علم الشواذ، وشاطئ هيلتون، الأكثر تعاطفا مع هذا المجتمع، مزدحم بالسياح الذين ينتظرون فقط افتتاح الاحتفالات، فقط في تل أبيب يجد المثليون شاطئًا لمثليي الجنس متاخمًا مباشرة لشاطئ منفصل عن المتدينين الأرثوذكس. كما أن الرمال أمام تحت فندق هيلتون معروفة جيدا كمكان استراحة للشواذ الذين يسعون للحصول على أشعة الشمس ويتزاحمون تحت مظلات قوس قزح للاستلقاء تحت الشمس الحارقة. تأجير الأرحام ويسعى الشواذ منذ فترة إلى محاولة لتحقيق هدفهم من خلال تأجير الأرحام للأزواج من نفس الجنس من أجل الإنجاب، وينص القانون الإسرائيلي على أن الأزواج من جنسين مختلفين هم فقط من يستطيعون الحصول على موافقة لعملية تأجير الأرحام، يضطر الأزواج أحاديي الجنس الذين يريدون إنجاب الأطفال من خلال هذه العملية، إلى القيام بذلك خارج البلاد، بأسعار مرتفعة جدّا، وهناك حرب تجري على مدى سنين طويلة تهدف إلى السماح بالزواج من نفس الجنس في إسرائيل، وحتى اليوم، يضطر الشواذ الذين يرغبون بالزواج، إلى القيام بذلك في الخارج. سياحة جنسية وتقول التقارير الإسرائيلية إنه رغم أن تل أبيب تعتبر مدينة صغيرة نسبيا، بالمقارنة مع عواصم أوروبا مثل مدريد أو برلين أو حتى نيويورك في الولاياتالمتحدة، فإنّها تعتبر وجهة سياحية مكلفة. أسعار الفنادق، والمطاعم، والحانات والفنادق وأماكن الترفيه هي الأكثر تكلفة ولكن الكثير من السياح الجنسيين الشواذ لا تردعهم الأسعار المرتفعة كثيرا بل هناك من يخطّط لحفلات المثليين في تل أبيب قبل نحو عام من حدوثها وذلك من أجل أن يضمن أسعارا منخفضة قدر الإمكان في مجال الإقامة في الفنادق وشراء الاشتراكات للوجهات والحفلات الأكثر سخونة في المدينة. وزير شاذ وعين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام النائب عن حزب الليكود أمير أوحانا وزيرا للقضاء بالوكالة، ليصبح أول وزير شاذ في تاريخ الاحتلال، وجاء هذا التعيين خلال استعدادات تنظيم مسيرة المثليين السنوية والتي شارك فيها بحسب الإعلام الإسرائيلي، نحو 15 ألف شخص، والتي شارك فيها الوزير بنفسه. وجاء في بيان أصدره مكتب رئيس الوزراء أن النائب أمير أوحانا محام على دراية كبيرة بالنظام القضائي الإسرائيلي، وهذه المرة الأولى بتاريخ إسرائيل التي يشغل فيها شخص يعترف بشذوذه الجنسي منصبًا وزاريًا. حزب الشواذ قال أيدي كوهين، الأكاديمي والباحث الإسرائيلي في مركز بيجين السادات بتل أبيب، إن هناك توجها من الداخل الإسرائيلي لتأسيس حزب ل الشواذ، ينشئه الكاتب الإسرائيلي إيلان شينفيلد باسم "المساواة". في الوقت نفسه، تشير التقارير العبرية إلى تزايد الهجمات ضد الشواذ في الأماكن العامة في إسرائيل، والمستهدفون هم الشباب والمتحولون جنسيا، وفي أغسطس 2009، حدثت عملية إطلاق نار في قلب حي رئيسي في المدينة وقتل خلالها اثنان من المراهقين وأصيب العشرات بسبب ميولهم المثلية. وانطلقت أول مسيرة للشواذ في إسرائيل عام 1998، وفى الأعوام ال 17 التالية، لذلك أصبحت أحد رموزها الاجتماعية والثقافية.
